كاااااااانت عندي وظيفة ولكني فقدتها عندما أردت الدفاع عن حقوقي كطالبة وباحثة.
وأأكّد لك أني هنا أنا مرتاحة جدا جدا نفسيا، أتدري لماذا؟؟؟
لأني طلّقت كل الضغوطات التي كانت تحاصرني ووجدت الصرح الذي كنت أبحث عنه
أما اجتماعيا، أنا لا أنكر أنني أفتقد أبي وأمي واخوتي، لكن ما الفائدة إذا كنت بجوارهم ولم أكن مرتاحة؟؟؟
على الأقل أنا هنا مستقرة في حياتي االزوجية ومنسجمة مع زوجي ولي مطلق الحرية في متابعة دراستي وأتلقى كل الدعم والتشجيع من الأساتذة والاحترام لحجابي، وكلّ هذا كنت أفتقده
ولمعلوماتكم أن أستاذي هو من شجعني على الهجرة بعد أن ضاقت بنا السبل عندما تلك الادارة المزعومة التي تديرها سنابل فارغة رفضت مشروعنا وحطّت من شأنه أمامي وهو من هو .......ولا داعي لذكر اسمه
وصدقون في كل زيارة للجزائر، أحاول أن أغير نظرتي لمجتمعنا، لكن كل مرة أجد الحال يزداد سوءا
لقد كانت زيارتي الأخيرة في رمضان، لم أجد ولا ذرة أمل تشجعني على العودة
لقد وجدت أخي مرميا في السجن ، ومخلفا وراءه زوجة وطفلتان وهما الآن في مسؤولة أبي، لماذا ؟ لأنه إمام مسجد ولا بد من اعتقاله
وجدت أخي قد قدّم استقالته للجامعة ، لأنه سئم من عمليات التزوير للنقاط والشهادات والخضوع لأوامر أصحاب الرشاوي التي يتلقاها من العميد وأعوانه،
والمضحك أنه في كلية الحقوق ، وأذكر أنه في آخر السنة كان رنين الهاتف لا يتوقف والكل يبحث عن أخي
لدي خمسة اخوة كلهم عازفون عن الزواج ، بسبب أزمة السكن و الغلاء
وجدت البطاطا قد أصبحت عروسا ، و الحليب أميرا و..............
زرت كل أقاربي، وكل جيراني، وكل صديقاتي الكل يشتكي من البلاد والغلاء ومن البطالة ومن العنوسة
والأسوأ لم أجد ولا جديد يذكر ، مثلما تركتهم ، وجدتهم، ولا أحد توظف، ولا أحد تزوّج والكل ّ يبحث عن الهجرة والسبل المؤدية إليها
والطامة الكبرى أنني ذهبت لأعزي أحد الأقارب فوجدت سلسلة من الجنازات قائمة، إنهم مجموعة شبان عددهم 14، قرروا الهجرة على متن قارب صغير ، فغرق من غرق ونجا من نجا
وكنت قد خضت حوارا مع ذاويهم ، فقالوا لي : "أن أبناءهم أقسموا لهم بأنهم يفضلون أن يأكلهم الحوت على أن يبقوا في بلاد الحقرة والميزيرية "
وأنه في الليلة الأولى من العزاء كان قد خرج قارب آخر بعد أن أدّى أصحابه واجب العزاء ؟؟؟؟؟؟
وأقسم لكم أنني حاولت الجلوس مع بعض الشبان من أقاربي، لأنزع منهم فكرة الهجرة غير الشرعية، وأنهم يخاطرون بحياتهم ، وأن الدنيا لا تستأهل كل هذا، وأن هذا بمثابة انتحار، وربما سيموت الواحد كافرا
فلم أفلح باقناعهم ، لأنهم أصحاب (طابلات يبيعون الملابس ) وقد ملوا من مطاردة الشرطة لهم، ولم يبقى لهم باب آخر سوى السرقة أو الموت في البحر
الأوضاع في بلادنا مزرية، وتزداد سوءا ، والشباب ملّ من الوعود الكاذبة، ومن سوء التسيير والتنظيم في ظل غياب العدالة الاجتماعية وفي ظل فقدان الرجل المناسب في المكان المناسب، وسئم من تلك المهزلات التي تقام عند كل موعد للانتخابات، وهذه الأخيرة تشهد على ما أقول، فكم هم عدد الناخبين في الانتخابات الماضية ، في مقابل عدد المسجلين ؟؟؟؟؟؟؟؟
أريد أن أسألكم سؤال وأرجوا الإجابة عليه: في رأيكم لماذا خرجت كل تلك الحشود من الناس ( شباب، نساء وشيوخ) لاستقبال وللترحيب بالرئيس الفرنسي ساركوزي ؟؟؟؟؟
لقد أثارني ما شاهدته على التلفاز ، لم أتوقع أبد أبدا أن يتلقى ساركوزي كل هذا الترحاب من الجزائريين وهو من قال: ..........