أرسى الاسلام دعائم الأسرة المسلمة وحض على تكوينها ، كما أنه نظم الحياة الزوجية وحدد العلاقات على أساس المودة والرحمة والمعاشرة بالمعروف وغير ذلك مما يحفظ هذه العلاقة المقدسة ويديمها .
قال تعالى (( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة ان في ذلك لقوم يتفكرون ))
ولكن ... قد يعترض هذا العش الهاديء بعض المشاكل التي من شأنها أن تهدم كيان الأسرة وتلقي بها في مهب الريح ..
و إليكم بعص الأمثلة الحية حول التخالف الحاصل بين القبول و الرفض في هذا الصدد فهلم معي لنتطرق إليه و نستفسر :
فقد شكلت إقامة الفتيات مع أهل الزوج في الماضي القريب رمزا لاستمرار ظاهرة الأسرة الممتدة ، باعتبارها احدى التقاليد التي يجب الحفاظ عليها. وبالرغم من إصرار بعض العائلات اليوم على أن تعيش زوجات أبنائهم معهم في نفس المنزل، لأسباب عدة كرغبتهم بأن يظل ابنهم يشاركهم حياتهم أو كأن يكون الشاب هو مصدرهم المادي الوحيد.
إلا أن الكثير من الفتيات اليوم واللاتي تسعى غالبيتهن إلى الاستقلالية، ويرفضن هذا التقليد وبشدة معتقدين بأن هذه الظاهرة كانت ناجحة في الماضي لأن وقتها وظروفها كانا يقتضيان ذلك ومؤكدين على أن الزمن اختلف ولم تعد هذه الظاهرة تناسب الوقت الحاضر.
(أمل.ع) لا تجد مبررا لسكن الفتاة مع أهل زوجها، وتحدثت عن «الخصوصية» التي ولا شك سيفتقدها الطرفان، ذلك لأن حياتهما ستكون كتابا مفتوحا ومسرحا لكل من أراد التدخل في كل صغيرة وكبيرة من شؤون حياتهما الزوجية. مضيفة أن ذلك لن يمنح الزوجة فرصة حقيقية لإدارة مملكتها. وتضيف أن علاقتها بأهل زوجها جيدة جدا، لكنها رفضت وبشدة السكن معهم، مرجعة ذلك إلى أن هناك عوامل عدة قد تفسد هذه العلاقة في حالة مشاركتهم منزلهم، كالغيرة والتدخل في شؤون حياتها أو في تربية أبنائها.
أما (مها) ، وهي لا تزال عازبة، فقد عبرت عن عدم رغبتها في العيش مع عائلة زوجها في المستقبل، بسبب ما اعتادت سماعه حول المشاحنات التي تحدث عادة بين أهل الزوج والزوجة، مضيفة أن هذه الخلافات من شأنها أن تنعكس سلبا على حياة الزوجين وستقلق راحتهما كما وستسبب الكثير من المشاكل على حد قولها والتي قد تؤدي في بعض الأحيان إلى الطلاق.
من جانبها، تؤكد عفاف ناجي، طالبة تدرس علم الاجتماع، على أن الطرفين في حاجة إلى التعرف على بعضهما بعضا في الفترة الأولى من الزواج والتخطيط لحياتهما المستقبلية، وهذا يتطلب عدم مشاركة من حولهم، مضيفة أنه في حالة عيش الزوجين مع عائلة فلن يتمكنا من الاعتماد على نفسيهما، لا سيما أن عيشهما وحدهما كما ذكرت ستتيح لهما فرصة تدبير أمورهما من دون الحاجة إلى احد وستدفعهما لتحمل المسؤولية في وقت مبكر وهذا أمر ايجابي للزوجين من وجهة نظرها.
(علياء) متزوجة منذ 12 عاما، تحدثت عن تجربتها والتي لخصتها بتدخل أهل زوجها في تربية أبنائها. حيث ذكرت أن الجدة والجد حاولا فرض اسلوبهما ورؤيتهما الخاصة في التربية على أبنائها والتي تختلف تماما عن طريقتها وزوجها في تربية ابنائهما. مضيفة أن ذلك سبب الكثير من المشاكل والحساسيات التي دفعتها إلى الاستقلال خارج منزل العائلة الكبير.
وأرجعت سعاد الدباسي متخصصة اجتماعية في مركز النخبة الطبي، سبب إقامة بعض الأزواج مع عائلاتهم في نفس المنزل إلى عدة أسباب، كالظروف المادية الصعبة التي تجعل الشاب غير قادر على إدارة منزل وتأثيثه والقيام بكافة التزاماته. كما أن بعض الأهل يعتقدون أن استقلال ابنهم سيفقدهم إياه وستستأثر عائلته بحبه واهتمامه. وهناك أسباب أخرى، كأن يكون احد الوالدين مريضا وفي حاجة ماسة إلى وجود ابنه إلى جانبه فلا يجد الشاب بدا من العيش معه ، أو كحاجتهما إلى وجود ابنهما المتزوج إلى جانبهما إذا كانا وحيدين ولا يوجد من يعولهما ويرعاهما سواه. واضافت: ان السكن مع الأهل ليس بالضرورة واقعا سلبيا ومحفوفا بالمشاكل.
