الامام ابو الحسن الأشعري مؤسس المذهب أول من تبرأ من مذهبه...ومع ذلك فهو الشيخ رغم أنفه....إنه حقا من عقلاء هذه الأمة ....ومن دلائل عقله انه تدرج من الضلال إلى الهدى شيئا فشيئا...فترك الاعتزال ...ثم تردد قليلا ثم فاء إلى إمامه أحمد....رحمهما الله ورضي عنهما...وبراءته من الاشعرية مكتوبة مسطرة ومنقولة...والتشكيك في ذلك تشغيب لا يلتفت إليه....خاصة وأن هذا التشغيب ...أصبح ديدنا لهم بخصوص كل كبار أئمتهم.
-إمام الحرمين رحمه الله- وهو أيضا من عقلاء هذه الأمة-سول له الشيطان علم الكلام فبرع فيه...ثم ضاق به ذرعا...وبدأ انسحابه من معتقل الاشعرية منذ اكتشف ركاكة الجبر...ثم كتب النظامية...ثم بكى وندم...رحمه الله رحمة واسعة....
-الامام الغزالي...شرق وغرب....سفسط وتكلم وتفلسف وتصوف...فلم يهتد إلى الطريق الحق إلا قبيل وفاته...ألجم العوام من علم الكلام ثم ألجم نفسه...رحمه الله تعالى.
-الامام الفخر الرازي...تكلم وناظر وتطرف واعتدل...ثم جاءت سكرة الموت بالحق فكتب وصيته الشهيرة...رحمه الله.
هؤلاء أئمة الاشعرية ....وهذه نهاياتهم...
كيف ستشككون في توبة هؤلاء وكتبهم ووصاياهم ومقالاتهم مكتوبة مدونة منشورة...لو تعلق الامر بحالة واحدة لهانت ولكنها تكررت مرات...بمعنى اصبحت ظاهرة...لا يمكن تغطيتها دون أن يتسع الخرق