اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mohamed8517
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلِل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد :
فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم - وشر الأمور محدثَاتُها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار
أخي الكريم صالح لقد كان لأهل العلْم كلام كثير في باب الموالاة - الولاء - والبراء يتراوح بين المقل والمكثر والاجمال والتفصيل ... فجأتك ببعض ما طلبت
يقول شيخ الاسلام ابن تيمية - رحمه الله -: "(الولاية) ضد العَداوة، وأصل الولاية المحبَّة والقُرب وأصل العداوة البغض والبعد وقد قيل: إنَّ الولي سُمِّي وليًّا من موالاته للطاعات أي: متابعته لها، والأول أصَحُّ، والولِيُّ: القريب، فيقال: هذا يلي هذا؛ أي: يقرب منه، ومنه قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((ألحقوا الفرائض بأهلِها، فما أبقت الفرائض فَلأَوْلَى رجلٍ ذَكَر)) أي: لأقرب رجل إلى الميت
و ولي الله هو الموافق المتابع له فيما يحبه ويرضاه ويبغضه ويسخطه ويأمر به وينهى عنه - ومن أجل هدا كان المعادي لوليه معاديا له كما قال الله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ}فمَن عادى أولياء الله فقد عاداه، ومَن عاداه فقد حارَبَهُ، فلهذا قال: ((ومَن عادى لي وليًّا، فقد بارَزَنِي بالمُحَاربة))
ومن الصور المتعددة للموالاة :
* الحب والمودة والدليل قال تعالى: {لاَ تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ}
يقول ابن تيميَّة - رحمه الله -: "ونظائر هذا في غير موضعٍ من القرآن، يأمُر - سبحانه - بِمُوالاة المؤمنين حقًّا، الذين هم حِزْب الله وجُنده، ويُخبر أنَّ هؤلاء لا يُوالون الكفُّار، ولا يوادونهم".
يقول ابن رجب - رحمه الله -: "فأولياءُ الله تجب موالاتهم، وتحرم معاداتهم، كما أنَّ أعداءه تجب مُعاداتهم، وتحرم موالاتهم قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ} وقال تعالى: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ}
* النصرة والانتصار والدليل قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا}، وقال سبحانه: {وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ}.
وعن جبير بن مطعم - رضي الله عنه -: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ليس منَّا مَن دعا إلى عصبيَّة، وليس منَّا مَن قاتَلَ على عصبيَّة، وليس منَّا مَن مات على عصبيَّة))
- وارجع هنا الى نقطة مهمة انه ادا دكر دليل من قول الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ماكان لنا رده ... تعصبا لشخص فان اخدتكم العصبية لفلان اوعلان فانها تأحدنا العصبية لله ورسوله
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به - حديث صحيح
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه -: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((مَن خَرَج من الطاعة، وفارق الجماعة فمات، مات ميتة جاهليَّة، ومَن قاتل تحت راية عمية يغضب لعصبيَّة، أو يدعو إلى عصبيَّة، أو ينصر عصبية فقُتل، قُتل قتلة جاهلية)).
* الاتباع والدليل قال تعالى: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ}.
كل ماسبق قد دل على حرمة الموالاة والولاء لغيرالمسلمين ومما أخبرنا به الصادق الامين من اخبار ما يكون في اخر هده الامة الولاء لغير المسلمين من اليهود والنصارى وقد حدرنا من دلك قبل وقوعه
فعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لتتبعُنَّ سنن مَن كان قبلكم، شبرًا بشِبْر، وذراعًا بذراع، حتى لو سلكوا جحر ضبٍّ لسلكتموه))، قُلنا: يا رسول الله: اليهود والنصارى؟ قال: ((فمَن؟))، وفي الحديث: ((مَن تَشَبَّه بقوْمٍ فهو منهم)).
يقول ابن تيميَّة - رحمه الله -: "فالمشابَهة والمُشارَكة في الأمور الظاهرة توجب مشابهة ومشاكلة في الأمور الباطنة".