وقالت الدباسي «للأسف الفتيات غالبا ما ينظرن لهذه المسألة بسوداوية قد تكون راجعة لما يسمعونه حول تجارب الآخرين، وهذا في اعتقادي سبب المشكلة». وتؤكد أنه لا يمكن الحكم على هذه المسألة بالنجاح والفشل لأن ما يحكمها هي ظروف الإنسان وليست تجارب الآخرين الفردية. مركزة على ضرورة مناقشة موضوع السكن قبل إتمام الزواج وأن تتفهم الزوجة دواعي ذلك. كما دعت الفتيات إلى تكوين فكرة كاملة عن أسرة الزوج وأسلوب التعامل معهم، لأن ذلك من شأنه مساعدة الفتاة على التكيف مع الوضع وتهيئة فرص التعامل مع أهل الزوج بعقلانية تفاديا للمشكلات التي تنشأ من الأحكام المسبقة. إلا أنها تؤكد على أن السلبيات إذا فاقت الايجابيات فالأفضل على الزوجين الاستقلال والتواصل مع الأهل بصورة ودية. ويمكن أن تكون تجربة السكن مع أهل الزوج ناجحة في بعض الأحيان، هذا ما ذكرته احداهن عاشت مع عائلة زوجها منذ 18 عاما. وتقول: «لم ارفض الإقامة في منزل والدي زوجي لإيماني بأن وجودهما ضروري في حياتي، فقد احتضناني وامداني بعواطفهما.. وأن خبرتهما ومشورتهما طالما أنارت لي حياتي». كما أثنت على الدور الكبير الذي بذلته والدة زوجها في تربية أبنائها ورعايتهم. وحول ايجابيات السكن مع عائلة الزوج ذكرت المتخصصة النفسية الدباسي، «ان هناك ايجابيات عديدة من شأنها أن تعود على الأبناء في المستقبل بشكل فعال، مضيفة أن الأبناء الذين يعيشون في أسرة ممتدة يشعرون بالراحة النفسية، لأنهم يترعرعون بين أجدادهم وأعمامهم ويكونون أكثر ارتباطا ببعضهم وأكثر حرصا على علاقتهم بوالديهم في المستقبل».
إيجابياته:
فالسكن مع أهل الزوج فيه إيجابيات كثيرة قد يغفل عنها أو لا يستشعرها الزوجان في البداية ، منها علي سبيل المثال :
- السكن مع أهل الزوج يوفر الأمن والتعويض النفسي للزوجة حال غياب الزوج سواء في العمل أو في الديوانية .
- يشكل السكن مع الأهل جواً اجتماعياً للزوجين وأبناءهما ، إذ تبين أن وجود الأحفاد في أسرة يكون الجد والجدة فيها علي قيد الحياة يمثل قوة نفسية للأطفال .
- السكن مع أهل الزوج يؤمن احترام الزوج لزوجته وعدم هضم الحقوق تجاهها ، فمن خلال عملي اليومي بدأت أرصد وجود علاقة واضحة بين السكن بعيداً عن الأهل وبين التأخر خارج البيت عن الأسرة ، كذلك اتضح لي أن أولئك الذين يستخدمون الضرب أسلوباً للتعامل مع زوجاتهم معظمهم كانوا بمسكن مستقل ، وإقامة الزوجين في منزل إحدي الأسرتين صمام الأمان لعدم الإقدام علي العنف الأسري .
أما سلبياته:
عدم القدرة أحياناً علي التأقلم مع البيئة الخاصة بأسرة الزوج من جهة ، وعدم القدرة علي التحاور والتعايش مع أفراد الأسرة من جهة أخري ، وخاصة أم الزوج أو أخواته .. وعدم تحمل كلا الزوجين للمسؤولية بشكل كامل نظراً لكونهما جزءاً من نسق أسري كبير .
و السؤال المطروح :لماذا لا تتقبل الفتاه فكرة السكن في بيت اهل زوجها؟
من وجهة نظري:
الزوجه لها الحق أن يكون لها بيت مستقل لتاخذ حريتها مع زوجها
وخاصة أذا كانت ربة بيت أما أذا كانت تشتغل فصعوبة تقبل العيش مع
أهل الزوج تكون أقل لأنشغالها بعملها بالعكس تماما لربة البيت التي ستتواجد
معظم الوقت فالبيت وأهم شي أن الزوجه تقدر ظروف الزوج .
أما سؤالي للرجل : هل تضغط على نفسك وترفض ان تعيش زوجتك مع اهلك وماذا تفعل اذا رفضت زوجتك العيش مع اهلك !
من وجهة نظري:
و الله من جهتي فقد وجدت صعوبة كبيرة في الإجابة عليه و لكن حسب معرفتي فإني أراعي الحياة المادية التي أعيشها و تليها الأمور الأخرى و الله أعلم
و في الأخير يقال لكل مقام مقال و الله أدرى و أعلم و تقبلوا تحياتي لكل أعضاء المنتدى و المشرفين و صح رمضانكم