18- اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- بنداءِ ربِّه لَهُ بأعزِّ أوصافِهِ : قالَ اللهُ- تعالى-:{يَا أَيُّهَا الرَّسُول بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاس إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} (67) سورة المائدة. وقال- تعالى-:{يَا أَيُّهَا الرَّسُول } (41) سورة المائدة. قال العزُّ بن عبد السَّلامِ في كتابه"بداية السول": (وهذه الخصيصةُ لم تثبتْ لغيرِهِ, بلْ إنَّ كلاً منهم نُوديَ باسمِهِ،فقالَ –تعالى-:{وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الجَنَّة وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ}(35) سورة البقرة . وقال-تعالى-:{إِذْ قالَ اللهُ يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ }(110) سورة المائدة . وقال: {وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} (104-105) سورة الصافات.وقال: {أَن يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} (30) سورة القصص. وقال- تعالى-: {قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلاَمٍ مِّنَّا وَبَركَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِّمَّن مَّعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ} (48) سورة هود.راجع:" بداية السول" ص38. 19- اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-بأنَّ الله –تعالى-نهى النَّاسَ أنْ يُنادوه باسمِهِ العَلَمِ(مُحمَّد): فقال تعالى:{لَا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُول بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضًا, قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لِوَاذًا فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}(63) سورة النــور. قال أبو نُعيم الأصبهاني: (فخصَّه الله –تعالى- بهذه الفضيلة من بين رسله وأنبيائه، وأخبر –سبحانه- عن سائر الأمم أنهم كانوا يخاطبون رسلهم وأنبياءهم بأسمائهم، كقول قوم موسى له:{قَالُواْ يَا مُوسَى اجْعَل لَّنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ} (138) سورة الأعراف. وقول قوم عيسى له:{يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاء قَالَ اتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} (112) سورة المائدة. وقول قوم هود{يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَن قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ} (53) سورة هود. راجع "دلائل النُّبوَّة" لأبي نُعيم الأصبهاني ص12. 20- اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-بأنَّ الله–تعالى-أَقسَمَ بحياتِهِ: قالَ اللهُ–تعالى-:{لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ} (72) سورة الحجر. وعن ابنِ عَبَّاسٍ-رَضيَ اللهُ عنهُما-قال:ما خلق اللهُ-عَزَّ وجَلَّ-وما ذرأ نفساً أكرمَ عليه مِن مُحمَّد-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-،وما سمعتُ الله-عَزَّ وجَلَّ-أقسمَ بحياةِ أحدٍ إلا بحياتِهِ،فقالَ:" لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون". دلائل النُّبوَّة ص12. وقال ابنُ كثير-رَحِمهُ اللهُ-أقسمَ–تعالى-بحياةِ نبيِّهِ-صلواتُ اللهِ وسلامُه عليه-،وفي هذا تشريفٌ عظيمٌ ومقامٌ رفيعٌ وجاه عريضٌ) تفسير ابن كثير (2/575).وقال العزُّ بن عبدِ السَّلامِ-رَحِمهُ اللهُ-و الإقسام بحياة المُقْسَم يدلُّ على شرفِ حياتِهِ، وعزتها عند المُقْسِم بها،ولم يثبتْ هذا لغيرِهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-)"بداية السول" ص37. 21- اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-بانشقاقِ القَمَرِ آيةً لَهُ: قال–تعالى-:{اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ} (1) سورة القمر. عن ابن مسعود-رَضيَ اللهُ عنهُ-قالانشق القمرُ على عهد رسول الله -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-فرقتين فرقة فوق الجبل،وفرقة دونه، فقالَ رسولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-اشهدُوا). البُخاريُّ–الفتح (8/483) رقم الحديث (4864) كتاب التفسير–باب وانشق القمر,وإنْ يروا آيةً يُعرضوا . وعنه –أيضاً- قالانشق القمرُ مع النَّبيِّ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-فصار فِرْقتين،فقال لنا: اشهدُوا،اشهدُوا). البُخاريُّ – الفتح (8/484) رقم الحديث (4865) كتاب التفسير– باب وانشق القمر ,وإن يروا آية يعرضوا. 22- اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-بحنينِ الجِذْعِ إليهِ: عن ابنِ عمرَ-رَضيَ اللهُ عنهُما-،قال: "كان النَّبيُّ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- يخطب إلى جذعٍ، فلمَّا اتخذَ المنبرَ (تحوَّل إليه) فَحَنَّ الجذعُ، فأتاه فمسحَ يدَهُ عليهِ". البُخاريُّ – الفتح كتاب المناقب (6/696) رقم الحديث (3583) كتاب المناقب – باب علامات النُّبوَّة في الإسلام . وقالَ العِزُّ بن عبد السَّلامِ-رَحِمهُ اللهُ-ولم يثبتْ لواحدٍ من الأنبياءِ مثلُ ذلكَ)" بداية السول" ص39-40. 23- اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-ببيانِ أمرِ الدَّجَّالِ بَيَاناً لم يُبيِّنُهُ نبيٌّ قبلَهُ لأمتِهِ: عن ابن عمر- في حديث طويل -قال: (ثم قام النَّبيُّ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- في النَّاس فأثنى على الله بما هو أهله، ثم ذكر الدجالَ، فقال: إني أُنذركموه, وما من نبيٍّ إلا قدْ أنذره قومَهُ: لقد أنذرهُ نوحٌ قومَهُ، ولكن سأقولُ لكم فيه قولاً لم يقلْهُ نبيٌّ لقومِهِ: تعلمون أنَّهُ أعورُ، وأنَّ الله ليسَ بأعور). البُخاريُّ –الفتح – (6/199) رقم الحديث (3057)كتاب الجهاد والسير- باب كيف يُعرض الإسلامُ على الصَّبيِّ,ومسلم :كتاب الفتن، وأشراط الساعة – باب ذكر ابن صياد (4/2244) رقم الحديث (2931). 24- اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -بأنَّ الله أخذَ العهدَ والميثاقَ على الأنبياءِ أنْ يُؤمنُوا بِهِ: قالَ اللهُ-تعالى-:{وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبيّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَالِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ} (81) سورة آل عمران . قال ابن كثير -رَحِمهُ اللهُ-: " يقول الله- تعالى-: مهما آتيتكم من كتابٍ وحكمة ثم جاءكم رسولٌ بعد هذا كله، فعليكم الإيمانُ به ونصرتُهُ. وإذا كان هذا الميثاقُ شاملاً لكلٍ منهم تضمن أخذه لمُحمَّد- صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- من جميعهم، وهذه خُصوصيةٌ ليست لأحدٍ منهم سواه)" الفصول في سيرة الرَّسُول -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-"( ص143-144) دار الكُتُب العلمية. ط/ الأولى 1405هـ. 25- اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- بأنَّ الله-عَزَّ وجَلَّ- أحلَّ له مكةَ ساعةً مِنْ نهارٍ: عن ابن عَبَّاسٍ -رَضيَ اللهُ عنهُما- قال: قالَ رسولُ اللهِ- صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- يوم الفتح فتح مكة: (لا هجرة بعد الفتح, ولكن جهاد ونية، وإذا استُنفرتم فانفروا، وقال يوم الفتح فتح مكة: إنَّ هذا البلد حرَّمه الله يومَ خلق السماوات والأرض, فهو حرامٌ بحرمة الله إلى يوم القيامة، وإنه لم يحل القتال فيه لأحدٍ قبلي، ولم يحل لي إلا ساعة من نهار) صحيح مسلم – كتاب الحج. باب تحريم مكة (2/986) رقم الحديث (1353). يتبـــــــــــع..........