ويقول - رحمه الله -: "إنَّ المُشَابَهة في الظاهر تورِّث نوعَ مودة ومحبة وموالاة في الباطن كما أن المحبة في الباطن تورث المشابَهة في الظاهر وهذا أمر يشهد به الحس والتجربة" فإذا كانت المشابَهة في أمور دنيويَّة تورث المحبة والموالاة فكيف بالمشابهة في أمور دينية؟ فإنها تؤدي إلى نوع من الموالاة أكثر وأشد والمحبة والموالاة لهم قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ}
وقال تعالى فيما يذم به أهل الكتاب: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَكَانُوا لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ}
فبين - سبحانه وتعالى - أن الإيمان بالله والنبي وما أنزل إليه مستلزم لعدم ولايتهم فثبوت ولايتهم يوجب عدم الإيمان لأنَّ عدم اللازم يقتَضِي عدم الملزوم.
وقال- الله تعالى :{لاَ تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}
فأخبر - سبحانه - أنه لا يوجد مؤمن يواد كافرا ....
يقول ابن كثير "وقوله تعالى: {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ}؛ أي: شك، وريب، ونفاق، {يُسَارِعُونَ فِيهِمْ}
أي: يبادرون إلى موالاتهم ومودتهم في الباطن والظاهر
ومن مظاهر الموالاة :
مظاهرة الكافرين وإعانتهم وإفشاء أخبار وأسرارالمسلمين وكشْف عوراتهم لأعداء الدين والفرح لِمصاب المسلمين والحزن لنصرهم والسعي لهزيمتهم بالقلَم والمال والنفس والدعوة إلى خلْع رابطة الولاء الديني وجعل الولاء على أُسُس عرقية مثل: الوطنية والقومية والفرعونية
قال الشيخ الشِّنقيطي - رحمه الله -: "ومن هدْي القرآن للتي هي أقوم: هدْيه إلى أنَّ الرابطة التي يجب أن يعتقد أنها هي التي تربط بين أفراد المجتمع وأن يُنادى بالارتباط بها دون غيرها إنما هي دين الإسلام لأنه هو الذي يربط بين أفراد المجتمع حتى يصير بقوة تلك الرابطة جميع المجتمع الإسلامي كأنه جسَد واحد إذا اشتكى منه عضو تداعَى له سائر الجسد بالسهر والحمى". كما أخبر رسول الله في حديثه
ومنها أيضا - مظاهر الولاء - الدعوة إلى زمالة الأديان ورفْع شِعار: "الدِّين لله، والوَطَن للجميع" ليذوب معنى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}، و((المسلم أخو المسلم))، ومن ذلك: التجمُّع تحت أحزاب وكيانات تشترط أن يكون الاجتماع لا على أساس الدين كالماسونية ونوادي الروتاري والليُونز أو أحزاب سياسية تفصل الدين عن السياسة كالعلمانية وشعارهم: "لا سياسة في الدين ولا دين في السياسة".
وهل لنا غير دين الاسلام ؟؟؟؟
ومنه أيضا دعوى تقديم الواجب الوطَني على الواجب الديني فإذا تعارض عندهم الدين والوطنية قدم ما فيه مصلحة للوطن - كبعض الاحزاب المنتشرة هنا وهناك والتي صرحت جهارا نهارا انهم مع الدين فان اعترض الدين مبادئ احزابهم قدمو المبادئ على الدين - حتى لو كان فيه محاداة لله ورسوله ومحاربة لدِينه وأوليائِه.
ومنه أيضا "كسر حاجز الولاء والبراء بين المسلم والكافر وبين السني والبِدعي وهو ما يدعونه حاجز نفسي فيكسر تحت شعارات كالتسامح والتآلف ونبد التطرف والتعصب ولا حول ولاقوة الا بالله - فكل بدعة ضلا لة وكل ضلالة في النار ....
ومنه أيضا الاعتزاز باخلاق المشركين الكفار باسم المدنية والتحضر والتطور الى دلك من الفاظ كالموضة والفن الراقي والابتعاد عن اخلاق المسلمين التي يرونها تخلفا و تعصبا ... وطرح التمسك بآداب الاسلام وهديه ورميها وكما دكرت بالتخلف والرجعية ....
ضف الى دلك ماقال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: "لا تعَلَّمُوا رطانة الأعاجم، ولا تدخلوا على المشركين كنائسهم يوم عيدهم، فإن السخطة تنزل عليهم".
وقد سئل فضيلة الشيخ ابن العثيمين رحمه الله : عن الولاء والبراء؟
فأجاب - رحمه الله- بقوله: البراء والولاء لله سبحانه أن يتبرأ الإنسان من كل ما تبرأ الله منه كما قال ـ سبحانه وتعالى ـ : ( قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَداً ) وهذا مع القوم المشركين كما قال سبحانه : (وَأَذَانٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ) فيجب على كل مؤمن أن يتبرأ من كل مشرك وكافر.
