منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - أدخلو هام للغات ........
عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-09-26, 21:15   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
bilel9044
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية bilel9044
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم .
هذه أولى المقالات في الفلسفة ,

المشكلةالثالثة: الشعور واللاشعور
الموضوع الأول :
نص السؤال : هل يشكل الشعور مجمل الحياة النفسية عندالإنسان ؟

* الطريقة الجدلية

المقدمة: يكاد يجمع علماء النفس فيتعاريفهم للشعور على انه إدراك المرء لذاته أو هو حدس الفكر لأحواله وأفعاله ( الحدس معرفة مباشرة ) وعليه يكون الشعور أساس المعرفة الذاتية . ومن ثمة فهل يمكناعتماد الإنسان على شعوره وحده في إدراك كل ما يجول في حياته النفسية ؟ بمعنى آخرهل الشعور يصاحب كل ظواهر النفس ؟

التحليل:القضية الشعور يشكل مجمل الحياة النفسية ( الشعورأساس الأحوال النفسية).

الحجة: يذهب بعض الفلاسفة أصحاب النظرية الكلاسيكية ( التقليدية ) إلى أن الحياة النفسية في مجملها تقوم على أساس الشعور وعلى رأس هؤلاء " ديكارت " الذي اتبع منهج الشك الذي يشمل كل شيء إلا البداية الأصلية غير المشروطةفي المعرفة والتي حددها ديكارت بـ" أنا أفكر إذن أنا موجود "وهو ما يعرف بالكوجيتوالديكارتي حيث سلم بوجود التفكير و بما أن الإنسان لا ينقطع عن التفكير فهو يشعربكل ما يحدث على مستوى النفس وبما أن الشعور حدس والحدس معرفة مباشرة لا تخطئ فهوينقل للفكر كل ما تعيشه النفس ومن ثمة لا وجود لحياة نفسية لا شعورية لذلك يرى أنكل ما هو نفسي يرادف ما هو شعوري . وهناك آخرون ممن يرون ذلك أمثال " ستيكال " أو " ابن سينا " في الفكر الإسلامي حيث يقول : " الشعور بالذات لا يتوقف أبدا " وهكذاساد الاعتقاد قديما أن الشعور أساس الحياة النفسية .

النقد : لكن المتأمل في حياة الإنسان يكشف أنه لا يعيش كللحظات حياته في حالة واعية بل تصدر منه سلوكات لا يشعر بها إلا بعد فواتها أوتنبيهه إليها مثل زلات القلم فلتات اللسان ... و هذا يدل على وجود حياة لاشعورية ..

النقيض: الشعور لا يشكل مجمل الحياةالنفسية عند الإنسان (اكتشاف اللاشعور)

الحجة : اللاشعور هو مجموعة الحوادث النفسية المكبوتة التيتؤثر في النفس دون الشعور بها ويعتبر فرويد مكتشف اللاشعور ولو أن بوادر هذاالاكتشاف كانت موجودة قبله مع " ليبتز " " 1646-1716 " الذي حاول إثبات فكرةاللاشعور بالأدلة العقلية حيث قال : " لدينا في كل لحظة عدد لا نهاية له منالادراكات التي لا تأمل فيها ولا نظر " ثم جاء دور الأطباء ومنهم " برنهايم " (1837-1919) و " شاركو " ( 1825-1913 ) من خلال معالجة مرض الهستيريا ( اضطراباتعقلية ونفسية دون وجود خلل عضوي ) و فكرة التنويم المغناطيسي الأمر الذي هدى " فرويد " وبعد وقوفه على تجارب " بروير " (1842-1925) إلى اكتشاف اللاشعور وهذا يعنيأن هناك جانبا في حياتنا توجد فيه أسرار وعقد لا يسمع لها بالخروج في حالة شعور , ومن ثمة كشف عن نظريته في التحليل النفسي القائمة على التداعي الحر .

النقد: لكن اللاشعور حتى و إن أصبححقيقة لا تنكر فإن الحوادث النفسية لدى الإنسان تبقى تجري في مجال الشعور بالدرجةالأولى فالإنسان يعيش معظم لحظات حياته واعيا .

التركيب: الحياة النفسية تتشكل من الشعور و اللاشعور .

من خلال ما سبق لا يمكن إهمالالجانب الشعوري لدى الإنسان ولا يمكن إنكار دور اللاشعور بعد ما تم التدليل عليه , ومن ثمة فالحياة النفسية عند الإنسان أصبحت بجانبين شعورية و لاشعورية باعتبار أنالشعور أمر لا يمكن إنكار وجوده . ولكنه لا يصاحب جميع أفعال الإنسان و لا يوجههادائما . ثم أن للدوافع اللاشعورية أثر بارز في توجيه سلوك الفرد .

الخاتمة :إن الإنسان كائن واعي بالدرجةالأولى . وعليه فإذا كان شعور الإنسان لا يشمل كل حياته النفسية فما يفلت من الشعوريمكن رده إلى اللاشعور فهو في نظر فرويد مركز الثقل في الحياة النفسية وبالتاليفالشعور يشكل جانبا من الحياة النفسية واللاشعور يشكل الجانب الآخر .









رد مع اقتباس