فكان رده الثاني هو الآتي:
اخي ي....لم اكن أعلم ان القصيدة السابقة انما هي تعريض بالنبي صلى الله عليه وسلم واستهزاء
بالهجرة النبوية. فكم مرة قد استمعت الى تلك القصيدة من عدة مواقع ولم يدر في خلدي انها كذلك حتى
اخبرتنا جزاك الله خيرا فهي اذا قصيدة ماكرة مكر الروافض .
واحمد مطر رجل حداثي بلا شك ولكني لم أقرا له تطاول ألا القصيدة التي كتبتها في الرد السابق يتطاول
فيها على الله جل في علاه وان كانت هذه القصيدة صحيحة فعليه لعنة الله حين قالها بل وشلت يد كتبت ذلك.
والحداثة انما هي اقصى ما استطاع الانسان أن يبتعد فيه عن دينه حتى ولو ادعت انها مجرد مذهب حديث يغير
شكل القصيدة ولا يغير المفاهيم كذبوا فهم حين انسلخوا من تركيبة القصيدة القديمه انسلخوا من دينهم ومن
قيمهم بل حقيقة الحداثة أنها ثورة على كل ما هو موروث قديم ..ومن ضمن ذلك القديم طبعا الدين وكل ما
يمت لله بصلة.
ولو نظرنا للغرب لوجدنا أنهم في الأدب الغربي يتلذذون حقيقة ويفرحون بالخروج على الله وعلى دينه
وعندما يستهزيء بالأنبياء وعندما يسخر بالقيامة والجنة والنار..ومهما ادعى الحداثيون بأنهم مستقلون في
أدبهم هذا إلا أنهم في الحقيقة مقلدين للغربيين في اتجاههم نحو التلذذ بسب الإله وسب الأديان والمطالبة
بالتحرر من تقديس ذلك كله..
فالسخرية بالدين والجرأة على الله أمر واضح تماما في أدب الحداثيين ومن الأمثلة على ذلك روايات كتبها
بعض الحداثيين الذين يعيشون بيننا وفي مجتمعاتنا ..
ففي رواية كتبها تركي الحمد يقول:"فيما حانت التفاتة من عبدالرحمن نحو الكيس الذي يحمله هشام ..فقال
وهو يضحك: ما تلك بيمينك يا هشام؟..فابتسم هشام وهو يقول:لاشيء.. مجرد كولا تروي العطش ولي فيها
مآرب أخرى!!.. وضحك الاثنان..."
ويقول ساخرا بالملائكة عندما تحدث عن السجن:"نظر حوله مستكشفا القبر الذي ألقي به فيه.. إنه عبارة
عن غرفة ضيقة بنافذة واحدة ذات قضبان فولاذية غليظة وسقف مرتفع تتدلى منه لنبة تصدر ضوءا خافتا
كئيبا أقرب إلى ضوء سراج قديم في ليلة شديدة العتمة ..جلس على فراشه المطوي.. وهو يتحسس القيود
في رجليه وينظر إلى البوابة أمامه.. متوقعا أن يلج منكر ونكير في أي لحظة ..ومعهما المرزبة
الرهيبة ..ولكن الوقت يمر ولا أحد يجيء ..ثم نظر إلى النافذة وتلك النجوم التي تتبدى من ورائها على
استحياء ..وهو يتصور أن يأتي ملاك الرحمة من هنا وهناك فينقله على جناحيه إلى حيث نسمة هواء
طليقة...ولكن حتى الملائكة اختفت في هذه اللحظة.. ويبدو أنها نفسها تخاف الدخول إلى هذا المكان وليس
إلا الرعب والسكون والانتظار ....."
ويقول ساخرا من الله وهو يتكلم عن أيام الامتحانات "وابتسم هشام بالرغم منه فشعبية الله مرتفعة هذه الأيام
(يعني أيام الاختبارات ) لو كان ماركس في هذا الموضع لذكر الله كثيرا"
ويقول في رواية :"الله والشيطان وجهان لعملة واحدة"..
ويقول عن السجن أيضا :"رحماك يا الله ..ولكن أين الله في هذا المكان..لقد ألغاه العقيد ..وجعل من نفسه
ربا للمكان..رحماك يا عقيد..أريد جنتك فقد كوتني نارك..وبدأ يصرخ يا حارس يا حارس..فجاء الحارس
وقال:ايش تبغي..قال خذني إلى إله المكان..أعني خذني إلى العقيد أريد المغفرة ..خذني إلى العقيد"
وهكذا يثور هذا الكاتب الحداثي على الدين ويسخر بالثوابت ..بل بالله جل وعلا..علانية دون حياء أو خجل..
وأيضا الكاتب محمد الفيتوري يقول في بعض كتاباته الأدبية :"لا شيء لكي أكتب كلمة ..فالكلمة في شفة
الله.. والله على الأرض سجين"..
ويقول :"عندما غسلتني المحبة أبصرت في وجهها الله..حدقت في مقلتيه المفرغتين ....."
وهناك فكرة خبيثة جدا عند الحداثيين وهي ما يسمونه "موت المتكلم"..يعني أن النص يفهمه السامع أو
القاريء كما يشاء ويفسره كيف يريد حتى وإن كان يخالف مقصود المتكلم فيفسر الكلام بعدة تفسيرات وكلها
صحيحة..ولا يحق للمتكلم الاعتراض على تفسير السامع ..وهذه فكرة خبيثة لأنها تعني أن يفسر القرآن
والسنة كما يريد الشخص..
