اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مولود حداد
السلام عليكم ورحمة الله
مذ قرأت لك الأخت الكريمة هذه القصيدة وتبادر إلى ذهني سؤال كنت اود أن أطرحه هنا في المنتدى خصوصا مع اللغة القوية المستعملة والتي أعتقد أن ليس بمقدور الجميع فهمها -على تميز أسلوبك وروعته -.
السؤال: هل ينزل الشاعر او الأديب إلى مستوى الجمهور ام يطالب الجمهور بالصعود إليه.
خصوصا ونحن كجزائريين في العموم لسنا أقوياء في مجال اللغة، وليست القضية التي أطرحها متعلقة بالسجال بين الفصيح والشعبي وإنما في الفصيح نفسه وكيفية كتابته .
|
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أوّلا شكرا أخي على تواضعِ مروركم على صفحتِنا..
وكرمِ ردّكم الذي أخجل تواضعنا..
لأنّي أخشى أن لا أكون أهلا لما تقولون..
رغم أنّي أسعى بقدرِ ما توفّره لي طاقتي بأن أخطّ ما يستحقّ القراءة..
طبعاً ودون أدنى شكّ نعلمُ جميعاً أنّ غالبيّة القرّاء يفضّلون قراءة ما هو سهلٌ في مفهومه ليصل فِكرهم مباشرة دون بذلِ جُهدٍ في ذلك..
ولهذا عدّة أسباب و أوّلها، مستوى استيعاب العقل وقوّة الادراك..
وهذا ما ينقص البعض ممّا يُسربِلُ ما يقع أمام أعيُنِهم
بغموضٍ مُبهم.
والحلّ لهؤلاء هو تنمية الفِكر و ذلك بمداومة القراءة والإطّلاع على النّصوص التي تقوم على ألفاظٍ قويّة و إن كانت غامضة فهناك معاجم وُضعت لافتِكاك ألغاز الألفاظ.
فأحيانا كثيرة عند معرفة أبعاد و خفايا الألفاظ يُمكننا تحصيلُ أهمّ المعاني التي تشكّل لبّ الموضوع.
لكن، هناك من يقرأ مُستعينا بعينيه فقط..
ما تسمّى بالقراءة السطحيّة والتي تعجز عن الايصال للمعنى فيما يخصّ النّصوص الرّمزيّة و التي تستدعي قراءة العقل.
لأنّ العقل وحده يسحبك لبعد النّظر خصوصاً لو زاوجته بِمَلكةِ الذّوق.
وعودةً لسؤالِك القيّم أقول:
أوّلا إن قلنا عن مستوى الجزائريّ في رفعة الاسلوب فهذا راجع لتهميشه أهمّ جانِب هو جانِب القراءة أو المطالعة والذي تطرّقت اليه أعلاه..
و أكبر دليل إهمال الكتب و إهمال الجانب الأدبي بالانقاص من أهميّة اللغة العربيّة..
ألا ترى يا أخي جيل اليوم، وكيف أنّ الأمّ تسعى لتلقين ابنها اللّغة الأجنبيّة حتّى قبل أن يتّخذ حصانته من لغةِ القرآن..؟؟
وهذا يُضعِف مستواه و يسحبُ ميوله لما قد يقلّل بنظره أهميّة لغتنا التي تحتاج لعنايةٍ كبيرة.
أصدقك القول أخي، تمنّيت أن أكونَ أستاذة أدب عربي..
لكن قدري فرض عليّ انتِهاج مجالٍ آخر ورغم ذلك
أحاولُ التعلّم من غيري و الغوصِ أكثر في بحر الأدب..
وللأسف الشّديد قلّ ما نجِدُ سندا وموجِّها يدفعُ بنا للأحسن.
وانطِلاقاً لما مهّدت اليه فجوابي بكلّ صراحة، هو أنَّ على القاريئ محاولة تنمية قدرته وترويضِ ملكة الذوق لديه ليتمكّن من الوصول الى درجة استيعاب تقرّبُ اليه الأفكار المعروضةِ عليه.
فلو قلنا العكس لكان ذلِك بمثابة قتل فنّ الأدب، ودعوة إلى عرقلة نموّ مستويات الأدباء.
ويبدأ بعث روحِ ثقافة القراءة منذ الصّغر..
وهي مسؤولية الامّ أولا و المدرسة ثانيا، ومسؤوليّة كلّ شخصٍ منّا.
ـــــــ
عذرا على الاطالة أخي، فهذا المجال يتّسع لحديثٍ أطول لأهميّته.
وشكرا على روعةِ مرورك
تحياتي وتقديري