فهذا في الأشخاص.
وكذلك يجب على المسلم أن يتبرأ ويترك كل عمل لا يرضي الله ورسوله وإن لم يكن كفراً، كالفسوق والعصيان كما قال سبحانه: (لَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ ) .
وإذا كان مؤمن عنده إيمان وعنده معصية فنواليه على إيمانه، ونكرهه على معاصيه، وهذا يجري في حياتنا فقد تأخذ الدواء الكريه الطعم وأنت كاره لطعمه وأنت مع ذلك راغب فيه لأن فيه شفاء من المرض.
وبعض الناس يكره المؤمن العاصي أكثر مما يكره الكافر وهذا من العجب وهو قلب للحقائق فالكافر عدو لله ولرسوله وللمؤمنين ويجب علينا أن نكرهه من كل قلوبنا قال الله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ) وقال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ . فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ ) فيصل لمطيع وإن عظمت معصيته قوله تعالى فيمن قتل مؤمناً عمداً قال تعالى ( فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاء إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ).
فجعل الله القاتل عمداً أخاً للمقتول مع أن القتل ـ قتل المؤمن عمداً ـ من أعظم الكبائر .
وقوله تعالى في الطائفتين المقتتلتين من المؤمنين قال تعالى : (وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا) إلى قوله : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ) فلم يخرج الله الطائفتين المقتتلتين من الإيمان ولا من الأخوة الإيمانية.
فإن كان في الهجر مصلحة أو زوال مفسدة بحيث يكون رادعاً لغير العاصي عن المعصية أو موجباً لإقلاع العاصي عن معصيته كان الهجر حينئذٍ جائزاً بل مطلوباً طلباً لازماً أو مرغباً فيه حسب عظم المعصية التي هجر من أجلها.
ودليل ذلك قصة كعب بن مالك وصاحبيه ـ رضي الله عنهم ـ وهم الثلاثة الذين خلفوا فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بهجرهم ونهى عن تكليمهم فاجتنبهم الناس، حتى إن كعباً - رضي الله عنه -دخل على ابن عمه أبي قتادة - رضي الله عنه -وهو أحب الناس إليه فسلم عليه فلم يرد عليه السلام. فصار بهذا الهجر من المصلحة العظيمة لهؤلاء الثلاثة من الرجوع إلى الله - عز وجل - والتوبة النصوح والابتلاء العظيم ولغيرهم من المسلمين ما ترجحت به مصلحة الهجر على مصلحة الوصل.
أما اليوم فإن كثيراً من أهل المعاصي لا يزيدهم الهجر إلاّ مكابرة وتمادياً في معصيتهم ونفوراً وتنفيراً عن أهل العلم والإيمان فلا يكون في هجرهم فائدة لهم ولا لغيرهم.
وعلى هذا فنقول: إن الهجر دواء يستعمل حيث كان فيه الشفاء، وأما إذا لم يكن فيه شفاء أو كان فيه إشفاء وهو الهلاك فلا يستعمل.
وأحوال الهجر ثلاث:
إما أن تترجح مصلحته فيكون مطلوباً.
وإما أن تترجح مفسدته فينهى عنه بلا شك.
وإما أن لا يترجح هذا ولا هذا فالأقرب النهي عنه لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يحل للمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة".
أما الكفار المرتدون فيجب هجرهم والبعد عنهم وأن لا يجالسوا ولا يواكلوا إذا قام الإنسان بنصحهم ودعوتهم إلى الرجوع إلى الإسلام فأبوا وذلك لأن المرتد لا يقر على ردته بل يدعى إلى الرجوع إلى ما خرج منه فإن أبى وجب قتله وإذا قتل على ردته فإنه لا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه ولا يدفن مع المسلمين وإنما يرمى بثيابه ورجس دمه في حفرة بعيداً عن المقابر الإسلامية في مكان غير مملوك.
