تحية احترام متبادلة
أنا معك فيما قلته من أن رفض العانس أن تكون ضرة ، هو خوفها من الزوجة الثانية -إلى حد ما- وأدرك تماما معانات العانس سواء التي تعمل أو الماكثة في البيت، فالّأولى زيادة على حرمانها، غيرتها من زميلاتها ، والكلام القاسي الذي تسمعه بين الحين والآخر من عديمات المشاعر، والأخرى الماكثة ، فتعاستها أكبر فهي محرومة ويائسة لا أمل لها وطول الوقت تفكر في شبح العنوسة،والأكثر من ذلك خوفهما من أن يمضي الوقت وتحرمان من عاطفة الأمومة كذلك.
الله وحده يعلم كم يؤرقني هذا الموضوع ، فأنا لا أستطيع التحديق في عيوني أختي ، ولا تفارقني صورة أستاذتي في الجامعة والدموع تنهمر من عينيها وتسقط على الأرض وهي تقول:
أخاف إن تزوجت في هذا العمر أن لا أنجب أطفالا، ولا أنسى يوم التقيت فيه مع صديقات قلبي بعد غياب طويل وسألتهم عن أحوالهن ، فأجبن: إسألينا عن العنوسة وماذا تفعل فينا. ولا أنسى... ولا أنسى حكايات
كثيرة عن شبح العنوسة والمقام لا يسعني لسردها.
لكن ما أودّ أن أشير إليه أن التعدد يبقى هو آخر الحلول
فلا بد أولا من معالجة أسباب هذه الظاهرة ، ثم نقف عند الحل الأمثل والمناسب، فهناك أسئلة تبحث لها عن إجابة:
لماذ يعزف الكثير من الشباب عن الزواج؟؟؟لماذا تفوت الفتاة الفرص على نفسها حتى يدخل القطار بها نفق العنوسة بسبب حجج واهية كانهاء الدرا سة، أو البحث عن عمل، أو عدم التكافؤ في المستوى الثقافي أو الاجتماعي مع الخاطب أو.....؟ ؟ لماذا لماذا يفوّت الأباء في معظم الأحيان على بناتهم فرص الزواج بحجة أنها العائل الوحيد للبيت ؟؟؟ لماذا هذا الغلاء في المهور والتكاليف والعادات والتقاليد االفاحشة التي ما أنزل الله بها من سلطان؟؟؟
لماذا لا نتثقف ونصحح مفاهيمنا وأفكارنا حول الزواج بمفاهيمه وأبعاده الدينية والاجتماعية والنفسية، ختى نمحو هذه العادات السيئة التي تكبلنا وتحطم مستقبلنا وكياننا، يجب فهم وإدراك ووعي
الحياة الزوجية ، لماذا سن ّ الله الزواج في خلقه؟؟؟، ولماذا شرّعه في دينه؟؟؟ عندما نفقه هذا كله ستتضح لنا الرؤى حول ما يجب وما ينبغي فعله للقضاء على العنوسة أو على الأقل الحد من نسبة تزايدها
وأأكّد لك أخي الكريم أنا لا أرفض فكرة التعدد، فأنا مؤمنة مسلمة والتعدد مما أباحه الله في شرعه، وشريعة الله لم تنزل إلينا عبثا، وأنما أنا مثلما قالت أمّنا أم سلامه لما خطبها الرسول الكريم عليه السلام :
قالت : أنا امرأة غيورة