تخيّل أنّك تحمِلُ قلمَك..
فيُغرِقُكَ حبراً بِلونِ الدّماء
تخيّل أنّك تحتضنُ وسادتك..
فتشعُرُ بِوَخزٍ يزيدُ العناء
وتُحدّثُ نفسك..
فترُدُّ عليك بِلا حياء
وينسَدِلُ اللّيلُ فتوصِدُ بابك..
فتقتلِعُ أمنك أصواتُ الخفاء
وتفتحُ نافذتك..
فترى الأرضَ مُلتحِفةً رمادَ الفَناء
.
.
تخيّل أنّك تُعانقُ حُلمَك..
وتصحو على حقيقةٍ سوداء
تخيّل أنّك تمشي بِدربِك..
فتُحاصِركَ خطى الأشقياء
وتبتسِمُ لِمرآتك..
فتنعكِسُ عليها ملامِحُ الجُبناء
وتُحضّرُ مراسيمَ عُرسِك..
فتتحوّلُ زغاريدهُ الى بُكاء
.
.
تخيّل أنّ الجميعَ يُحِبُّك..
وفجأةً تُدرِكُ أنّك وحيدٌ بلا أصدقاء
وتفتخِرُ بِسُلطانِك..
فتصحو بينَ جمعِ البؤساء
ولأنّ العُمرَ سراب..
تخيّل كلّ هذا واعتبِر..
أمسُك وغدٌ قد يكونُ بلاء
بياضٌ فسوادٌ يُذهبُ الضّياء
سعادةٌ فحزنٌ..يزاوجُ الألمَ بلا شِفاء
.
.
فهل بعد هذا ستُنكِر..
وتخطو بِكِبرٍ واستعلاء..؟؟
وهل بعد هذا ستُبهر..
وتلتحِقُ بِركبِ السّفهاء..!!
هو واقِعُك يا ابنَ آدم..
فاحذر..
واحتسِب ليومِ المحشر..
واستقِ الحكمةَ من منبعِ العُقلاء
واسعى بِعزمٍ وأبصِر..
بِمنظارِ نُبلٍ وصفاء
ـــ
بقلم/ العمر سراب