2009-09-10, 23:21
|
رقم المشاركة : 3
|
معلومات
العضو |
|
إحصائية
العضو |
|
|
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ثم بعد:
العنوان لا علاقة له بالمضمون:
فما دخل هذا العنوان في ابن تيمية أو ابن القيم ؟!!!
وهل عقيدتنا مرتبطة بابن تيمية أو ابن القيم حتى تربطهما بالقرآن الكريم؟
إن مسألة وقوع المجاز في القرآن واللغة مسألة خلافية بين أهل العلم فقد ذهب فريق منهم إلى الجواز والوقوع مطلقا
كما ذهب آخرون إلى المنع مطلقا وهذا مذهب بعض العلماء والمحققين منهم أبو إسحاق الاسفراييني من الشافعية ، وأبو علي الفارسي من أهل اللغة .
وهو قول المحققين من العلماء.
وذهب آخرون إلى المنع في القرآن وحده والجواز في اللغة هــو قول بعض العلــماء منهم داود بن علــي، ومن الشافعية ابن القاص، ومن المالكية ابن خويز منداد .
ومن الحنابلة جمع منهم : أبو الفضل التميمي بن أبي الحسن التميمي ، وأبو عبد الله بـن حامد وغيرهــــم .
القول الرابع : المنع في القرآن والسنة دون غيرهما .
وهو قول ابن داود الظاهري.
وكلهم مجمعون على عدم وقوع المجاز في الأسماء والصفات بخلاف ما يردده جهمية العصر
قالَ أبو عمرو الدانيُّ رحمه الله: «كُلُّ ما قالَهُ اللهُ تعالى، فعلى الحقيقةِ، لا على المجازِ، ولا تُحْمَلُ صِفَاتُ اللهِ تعالى على العُقُولِ والمَقَايِيسِ، ولا يُوصَفُ إلَّا بما وَصَفَ به نَفْسَهُ أو وَصَفَهُ به نَبِيُّهُ، أو أَجْمَعَتِ الأُمَّةُ عليهِ»[الرسالة الوافية (ص254 - 255).].
وقال ابنُ عبد البرِّ رحمه الله: «أهلُ السُّنةِ مجمعونَ على الإقرارِ بالصِّفاتِ الواردةِ كلِّها في القرآنِ والسُّنَّةِ والإيمانِ بها وحملهَا على الحقيقةِ لا على المجازِ إلَّا أنَّهم لا يكيِّفونَ شيئًا منْ ذلكَ»[التمهيد (7/145).
وقالَ الحافظُ الإمامُ أبو أحمد بن علي بن محمد القصَّاب رحمه الله (400هـ): « كلُّ صِفَةٍ وَصَفَ اللهُ بها نفسَه، أو وَصَفَهُ بها نبيُّه، فهي صفةٌ حقيقيةٌ لا مجازًا»[1].
قال الذهبيُّ رحمه الله معقِّبًا: «نعمْ لوْ كانتْ صفاتُه مجازًا لَتَحَتَّمَ تأويلُهَا ولقيلَ: معنى البصرِ كذا، ومعنى السَّمعِ كذا، ومعنى الحياةِ كذا، ولفُسِّرَت بغيرِ السَّابقِ إلى الأفهامِ، فلمَّا كانَ مذهبُ السَّلفِ إمرارهَا بلا تأويلٍ عُلِمَ أنَّها غيرُ محمولةٍ على المَجَازِ وأنَّها حَقٌّ بَيِّنٌ»[2].
وقال رحمه الله: «إنَّ النُّصوصَ في الصفاتِ واضحةٌ، ولو كانتِ الصفاتُ تُردُّ إلى المجازِ، لبطلَ أنْ تكونَ صفاتٍ لله، وإنَّما الصفةُ تابعةٌ للموصوفِ، فهو موجودٌ حقيقةً لا مجازًا، وصفاتهُ ليستْ مجازًا، فإذا كانَ لا مثلَ لهُ ولا نظيرَ لزمَ أنْ يكونَ لا مِثْلَ لها»[3
هذا وأنبه إلى أمر هام ألا هو:
إن إستعمال بعض علماء السنة للمجاز لا يقصدون به التأويل والخروج عن ظاهر الكلام وتحريفه كما هو حال أهل الكلام من الجهمية وغيرهم, فأول من عرف أنه تكلم بلفظ المجاز أبو عبيدة معمر ابن المثنى في كتابه "مجاز القرآن" ، ولكنه لم يعن بالمجاز ما يقابل الحقيقة وإنما عنى بمجاز الآية ما يعبر به عن الآية .
