[align=center]( هذا عيدنا...)..
قالت عائشة رضي الله عنها:
( دخل علي أبو بكر وعندي جاريتان من جواري الأنصار تغنيان بما تقاولت به الأنصار يوم بعاث، قال: وليستا بمغنيتين، فقال أبوبكر أبمزمور الشيطان في بيت رسول الله؟، وذلك يوم عيد، فقال: رسول الله: ( يا أبا بكر إن لكل قوم عيداً، وهذا عيدنا) مسلم،
فقوله: (وهذا عيدنا) يوجب اختصاص كل قوم بعيدهم، كما قال تعالى:
{لكُلٍ جعلنا منكم شِرعةً ومنهاجاً}..
فإذا كان لليهود عيد وللنصارى عيد كانوا مختصين به فلا يجوز أن نشركهم فيه، كما لا نشركهم في قبلتهم وشرعتهم، وكذلك لا ندعهم يشركوننا في عيدنا، فإن الأعياد من جملة الشرع والمناهج والمناسك التي قال الله عنها:
{ لكل أمة جعلنا منسكا هم ناسكوه}..
كالقبلة والصلاة والصيام، فلا فرق بين مشاركتهم في العيد وبين مشاركتهم في سائر المناهج..
فإن الموافقة في جميع العيد موافقة في الكفر، والموافقة في بعض فروعه موافقة في بعض شعب الكفر..
بل الأعياد من أخص ما تتميز به الشرائع، فالموافقة فيها موافقة في أخص شرائع الكفر، وكذلك قوله: (وهذا عيدنا) يقتضي حصر عيدنا في هذا فليس لنا عيد سواه..
وإذنه عليه الصلاة والسلام للصغيرتين بالغناء المباح الذي ليس فيه خنا ولا معازف، وإذنه باللعب للحبشة يدل على أن اللعب في أعياد المسلمين جائز، وأنه لا يرخص في اللعب في أعياد الكفار، إذ لو ساغ ذلك لما قال:
(دعهما، فإن لكل قوم عيداً، وإن هذا عيدنا)..
وعليه فلا يجوز أن نفعل في أعياد أهل الكتاب ما نفعله في عيد المسلمين..
وقد كان أرض العرب فيها من يهود ونصارى حتى أجلاهم عمر بن الخطاب في خلافته عملاً بوصية رسول الله بأن لا يجتمع دينان في جزيرة العرب، وكانت لهم أعياد يتخذونها، ثم إن المسلمين ما كانوا يشركونهم في شيء من ذلك أبداً، و لا يغيرون لهم عادة في أعياد الكافرين، وذلك لأنهم فهموا من دينهم منع ذلك، فالمقتضي قائم فلولا قوة المانع الشرعي لوجد الفعل..
وقد شرط عمر ـ واتفق الصحابة على ذلك ـ على أهل الذمة بعدم إظهار أعيادهم في دار الإسلام، وقال: "إياكم ورطانة الأعاجم، وأن تدخلوا على المشركين في يوم عيدهم في كنائسهم"، عبد الرزاق في المصنف باب الصلاة في البيعة
وعنه قال: " اجتنبوا أعداء الله في عيدهم"، السنن الكبرى للبيهقي
وعن عبدالله بن عمر ومثله عن عبدالله بن عمرو: " من بنى ببلاد الأعاجم فصنع نيروزهم ومهرجانهم، وتشبه بهم حتى يموت وهو كذلك يحشر معهم يوم القيامة"، البيهقي..
فعمر ينهى عن الاجتماع بهم في عيدهم، فكيف بمن يعمل عيدهم؟..
ومعنى كونه يحشر معهم إما أنه يموت كافراً مثلهم وهذا الأقرب، ولا أقل من أنها كبيرة من الكبائر.. [/align]