المرأة اعتداءا على كيانها واحتقار لها بل صورة من صور الاستعباد ، لكن في النهاية السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعدد الزوجات الموضوع القديم الجديد ، طالما نظر إليه على طرفي نقيض بين المرأة والرجل اعتبره الرجل حقا له بلا نقاش ودافع عنه ،واعتبرته التعدد واقع عاشته الإنسانية وستعيشه باستمرار في إطار شرعي أو غير شرعي.
وجاء الإسلام يوجه الإنسان إلى ما فيه خير له في الدنيا والآخرة فنظم مسألة التعدد وحدد شروطها وإطارها بما يحفظ له كرامته ولذلك فنحن حين نناقش فكرة التعدد في مقام الحال ننطلق من قاعدة أن التعدد شرع الله ومن منا يرفض شرع الله .
ولذلك فإننا نناقش التعدد على ضوء واقعنا الاجتماعي وهنا أقول بكل صراحة وموضوعية علينا اليوم أن نتحدث عن تعدد الزوجات كواجب على كل مقتدر لا كحق للرجل يمارسه أو يتركه ، فهو نظام حماية للمرأة أكثر من كونه امتيازا للرجل كما ساد الاعتقاد، ومن منا لا يذكر قصة خروج النساء الألمانيات بعد الحرب العالمية الثانية للمطالبة بتعدد الزوجات حماية لبناتهن من الانحراف وهذا هو الدفاع الحقيقي عن حقوق المرأة في الكرامة والإحرام .
وإذا كان الأمر كذلك فلماذا هذا الرفض للتعدد في مجتمعنا الجزائري وكثير من المجتمعات العربية المسلمة ، أعتقد أن المشكلة في ربط الفكرة في أذهاننا بالقهر وسيطرة الرجل وظلمه للمرأة من جهة، ومن جهة أخرى لأنانيتنا فكل منا يفكر في نفسه فقط ، في راحته الشخصية ، أنا وبعد الطوفان ، فالرجل عندما يريد المرأة الثانية يريدها لهدف شخصي بحت وترفض المرأة ذلك أيضا من منطلق شخصي بحت فلا أحد يحمل هم الأمة ،لا أحد من الطرفين ينظر للتعدد على أنه وسيلة تكافل اجتماعي ، على أنه عبادة نتقرب بها إلى الله و نؤجر عليها، إنه وسيلة لحفظ ديننا وأعراضنا أما هذا السيل الجارف من الإنحلال.
إن موضوع تعدد الزوجات موضوع شائك جدا وقد ارتأيت الإشارة إلى هذه النقاط حتى ننتقل بالنقاش لمراحل متقدمة بكل موضوعية لتعم الفائدة بعيد عن حساسية كل جنس وتعصبه لنفسه .
في الأخير أود الإجابة عن سؤال الأخ أبو محمد فالحقيقة أني غير متزوجة لكني سأفترض ذلك وأن زوجي فعلا يحبني وليس بيننا غير المودة والرحمة وجاء يوما وأخبرني أنه يريد زوجة ثانية ، أنا لن أمانع أبدا لأنه بالنسبة لي بمجرد أن يخبرني عن رغبته هذه لم أعد الوحيدة في حياته ، ثم أن ذلك حق مشروع له وكرم ولطف منه أن يخبرني أو يستشيرني ، كل ما سأفعله أنني سأبارك له وانسحب من حياته بهدوء متمنية له السعادة ، لا أستطيع ان اكون موضوعية أكثر من هذا ، هكذا أرى الأمر من بعيد وقد يختلف موقفي تماما لو عشته فعلا والله اعلم .