وأيضا فإن الحداثيين يعتمدون الغموض في أدبهم ..فهم يشجعون الأدب الغامض ..تأييدا للفكرة السابقة
ليفهمه كل شخص كما يريد فلا يهم..ولا أدري ما فائدة الكتابة إذا كان الكاتب لا يريد أن تفهم كتاباته على
وجه معين..
وأورد بعض الأمثلة:
يقول أحدهم في مجلة اليمامة
( قفوا نترجل
أو قفوا نتهيأ للموت شاهدة القبر ما بيننا يا غبار ويا فرس
يا سيوف ويا ساح يا دم يا خيانات
خاصرة الحرب يشملها ثوبها
كان متسخا مثل حديث الذي يتدثر بالخوص
كي لا يرى الناس سوأته
كنت أحدثكم
للحديث تفاصيله فاسمعوني
فقد جئت أسألكم عن رمال وبـحر وغيم وسلسلة زبرجد )
ويقول آخر:
( وحدي بـهذا القبو
أعثر في حطام الضوء في كسر المرايا
ويداي مطفأتان
ويداي موحشتان
ويداي ترسم بالرماد فراشة
ويداي تأخذني
وأسأل من أكون سبعاً بـهذا القبو
أورثناه حكمتـنا وأورثنا الجنون )
وتقول كاتبة اسمها هدى الدغفق:
( لأني نفيت من الحلم بالأمس
سامرت قيظا
وجعا منح الوقت وقتاً
واحترى أن يمر به الوسم
لأني عاصرت حالة دفني
تجذرت بالرمل
مارست توق الخروج عن الخارطة
ولأن الخريف طوى قامتي )
هذه بعض الأمثلة التي تبين غموض أدب بعض الحداثيين..وهو مما يؤيد أفكارهم..
ومن رموز الحداثيين ..عبدالعزيز المقالح وكان مدير جامعة صنعاء ولا زال إلى الآن على ما
أظن..وعبدالوهاب البياتي وأمل دنقل وأدونيس وعبدالله العروي وصلاح عبدالصبور ومنهم تركي
الحمد.....وغيرهم..
والمصيبة أن هؤلاء الحداثيين يقدمون في مجلاتنا وصحفنا على أنهم أدباء بارزون ..ففي جريدة المدينة
وصف تركي الحمد الذي تبين لنا زندقته بأنه أبرز أديب لذلك العام..عجبا أديب يسب الله والدين ..بل
ويوصف بأنه أبرز أديب!!!..
وممن من الله عليه بنصره وهتك ستر هؤلا الزنادقة هنا في المملكة العربية السعودية الدكتور عوض
القرني في كتابه الشهير (الحداثة في ميزان الاسلام) كتاب جميل وقد ركز الشيخ فيه على مجموعة من
المتثقفين هم عبد العزيز المقالح وعبد الوهاب البياتي ومحمود درويش، وأدونيس وصلاح عبد الصبور،
وثلاثة مفكرين، هم حسين مروة وعبد الله العروي ومحمد عابد الجابري.
ولقد كان لكتاب القرني هذا صدى واسع لديهم لخبط اوراقهم واستماتوا في الدفاع عن الاشخاص السابقي
الذكر بعد ان عراهم الدكتور القرني ولكن بدون فائدة .
ثم اكمل النحر هنا الدكتور سعيد بن ناصر الغامدي في اطروحة دكتوراه سماها (الانحرافُ العقديُّ في أدبِ
الحداثةِ وفكرها ... دراسةٌ نقديةٌ شرعيةٌ ) بين فيها كفر القوم السابقين وعرض بعض ماقالو من مقالات
تقشعر له الابدان وقد ركز في اطروحته على (ادونيس ونجيب محفوض) مما جعل احد ازلامهم وهو شاكر
النابلسي قبحه الله يدخل على الملك عبدالله بن عبدالعزيز ال سعود يتباكى على ان التكفير في المملكة
وصل الى الاكادميات وانه يجب ان يعاقب هذا الرجل الذي تطاول على مفكري الامه ومثقفيها ولكنه اكتشف
بل صدم عندما علم ان من اجاز رسالة الدكتوراة تلك هم:
- سماحةُ الشيخِ عبدِ العزيزِ بنِ عبدِ اللهِ آل الشيخِ ، مفتي عام المملكة العربية السعودية ، مشرفاً ومقرراً .
2
- معالي الشيخ أ . د. صالح بن عبد الله بن حميد إمام وخطيب المسجدِ الحرامِ ، وعضو هيئةِ كبارِ العلماءِ ،
ورئيس مجلس الشورى ، عضواً .
3- فضيلةُ الشيخِ أ . د . ناصر بنِ عبدِ الكريمِ العقل ، عضو هيئة التدريس في كليةِ أصولِ الدينِ في الرياضِ
ولا زال هؤلا الزنادقة متمترسون هنا خلف جرائدهم الخضراء والبيضاء يتقيئون كل يوم على صفحاتها
ما ارادوا وماتخفي صدورهم اعظم .