وقال الإمام أحمد في كتابه "الرد على الجهمية" في قوله تعالى "إنا" و"نحن" ونحو ذلك في القرآن ، هذا من مجاز اللغة ومراده رحمه الله بذلك أن هذا مما يجوز استعماله في اللغة ، ولم يرد أنه مستعمل في غير ما وضع له)).
وما يسميه علماء السنة(لا الجهمية) مجازا قد يسميه الآخرون من أهل السنة أساليب من أساليب اللغة فالخلاف بين أولائك وهؤلاء لفظي فقط .
وما يسمى مجازا عند المتأخرين هو حقيقة عند المحققين, وهو أسلوب من أساليب العرب في الكلام، والذي يفرق بين الحقيقتين هو سياق الكلام، فهناك فرق بين قولك: دخلت الغابة فلقيت أسدا، وبين قولك رأيت في الحرب أسدا, إيش نفهم من السياق, دخلت الغابة معروف أن الغابة فيها أسود حقيقية أسد حقيقي ملك الغابة, لكن في الحرب لقيت أسد يعني رجل مقاتل شجاع مغوار شبّه بالأسد في مجازا, هذا أسلوب من أساليب العرب يعني هو ليس أسد حقيقي له زئير يمشي على أربع, إنما هو رجل شجاع فيه صفات من صفات الأسود وكلاهما حقيقي هذا حقيقة وهذا حقيقة، لكن هذا أسلوب من أساليب العرب ومثل ذلك {فاسأل القرية} { فاسأل العير التي كنا فيها والقرية التي أقبلنا فيها}.
: " وإنما حدث تقسيم الكلام إلى حقيقة ومجاز بعد القرون المفضلة ": إذن السلف لا يعرفون هذا ، السلف لا يعرفون هذه التقسيمات المبتدعة فتضرع بها المعتزلة والجهمية إلى الإلحاد في الصفات يعني كان هذا ذريعة إلى إلحاد هؤلاء في الصفات إذ عطلوا الصفات وقالوا هذه صفات مجاز ظاهرها غير مقصود ولهذا لا يراد ظاهرها ولا يؤمن يعني لا يلزم الإيمان بظاهرها.
اقتباس:
لكن المحقق لكتبهما سيكتشف العكس اي انهما من المجوزان للمجاز وللتاويل والنقول عنهما كثيرة اما نقلا عن السلف ثم يرتضيها اوورود المجاز عنهما دون ان يروياه عن احد
|
وما وقع في كلام ابن تيمية لا يسميه ابن تيمية مجاز ولا غيره من المحقيقين ويوضح هذا ما قاله ابن تيمية نفسه:
في " مجموعه " (7/89 ، 90) :
" وأول من عرف أنه تكلم بلفظ المجاز أبو عبيدة معمر بن المثنى فى كتابه ، ولكن لم يعن بالمجاز ما هو قسيم الحقيقة ، وإنما عني بمجاز الآية ما يعبر به عن الآية ، ولهذا قال من قال من الأصوليين ؛ كأبي الحسين البصرى ، وأمثاله : إنها تعرف الحقيقة من المجاز بطرق ؛ منها نص أهل اللغة على ذلك بأن يقولوا هذا حقيقة وهذا مجاز ؛ فقد تكلم بلا علم ، فإنه ظن أن أهل اللغة قالوا هذا ، ولم يقل ذلك أحد من أهل اللغة ، ولا من سلف الأمة وعلمائها ، وإنما هذا اصطلاح حادث ، والغالب أنه كان من جهة المعتزلة ونحوهم من المتكلمين ، فإنه لم يوجد هذا فى كلام أحد من أهل الفقه ، والأصول ، والتفسير ، والحديث ، ونحوهم من السلف))انتهى.
فتأمل كلامه جيدا فهو مفصل لما نقلته أنت.
اقتباس:
لقد تراجعا كلاهما عن تحريم المجاز وقد يكون كتاب الايمان اول ماكتب ابن تيمية رضي الله والكتب التي نقلت منها كانت من بعد وكيف لا وهو الفقيه العلامة الحافظ فريد الزمان وحقيق مثله بالاجتهاد ولا ضرر في ان يغير رايه في مسالة اجتهادية
|
هذا الرأي الذي جئتنا به من عندك يحتاج إلى دليل بل أدلة لأن ما نقلته لنا لا يصح الإعتماد عليه فلا يوجد فيه إثبات المجاز ولا نفيه كما ستبين خاصة وان ابن تيمية رحمه الله معروف عنه شدة التمسك بما كان عليه الصحابة رضوان الله عليهم فهؤلاء لم يثبت عنهم تقسيم كلام الله إلى حقيقة ومجاز إطلاقا وبتاتا فشيخ الإسلام وقاف عند السلف كما هو معروف عنه وهو أشد محاربة للألفاظ الفلسلفية والجهمية ,وطريقته هي طريقة الإستفصال عن معنى هذه الألفاظ المحدثة فإن كان الخصوم أرادو باللفظ معنى صحيحا قبله ورد اللفظ وإن كانوا يريدون التحريف والهروب إلى التعطيل أوقفهم ابن تيمية عند حدهم ورد عليهم كعادته بردود سنية سلفية تكشف الغبار عن ما يريده المخالفون من دمار.
