منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - في نسب الادارسة
عرض مشاركة واحدة
قديم 2007-05-26, 13:31   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
محمد البوخاري
نسابة خبير
 
إحصائية العضو










افتراضي استمر

واستجدّت فاس في العمران وبنيت بها الحمامات والفنادق للتجار، وبينت الأرباض، ورحل إليها الناس من الثغور القاصية واتفق أن نزلتها امرأة من أهل القيروان تسمّى أم البنين بنت محمد الفهريّ ،وقال ابن أبي ذرع اسمها فاطمة، وإنها من هّوارة، وكانت مثرية بموروث أفادته من ذويها واعتزمت على صرفه في وجوه الخير فاختطت المسجد الجامع بعدوة القرويين أصغر ما كان سنة خمس وأربعين في أرض بيضاء كان أقطعها الإمام إدريس، وأنبطت بصحنها بئراً شراباً للناس، فكأنما نبّهت بذلك عزائم الملوك من بعدها، ونقلت إليه الخطبة من جامع ادري لضيق محلته وجوار بيته.
واختط بعد ذلك أحمد بن سعيد بن أبي بكر اليغرنيّ صومعته سنة خمس وأربعين وثلاثمائة، على رأس مائة سنة من اختطاط الجامع حسبما هو منقوش في الحجارة بالركن الشوقي منها. ثم أوسع في خطته المنصور بن أبي عامر، وجلب إليه الماء وأعدّله السقاية والسلسلة بباب الحفاة منه. ثم أوسع في خطته آخر ملوك لمتونة من الموحدين، وبنى مرين واستمرّت العمارة به، وانصرفت هممهم إلى تشييده والمنافسات في الاحتفال به فبلغ الاحتفال فيه ما شاء الله حسبما هو مذكور في تواريخ المغرب. وهلك يحيى هذا سنة وولي ابنه يحيى بن يحيى فأساء السيرة وكثر عبثه في الحرم، وثارت به العامّة لمركب شنيع أتاه وتولى كبر الثورة عبد الرحمن بن أبي سهل الحزامي، وأخرجوه من عدوة القرويّين إلى عدوة الأندلسيّين فتوارى ليلتين، ومات أسفاً لليلته. وانقطع الملك من عقب محمد
بن ادريس. وبلغ الخبر بشأن يحيى إلى ابن عمّه علي بن عمر صاحب الريف ،واستدعاه أهل الدولة من العرب والبربر والموالي فجاء إلى فاس ودخلها وبايعو، واستولى على أعمال المغرب إلى أن ثار عليه عبد الرزاق الخارجي، خرج بجبال لمتونة وكان على رأي الصفريّة فزحف إلى فاس، وغلب عليها ففرّ إلى أوربة،وملك عبد الرزاق عدوةالأندلس، وامتنعت منه عدوة القروييّن، وولوا على أنفسهم يحيى بن القاسم بن إدريس، وكان يعرف بالصرام، بعثوا إليه فجاءهم في جموعه، وكانت بينه وبين الخارجي حروب. ويقال إنه اخرجه من عدوة الأندلس، واستعمل عليها ثعلبة بن محارب بن أبي صفرة. ثم استعمل إبنه عبد الله ،المعروف بعبود من بعده، ثم ابنه محارب بن عبود بن ثعلبة إلى أن اغتاله الربيع بن سليمان سنة اثنتين وتسعين ومائتين. وقام بالأمر مكانه يحيى بن إدريس بن عمر صاحب الريف، وهو ابن أخي عليّ بن عمر فملك جميع أعمال الأدارسة، وخطب له على سائر أعمال المغرب، وكان أعلى بني ادريس ملكاً وأعظمهم سلطانً، وكان فقيهاً عارفاً بالحديث، ولم يبلغ احد من الأدارسة مبلغه في السلطان والدولة، وفي أثناء ذلك كله خلط الملك للشيعة بأفريقيا، وتغلّبوا على الإسكندرية واختطوا المهديّة كما نذكره في دولة كتامة. ثم طمحوا إلى ملك المغرب، وعقدوا لمضالة بن حبوس كبير مكناسة، وصاحب تاهرت على محاربة ملوكه سنة خمس وثلاثمائة، فزحف إليه في عساكر مكناسة وكتامة، وبرز لمدافعته يحيى بن إدريس صاحب المغرب بجموعه من المغرب، وأولياء الدولة من أوربة وسائر البرابرة والموالي، والتقوا على مكناسة وكانت الدبرة على يحيى وقومه، ورجع إلى فاس مغلولاً، وأجاز له بها معاملة إلى أن صالحه على مال يؤديه إليه وطاعة معروفة لعبيد الله الشيعي سلطانه، يؤدّيها فقبل الشرط، وخرج عن الأمر، وخلع نفسه، وأنفذ بيعته إلى عبيد الله المهدفيّ وابقى عليه مصالحه في سكنى فاس، وعقد له على عملها خاصة، وعقد لابن عمه موسى بن أبي العافية أمير مكناسة يومئذ وصاحب سنوروتازه على سائر أعمال البربر كما نذكره في أخبار مكناسة ودولة موسى.وكان بين موسى بن أبي العافية وبين يحيى بن إدريس شحناء وعداوة، يضطغنها كل واحد لصاحبه حتى إذا عاد مضالة إلى المغرب في غزاته الثانية سنة تسع أغزاه موسى بن أبي العافية بطلحة بن يحيى بن إدريس صاحب فاس، فقبض عليه مضالة واستصفى أمواله وذخائره وغّربه إلى أصيلا والريف عمل ذي قرباه ورحمه، وولىّ على فاس ريحان الكتامّي. ثم خرج يحيى يريد إفريقيا فاعترضه ابن أبي العافية وسجنه سنتين واطلقه ولحق بالمهدية سنة إحدى وثلاثين، وهلك في حصار أبي يزيد سنة واستبد ابن أبي العافية بملك المغرب










رد مع اقتباس