منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - حوار هادئ بين الإخوة الكرام....
عرض مشاركة واحدة
قديم 2008-01-01, 12:33   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
فتحي الجزائري
قدماء المنتدى
 
الصورة الرمزية فتحي الجزائري
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله

أخي الكريم شكرا جزيلا على تفهمك لكلامي ...وعذرا فقد أكون قد جرحتك في شيء .....أما بعد بخصوص سؤالك فقد حاولت تلخيص الإجابة قدر المستطاع وذلك لكي يستفيد معنا كل الإخوة....أقول وبالله التوفيق....

السؤال : ما هو الدليل الأقوى و الأرجح و الأولى بالإتباع
الكاتب أم السنة ؟؟؟؟؟
أقصد في حالة التعارض

الجواب:

[align=right]التعارض: هو: تقابل الدليلين بحيث يخالف أحدهما الآخر، وتقابل الدليلين سواء أكانا من الكتاب أو من السنة أم من الإجماع أم من القياس، ولكن الغالب أن المراد بهما- أي بالدليلين- ما كان من الكتاب أو من السنة.

وهذا التعارض بين النصوص هو في الحقيقة تعارض ظاهري، وإلاَّ فالنصوص مبرأة من التناقض، يقول الله تعالى عن القرآن: " أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا " {النساء: 82}

وكذلك أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم الصحيحة مبرأة من التناقض والاختلاف لأن النبي صلى الله عليه وسلم معصوم من التناقض والاختلاف بإجماع الأمة، لا فرق في ذلك بين المتواتر والآحاد، قال تعالى: " وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى " {النجم: 3، 4}.


مثال للتعارض الظاهري بين آية وحديث:

عن عائشة رضي الله عنها أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "ليس أحدٌ يحاسب يوم القيامة إلا هلك". (صحيح البخاري)

وفي الآية، قال الله تعالى: {فأما من أوتي كتابه بيمينه (7) فسوف يحاسب حسابا يسيرا} (الانشقاق: 7، 8)

وجه التعارض:
أن لفظ الحديث عام في تعذيب كل من حوسب، ولفظ الآية دال على أن بعضهم لا يعذب
كيفية دفع التعارض:
الواجب أولاً الجمع، إذ الأصل في الدليلين الإعمال لا الإهمال.
ووجه الجمع بينه لنا المعصوم صلى الله عليه وسلم عندما سألته عائشة رضي الله عنها عن الآية والحديث؛ لأنها تمسكت بظاهر لفظ الحساب لأنه يتناول القليل والكثير- كما في صحيح البخاري- فقال لها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : "إنما ذلك العرض( يعني الحساب الذي في الآية) وليس أحد يناقش الحساب يوم القيامة إلا عُذِّب".
قال القرطبي: معنى قوله صلى الله عليه وسلم : "إنما ذلك العرض" أن الحساب المذكور في الآية إنما هو أن تعرض أعمال المؤمن عليه حتى يعرف منة الله عليه في سترها عليه في الدنيا وفي عفوه عنها في الآخرة. (فتح الباري ج11-410)
وقد وقع ذلك لغير عائشة رضي الله عنها، فوقع لحفصة رضي الله عنها لما سمعت حديث النبي صلى الله عليه وسلم : "لا يدخل النار أحد ممن شهد بدرًا والحديبية".
قالت: أليس الله يقول: {وإن منكم إلا واردها}، فأجيبت بقوله: {ثم ننجي الذين اتقوا} (مريم: 71- 72). (فتح الباري ج1-238)
قال الحافظ ابن حجر: ولأحمد وجه آخر عن عائشة: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول في بعض صلاته: "اللهم حاسبني حسابًا يسيرًا"، فلما انصرف قلت: يا رسول الله، ما الحساب اليسير؟ قال: "أن ينظر في كتابه فيتجاوز له عنه، إن من نوقش الحساب يا عائشة يومئذ هلك". (فتح الباري ج11-408)
وبهذا يتضح لنا من هذا المثال أن دفع التعارض الظاهري يسيراً جداً إذا رجع الباحث إلى أدلة الكتاب والسنة .. ولكن المشكلة الحادثة عند الكثيرين من العامة بل ومن طلبة العلم للأسف أنهم قد يتبادرون إلى تصديق أن هناك تعارض فيفتنهم ذلك عن إيمانهم وصدق اعتقادهم.

ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد والعلم النافع والعمل الصالح .
والله أعلم .[/align]










آخر تعديل فتحي الجزائري 2008-01-01 في 12:44.