اقتباس:
النقطة الثانية هي انه رحمه الله قد منع من تجويز المجاز سدا للذرائع وغلقا لباب التاويلات الباطنية او المعتزلية او حتى تاويلات المرجئة.
|
ومن أين لك بهذا الرأي وما دليلك؟!!!!
ثم لما نسيت أن تحشر الأشاعرة وجهمية العصر هلا تذكرت تحريفاتهم وتأويلاتهم الخطيرة؟!!!!!!
. .
اقتباس:
قال رضي الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم[اقراوا البقرة وآل عمران فانهما يجيئان يوم القيامة يحاجان عن اصحابهما] وهذا الحديث في الصحيح فلما امر بقرائتهما وذكر مجيئهما يحاجان عن القارئ علم بذلك انه اراد عمله...)مجموع الفتاوى5. 235
|
قلت: لا يوجد في هذا القول بالمجاز ألبتة بل هذا تفسير ظاهر كلام الله فالبقرة وآل عمران يجيئنان لمحاججة صاحبهما في عمله فهذا أمر واضح وضوح الشمس لا مجاز فيه ولا تأويل لأن الله سيحاسبنا عن أعمالنا وستشهد على ذلك الأيدي والأرجل ويأتي القرآن يوم القيامة إما مبشرا بالخير أو مبشرا بالجنة وكل هذا حسب عمل بني آدم (قل اعملوا فسيرى الله عملكم)) فأين التحريف وأين التأويل وأين المجاز في كلام ابن تيمية فهو لم يخرج عما دل عليه الكتاب والسنة .
اقتباس:
.تاويله لقوله تعالى[اولئك على هدى من ربهم] قال فيها
...فالمهتدون لما كانوا على هدى من ربهم ونور وبينة وبصيرة صارت مكانة استقروا عليها)وهذا مجاز ظاهر للعيان لا يخفى ابدا اذا انه لم يات ذكر للمكانة في الاية
مجموع الفتاوى 4. 497
|
وأين المجاز هاهنا أيضا؟
كلام ابن تيمية لا يوجد فيه مجاز ألبتة بل هو تفسير للهدى فالمهتدين هم الذين رزقهم الله البصيرة و البينة فصارت بذلك مكانة(مكانة الهدى) يستقرون عليها وكون لفظ(المكانة) لم ترد في الآية فهذا لا يعني لا نقول بها لأن هذا هو التفسير .
ولست أدري ما مشكلتك هنا أن فسر ابن تيمية الهدى بالبينة والبصيرة وأنها مكانة يستقر المهتدون عليها !
.
اقتباس:
وكذلك تاويله لقوله تعالى*اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم تمشون به*
حيث عقب قائلا
النور ضد الظلمة ولهذا عقب دكر النور واعمال المؤمنين فيها باعمال الكفار واهل البدع والضلال ويوضح ذلك ان الله ضرب مثل ايمان المؤمنين بالنور واعمال الكفار بالظلمة)وكما لايخفى فتحليل الامام رحمه الله يتضمن استعارتين مجازيتين الايمان بالنور والكفر بالظلمة
|
هذ تشبيه وليس مجاز فقد ضرب الله الكثير من الأمثال والتشبيهات في القرآن فما دخل التشبيه في المجاز يا أخي؟!
فمثل الإيمان كمثل النور الذي يرى به العبد الطريق الجيد من الفاسد ومثل الكفر كمثل الظلام الذي أخرج فيها العبد يده لم يكد يراها فأين المجاز بارك الله فيك؟!
اقتباس:
وكيف بعد هذا يحتج مانعوا المجاز بالامام ابن تيمية واقواله بين ايدينا رحمه الله
|
سبحان الله وهل ابن تيمية نبي من الأنبياء حتى يحتجون به؟
ابن تيمية وابن القيم إنما هم علماء سنة يصيبون ويخطئون نستشهد بأقوالهم إذا كان في حجج قوية لكن لا ندعي لأحد العصمة غير الأنبياء!
---------------
[1] تذكرة الحفاظ (3/338 - 339).
[2] تذكرة الحفاظ (3/338 - 339).
[3] العلو (2/1304).
|
|
|