منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - عندما تصبح الأعياد مآتم …!!!!!!
عرض مشاركة واحدة
قديم 2008-01-02, 16:31   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
أم إدريس
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية أم إدريس
 

 

 
إحصائية العضو










Post تكاليف عيد الميلاد من منظور آخر :

[align=center]تكاليف عيد الميلاد من منظور آخر :
اطلعنا حتى الآن على شيء من التكاليف البشرية والصحية والاجتماعية والأخلاقية لأعياد الميلاد في بلدان الحضارة المعاصرة .. فلننظر إليها الآن من زاوية أخرى.. زاوية التكاليف المادية.. فكما أسلفنا القول إن المجتمعات ا لغربية تتناول من الخمور في تلك الأيام ما لا تتناوله في غيرها... فمصانع الخمور والمشروبات الكحولية تعمل بطاقاتها القصوى قبل حلول العيد.. ومحلات بيعها تظل مشرعة أبوابها حتى ساعات الصباح المتأخرة.. ويقتنيها الناس على هيئة خزانات صغيرة في البيوت انتظاراً لتلك الليلة حيث يجتمع فيها الأقارب المقربون ذلك الاجتماع اليتيم !! وكأن هذه العربدة المفرطة هي الاحتفال اللائق بذكرى ميلاد المسيح (عليه السلام) !! .
إن كل هذه الحشود الكحولية تكلف ميزانية الفرد ومن ثم المجتمع الغربى ما لا يحصى من الأموال.. وهى في نفس الوقت تكلف ميزانية الدولة في المحافظة على الأمن ومواجهة حوادث السير والشغب ومعالجة المرضى والمصابين والبحث عن الجناة القاتلين أو عن الخاطفين والمخطوفين !! .
ومن مظاهر البذخ في احتفالات أعياد الميلاد لدى المجتمعات المتحضرة ما أسلفنا ذكره من الألعاب النارية والمفرقعات وهى بلا شك تكلف الكثير .. الكثير .. ولها من الآثار - غير المادية - ما أسلفنا الحديث عنها.
ومن تلك المظاهر أيضاً ما يسمى بشجرة الميلاد وهى من الأشجار المخروطية دائمة الخضرة ، تزرع خصيصاً لهذا الغرض.. حيث يقتنيها أغلب الناس في الغرب ، ويضعونها في منازلهم أو متاجرهم ، ويزينونها بالأضواء الملونة والتماثيل واللعب الصغيرة.. كما يضعون تحتها الهدايا التي أهداها بعضهم لبعض.. ثم يفتحونها ليلة عيد الميلاد !! وقد بِيع منها في أمريكا في عيد الميلاد السابق حوالي (32) مليون شجرة (جريدة الأهرام 3/1/87) ولا يزيد هذا العدد بكثير عن مثيله في البلدان الأوربية.

ومظهر آخر من مظاهر هذا الإنفاق ما يسمى ببطاقات عيد الميلاد.. حيث يرسل كل فرد عشرات البطاقات إلى أهله وأصدقائه أو زملائه في العمل يتمنى فيها لهم عيداً مرحاً بهيجاً وسنة جديدة سعيدة.. وهذه البطاقات تعتبر معيار ومحك الصداقة بين الناس.. فيكفي الابن العاق - وما أكثر العقوق في تلك المجتمعات ! - الذي لم يَرَ والديه منذ سنوات وهو يعيش معهم إن لم يكن في نفس البلدة ففي نفس القطر - يكفيه أن يرسل بطاقة تهنئة لوالديه بهذه المناسبة كي يصبح ابناً باراً واصلاً لرحمه !!
وهكذا تنهال قبيل حلول العيد بأيام ملايين البطاقات على مصلحة البريد ، مما يحدوها إلى توجيه طاقاتها لتوزيع هذه البطاقات كي تصل قبل حلول العيد وتأجيل الرسائل العادية مهما تكن أهميتها..

ومن المظاهر التي يشاهدها رجل الشارع في احتفالات أعياد الميلاد الأنوار والأقواس التي تتزين بها واجهات المحلات والشوارع الرئيسية العامة والتي ينفق عليها الكثير من الأموال التي لو وُجهت لمصلحة الفقراء الذين يعيشون تحت مستوى الفقر (راجع البيان عدد "2") أو للذين ينامون في العراء تحت درجة التجمد في الشتاء القارس فيفترشون ويلتحفون ما ترميه المحلات التجارية من أوراق ونفايات - لا أقول في إفريقية الجائعة ولا في بعض المناطق الفقيرة من القارة الآسيوية - وإنما في أكثر عواصم العالم تمدناً وتقدماً، في لندن وباريس وواشنطن و نيو يورك وغيرها من كبريات المدن الأوربية والأمريكية.. إن هذه الأموال - التي تنفق في مثل هذه المظاهر التي أسلفنا ذكرها وغيرها الكثير - لو وُجهت في مثل هذه المصالح لحفظت حياة الكثيرين بل وأخلاقهم وشرفهم الذي كثيراً ما تجري المساومة عليه بسبب الفاقة والحاجة !! .. لكنها الرأسمالية الظالمة !!

هذا غيض من فيض مما تنفقه الدول والشعوب في عواصم الإسراف والفوضوية.. ولعل هذه الشعوب قد أسرفت في فهم قصيدة الشاعر الإنجليزي "توماس تاسِّرTusser " عام حيث يقول :
"خذ في عيد الميلاد بأسباب المرح والابتهاج ؛ فعيد الميلاد لا يجيء إلا مرة في العام" .
على أننا لم نتعرض بالذكر لما ينفق على الهدايا عشية الميلاد وغيرها مما ليس له آثار سلبية واضحة على المجتمع.. وهكذا تنتهي مواسم الأعياد والاحتفالات فيفتقد كل فرد رصيده فإذا هو قد أفلس أو كاد !! هذا إن كان ممن حالفهم الحظ فلم يقضِ أيام العيد على الأسرَّة البيضاء ، أو خلف أستار الحزن على ابن أو بنت اختطفت أو قريب أو صديق وقع ضحية للعنف أو لحوادث السير.. وإني لأجد التشابه جلياً واضحاً بين هذه الشعوب في أعيادها وبين قوم إبراهيم - عليه السلام - حين رجعوا من عيدهم فرحين مبتهجين فوجدوا آلهتهم قد حُطمت.. فأصيبوا بخيبة أمل وعادت عليهم أعيادهم وبالاً وخزياً.. إلا أن الفارق الوحيد هو أن ما حُطم هو الكفر والضلال بيد إمام الموحدين الخليل - عليه السلام - أما هؤلاء فقد حطموا أنفسهم وأموالهم بأنفسهم وصدق الله العظيم إذ يقول في إخوانهم اليهود : ((يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وأَيْدِي المُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُوْلِي الأَبْصَارِ))[الحشر:2].
حقاً ، إنها لعبرة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد .. ألا فليعتبر أبناء المسلمين الذين يريدون أن ينحوا بأعيادنا هذا المنحى الخطير بحجة التطور والرقى !! .. و ها قد تبين آثار البذخ والإسراف بكل أنواعه على الأفراد والمجتمعات فهل ترضي هذه الآثار والنتائج رجلاً مخلصاً لأمته ومجتمعه ؟! وهل يرضى عاقل أن يرى هذا السموم تفتك بأهله وقومه ؟!.. ألا فلنلتزم حدود ما أبيح لنا في أعيادنا من لهو ولعب يسير فإن فيه الكفاية لما نتطلع إليه من مرح وفيه الملجأ مما نخشاه من آثار وعواقب وخيمة .
[/align]