[هبه الرحمن]

و كان ذلك آخر فنجان قهوة احتسيته






جالسة كنت هناك على الكرسي
أودع مستقبل الأيام
و أنثر بقايا تأملاتي
و أروي عطش الماضي





جالسة كنت هناك على الكرسي
و روحي هناك عند زاوية الانتظار
و قلبي تارة هنا و تارة هناك
يسترق النظر
هل سيحيا ثانية أم سنة بعد
و عيوني الواسعة السوداء في لحظة التفكير تقلصت
و دموعي أغرقت سنوات مضت
و بشرتي السمراء تلونت أصفرا
و الناس من حولي أبعد من السماء أصبحوا

وحيدة بين الركام أفقت
فحتى حياتي أبت أن تنتشلني





و عود الثاقب بقربي يحدثني عن هولات الاحتراق
لا يدري أن النار مشتعلة بداخلي منذ الأبد





و ذلك الخنجر يرمقني بنظرات الغدر
لا يدري أني لو استدرت لتفاجأ بمثيله يقطن ظهري

حتى قطرات المطر أزاحت الغبار عن المباني
و نسيت أني موجودة





جالسة كنت على الكرسي
أحدث الجماد عن نبض الألم
حينها أدركت





أني أروي قصص الخيال
لأبطال اللامبالاة
و أمد يدي لأصحاب الخيانة





ثم احتسيت آخر فنجوة قهوة وحيد
بعدها فارقت الروح هذا الجسد البالي الكئيب



ممـــــــــا خطــــــــــــــــته اناملــــــــــــي