وأما الكفار غير المرتدين فلهم حق القرابة إن كانوا من ذوي القربى
كما قال تعالى : (وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ) وقال في الأبوين الكافرين المشركين: (وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ)
وهي نصيحة لكل مسلم ومسلمة لا ترغب عن سبيل المؤمنين كما قال تعالى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} وقال - سبحانه -: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا}
يقول ابن كثير رحمه الله {نَوَلِّه مَا تَوَلَّى} أي: إذا سلك هذه الطريق جازيناه على ذلك بأن نحسنها في صدره، ونزيّنها له استدراجًا له كما قال تعالى: {فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ} وقال تعالى: {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ} وقوله: {وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} وجعل النار مصيره في الآخرة لأن من خرج عن الهدى لَم يَكُن له طريق إلاَّ إلى النار يوم القيامة".
فلا ترغب عن سبيل المؤمنين ولا تقتفِ سبل المجرمين من الكفار والمنافقين واعلم أنه ما من سبيل منها إلا وعليه شيطان يدعو إليه ويزينه لأهله.
فإن وفقك الله لسبيل المؤمنين فإياك والتفرق فيه واسمع لقول الله تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ}.
وعليك بالنُّصح لكل مسلم فـ((الدين النصيحة)) كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن جرير بن عبدالله البجلي قال: بايعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -على إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والنُّصح لكل مسلم
وفي رواية: ((أبايعك على أن تعبُد الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتناصح المسلمين، وتفارق المشركين)).
فالنصيحةُ للمسلمين هو مقتضى ترك التفرق في السبيل وهو هدي أهل السنة وسمتهم.
يقول ابن تيميَّة - رحمه الله -: "ثُم من طريقة أهلِ السنة والجماعة اتِّباع آثار الرسول - صلى الله عليه وسلم - باطنا وظاهرا.... إلى أن يقول - رحمه الله -: ويدينون بالنصيحة للأمة، ويعتَقِدون معنى قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص، يشُد بعضه بعضًا))
وقوله: ((مثَل المؤمنين في توادِّهم وتراحمهم وتعاطفهم كمَثَل الجسد الواحد، إذا اشتكى عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالحُمَّى والسهَر".
هدانا الله واياكم لكل خير ... وجعلنا ممن يستمعون القول ويفقهونه .... وجعلنا الله واياكم ممن لا يفارقون طريق أهل السنة والجماعة ولا يتفرقون فيه ...
بارك الله فيك أخي الصالح وحفظك ....
ولقد كلفت من ينقل كلامي لك بعد ان رأيت ان في الموضوع قول يخصني ... ثبتنا الله وثبتك .. وجنبنا واياك الفتن ماظهر منها ومابطن
والسلام عليكم ورحمة الله ... أخوك محمد . خ
|
الحمد لله الذي عقد الإيمان في قلوب من شاء من عباده، و اكرمهم باتباع سنة نبيه، و بعد:
قد صرحت من قبل ان ردودك اخي محمد تعلوا مواضيعنا و لا يزال الأمر على ما ذكرت
اتحفتنا بنقل من كلام و فهم أئمتنا فذكرت كلاما نفيسا لشيخ الاسلام أبو العباس ابن تيمية و قد ذكره في كتابه (الفرقان) و نقلت عن الامام ابن رجب الحنبلي و الامام المفسر ابن كثير و الامام المفسر الاصولي اللغوي الشنقيطي و العلامة الفقيه ابن عثيمين. بينوا بالأدلة الصريحة المحمة معنى الولاء و البراء و ذكروا صورا منهما و بيوا ما يجوز و ما يجب مما يحرم و يمنع.
و فعلك هذا اخي محمد يدل دلالة واضحة على حبك للعلم و البحث فيه و التعلم و نفعك لإخوانك و فهمك و اطلاعك و حرصك على التوحيد و العقيدة
و أني ادعو جميع الإخوة للوقوف على ما نقلت فقد فتحت المغلق و اسفرت عن الخفي و فسرت المبهم - فجزاك الله عنا خيرا -
قد قرر العلماء و نقلت كلامهم: أن مولاة الكفار حرام و لا تجوز و توليهم كفر بالله و اما عصاة المسلمين فيوالون على قدر ايمانهم و يعادون و يبغضون على قدر معصيتهم او بدهتهم ما لم تكن البدعة مكفرة.....
جزاك الله خيرا اخي الكريم محمد و وفقك الله و شكر لك ما تقدمه للمنتدى نفعا لنا جميعا و الشكر موصول بك مني و من كل عيور على الدين و السنة
دمت بخير