تأبط شرا
[frame="2 80"]هو ثابت بن جابر بن سفيان بن عميثل بن عدي بن كعب بن حزن.وقيل:
حرب بن تميم بن سعد بن فهم بن عمرو بن قيس عيلان بن مضر بن نزار.ويقال بأنه من أغربة العرب .
إذ كانت أمه حبشية سوداء ورث عنها سوادها ، والأقرب للحقيقه أن أمه حرة
ولدت خمسة : تأبط شراً، وريش بلغب، وريش نسر، وكعب جدر، ولا بواكي له - وقيل إنها ولدت سادساً اسمه عمرو.
لماذا سمي تأبط شرا
قالت له أمه: كل إخوتك يأتيني بشيء إذا راح
فقال لها: سآتيك الليلة بشيء، ومضى فصاد أفاعي كثيرة من أكبر ما قدر عليه
فلما راح أتى بهن في جراب متأبطاً له (يعني تحت إبطه) فألقاه بين يديها ففتحته فتساعين في بيتها فوثبت، وخرجت
فقال لها نساء الحي: ماذا أتاك به ثابت ؟
فقالت: أتاني بأفاع في جراب
قلن: وكيف حملها ؟ قالت: تأبطها، قلن: لقد تأبط شراً فلزمه تأبط شراً.
وحدث علي بن الحسن بن عبد الأعلى عن أبي محلم بمثل هذه الحكاية وزاد فيها:
أن أمه قالت له في زمن الكمأة ( الترفاس) ألا ترى غلمان الحي يجتنون لأهليهم الكمأة فيروحون بها ؟
فقال أعطيني جرابك حتى أجتني لك فيه فأعطته فملأه لها أفاعي وذكر باقي الخبر مثل ما تقدم.
ومن ذكر أنه إنما جاءها بالغول يحتج بكثرة أشعاره في هذا المعنى فإنه يصف
لقاءه إياها في شعره كثيراً فمن ذلك قوله:
فأصبحت الغول لي جارة **** فيا جارتا لك ما أهـولا
فطالبتها بضعها فالتـوت **** علي وحاولت أن أفعـلا
فمن كان يسأل عن جارتي *** فإن لها باللوى مـنـزلا
وربما كانت قبيلته هي التي لقبته بهذا لكثرة جناياته وجرائره .
هو من الشعراء الصعاليك، عاش في الحجاز، في المنطقة المحيطة بالطائف
وجمع عصابة للاغارة على بني خثعم وهذيل والأزد شاع شعره في وصف الغيلان والجن.
ومن أشعاره التي رواها المفضل الضبي في مفضلياته ، والتي يصور فيها
أحدى مغامراته مع صديقيه الشنفرى وعمرو بن براق والتي باءت بالفشل فدبروا حيلة بارعة نجوا
فيها عدوا على الأقدام :
ليلة صاحوا وأغروا بي سِراعهُمُ ***بالعَيكتين لدى مَعْدَى ابـن بـرّقِ
كأنما حثحثوا حُصَّـا قَوادِمُهُـأ *** و أم خؤشْفٍ بذي شَثّ وطُبَّـاقِ
لاشيء أسرع مني ليس ذا عدوٍ *** وذا جناحٍ بجنب الريْـدِ خَفـاق
حتى نجوت ولما ينزعوا سلبـي *** بِوالهٍ من قَبِيِض الشـدِّ غيْـذاقٍ
فهو يتصف بجهارة الصوت بين رفاقه وبضمور جسمه وقوته وصلابته
وجرأته .ولا ينسى أن يضيف إلى هذه الخصال خصلة الكرم:
وكانحذرا
يروى انه خرج غازياً يريد الغارة على الأزد في بعض ما كان يغير عليهم وحده
فنذرت به الأزد فأهملوا له إبلاً وأمروا ثلاثة من ذوي بأسهم وهم:
حاجز بن أبي، وسواد بن عمرو بن مالك، وعوف بن عبد الله أن يتبعوه حتى ينام فيأخذوه اخذا
فكمنوا له مكمناً، وأقبل تأبط شراً فبصر بالإبل، فطردها بعض يومه. ثم تركها ونهض في شعب لينظر
هل يطلبه أحد? فكمن القوم حين رأوه ولم يرهم، فلما لم ير أحداً في أثره عاود الإبل فشلها يومه وليلته
والغد حتى أمسى، ثم عقلها، وصنع طعاماً فأكله، والقوم ينظرون إليه في ظله، ثم هيأ مضطجعاً على النار
ثم أخمدها وزحف على بطنه ومعه قوسه، حتى دخل بين الإبل وخشي أن يكون رآه أحد وهو لا يعلم ويأبى إلا الحذر والأخذ بالحزم ، فمكث ساعة وقد هيأ سهماً على كبد قوسه، فلما أحسو نومه أقبلوا ثلاثتهم يؤمون المهاد الذي هيأه
فإذا هو يرمي أحدهم فيقتله وجال الآخران ورمى آخر فقتله وأفلت حاجز هارباً وأخذ سلب الرجلين
وأطلق عقل الإبل وشلها حتى جاء بها قومه..... فانشد يقول
ترجي نساء الأزد طلعة ثـابـت *** أسيراً ولم يدرين كيف حويلـي
فإن الأللى أوصـيتم بـين هـارب *** طريد ومســفـوح الدماء قـتـيـل
وخدت بهم حتى إذا طال وخدهم *** وراب عليهم مضجعي ومقيلـي
مهدت لهم حتى إذا طاب روعهم *** إلى المهد خاتلت الضيا بختـيل
فلما أحســوا النوم جاءوا كأنـهـم *** سباع أصابت هجـمة بـســـلـيـل
فقلدت سوار بن عمرو بن مالك *** بأســمر جســر القدتـين طـمـيل
فـخـر كأن الفيــل ألقـى جــرانـه *** عــليــه بـريــان الـقـواء أســـيـل
وظل رعاع المتن من وقع حاجز *** يخر ولونهنهت غـيــر قـلـيل
لأبت كما آبا ولو كنـت قـارنـاً *** لجئت وما مالكت طول ذميلـي
فســرك ندمانـك لـمـا تـتـابـعـا *** وأنك لم تـرجع بعــوص قـتـيــل
وفي الأزد نـوح ستأتي إلى فهم غنـيمة خـسـلة*** ويــلة بـعـويــل
ومن اشعاره يرد على حاجز بن ابي الازدي
لقـد قال الخـلي وقال خلـســـاً *** بظهر الليل شد به العكـوم
لطيف من سعادعناك منها *** مراعاة النجوم ومـن يهـيم
وتلك لئن عنيت بـهـا رداح ***من النسوان منطقها رخـيم
نياق القرط غراء الـثـنـايا *** وريداء الشباب ونعـم خـيم
ثأرت به وما اقترفـت يداه *** فظل لها بنـا يوم غـشـوم
تحز رقابهم حتى نـزعـنـا*** وأنف الموت منخره رمـيم
وإن تقع النسور علي يومـاً *** فلحم المعتــفي لحـم كـريـم
وذي رحم أحال الدهر عنـه *** فليس له لذي رحـم حـريم
أصاب الدهر آمن مروتـيه *** فألقاه المصاحب والحمـيم
مددت له يميناً من جناحـي*** لها وفروكـافـية رحـوم
أواســيـه عـلـى الأيـام إنـي*** إذا قعــدت به اللؤمـا ألـوم
توفي بين سنتي 530 م و535 م.[/frame]