[align=center]وإذا كان كثير من الناس في ليلة عيد الميلاد ويومه يمكثون في بيوتهم أو في خماراتهم يعربدون .. إلا أنهم وفي ليلة رأس السنة الجديدة يخرجون إلى الاحتفالات بسكرهم وعربدتهم ، فقد أعلنت الشرطة البريطانية أنه قد تم إلقاء القبض على ما يزيد على (150) شخصاً في منطقة ميدان "الطرف الأغرّ" بوسط لندن والتي تتركز فيها عادة الاحتفالات بحلول العام الجديد . . وكانت معظم الحوادث التي وقعت قد جاءت نتيجة للسكر والإخلال بالنظام العام والتعدي على الناس .. وقد عالجت سيارات الإسعاف (195) شخصاً من بين المحتفلين بالمناسبة بسبب إصابتهم بجروح نتيجة تهشم زجاجات الشراب ! وقد نُقل نحو خمسين آخرين إلى المستشفيات للعلاج ، وقد قُدر عدد رجال الشرطة الذين أصيبوا في هذه الحوادث بنحو أربعين رجلاً (جريدة "الشرق الأوسط" ، 29/12/86) .
و ها هنا نوع آخر مما ابتُلي به أهل هذه الحضارة :
ففي روما أعلنت وزارة الداخلية الإيطالية عن الحصيلة النهائية لضحايا استخدام المفرقعات والألعاب النارية الملونة في احتفالات رأس السنة الجديدة ، وقالت مصادر الوزارة: إن مواطناً كهلاً قُتل في مدينة نوشيرا في الجنوب الإيطالي بفعل دخان مفرقعة ، وجرح (600) شخص آخرون في روما ونابولي وغيرهما من المدن الإيطالية ، ومعظم المصابين يعانون من حروق في اليدين والوجه بسبب انفجار المفرقعات بأيديهم ، أو بسبب عدم احترام الشروط القانونية أثناء تصنيع هذه المفرقعات.. وتعتقد أوساط الداخلية أن عدد الجرحى أكبر من الرقم المعلن ؛ لأن العديد ممن أصيبوا بجروح لم يلجأوا إلى المستشفيات العامة وفضَّلوا الصمت.
وكانت صحيفة "كورييري ديلاسيرا" الإيطالية قد ذكرت أن ثلاثة أشخاص قتلوا وأصيب أكثر من (500) في هذه الاحتفالات (الشرق الأوسط 3/1/86) .
ومصائب أعياد رأس السنة الميلادية لا تقتصر على أوربا وأمريكا بل تنسحب على كل الذين يحيون تلك الاحتفالات.. ففي مانيلا (عاصمة الفلبين) لقي اثنان وعشرون شخصاً حتفهم وأصيب المئات من جراء الألعاب النارية وإطلاق النار في أجواء العاصمة ، وذكرت مصادر الشرطة الفلبينية أنه رغم الحظر الحكومي على استخدام الألعاب والقذائف النارية إلا أن هؤلاء لم يبالوا به ، وأن المستشفيات تستقبل مئات المصابين من جراء هذه الألعاب والطلقات الطائشة ، ومن بين الضحايا خمسة من أعضاء أسرة واحدة كانوا نائمين داخل منزلهم الخشبي الذي احترق من جراء الألعاب النارية (الشرق الأوسط 3/1/86).[/align]