عن عبدالله بن الزبير أن رجلا من الأنصار خاصم الزبير عند النبي صلى الله عليه وسلم في شراج الحرة التي يسقون بها النخل ، فقال الأنصاري : سرِّح الماء يمر ، فأبى عليه ، فاختصما عند النبي فقال رسول الله للزبير : " اسق يا زبير ، ثم أرسل الماء إلى جارك " ، فغضب الأنصاري فقال : إن كان ابن عمتك ، فتلون وجه رسول الله ثم قال : " اسق يا زبير ثم احبس الماء حتى يرجع إلى الجدر "
فقال الزبير : والله إني لأحسب هذه الآية نزلت في ذلك : ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم )
من فقه الباب :
1- ينبغي التسليم لله وطاعة رسوله فيما حكم وبين لأنه مخبر عن الله تعالى ، ولأهمية هذه المسألة فقد أقسم الله تعالى بذاته المقدسة ونفسه الكريمة أنه لا يؤمن أحد حتى يحكم الرسول في جميع أموره وأحواله ، ولا يعترض على ذلك بهوى أو رأي أو مصلحة أو عادة أو طاعة شيخ أو كبير أو حزب أو طائفة.
2- وجوب الانقياد للكتاب والسنة ظاهرا وباطنا ، وهذا يستلزم نفي الحرج والمتابعة من غير ممانعة ولا مدافعة و لا منازعة.
3- الاعتراض على سنة رسول الله بالمقاييس والامثال يؤدي الى ضعف الايمان ونقص اليقين ثم الخروج من الدين ؛ لان الاعتراض على السنن بالتأويلات المضمحلة من علامات أهل البدع والأهواء ، الذين شذوا عن جماعة المسلمين ، ومرقوا من الدين كما يمرق السهم من الرمية ؛ كما هي صفة الخوارج كلاب أهل النار.