السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الحمد لله و كفى، و صلى الله و سلّم على نبيّه المصطفى، و على آله و صحبه و من لآثاره اقتفى، و بعد:
مما هو معلوم عند جميع المسلمين أن الدين ثلاث مراتب إسلام و إيمان و إحسان و هي من جهة العموم على حسب ما ذكرت من حيث الترتيب، و الإسلام هو ( الاستسلام لله بالتوحيد و الانقياذ له بالطاعة و البراءة من الشرك و أهله) و يلحق بالشرك البراءة من أهل البدع و المحدثات. و الناس درجات على حسب تحقيقهم لدرجة الإسلام و درجة الإيمان و منزلة الإحسان
و مما هو مقرّر تقريرا بينا ظاهرا في ديننا أن قطب رحى الإسلام هو (الولاء و البراء) و مما هو مؤكد أشدّ التأكيد أنه ((لا ولاء إلاّ مع براء) و لن يستقيم ولاء من دون براء. و أصل الولاء الحب و النصر و التأييد و أصل البراء الكره و البغض و العداوة.
و لقد فرّط فئام من الناس في هذا الأصل الأصيل و الركن المتين، فضعفت عقيدة الولاء و البراء في قلوب الكثيرين فدابوا و انصهروا فلم يحاربوا البدع و المحدثات و لم ينكروها و من سلم منهم من الانصهار لم يسلم من التميّع و قد عصفت به ريحه. فرأينا مجتمعات بالكاد تفرق فيها بين ما هو سني و ما هو بدعة و ضلالة لقلة الدعاة إلى السنة المحاربين للبدع و المحدثات و من دعا منهم إلى سنة فنجده يولي الدبر أمام المبتدعة المولدون المحدثون.....و عمدوا و قصدوا هدم تلك الدعامة العظيمة التي بناها القرآن و أحكم بنيانها و استند إليها الرسول صلى الله عليه و على آله و سلّم و الصحابة و التابعون و تابعيهم بإحسان....تلك الدعامة هي التصفية و التربية، و التخلية و التزكية، و التعليم و الردّ على المخالف....الولاء و البراء
قصدت نقاش هذا الموضوع الذي عمت به البلوى بل هو آكد أركان الدين و كلمة التوحيد هي كلمة الولاء و البراء لمعرفة سبب ضعف المسلمين في عقيدتهم و في الولاء و البراء
فما الذي تعرفه عن الولاء و البراء، و لماذا ضعفنا فيهما