كانت كالملاك في فستانها في فستانها الأبيض
ترسل ضحكاتها الراعدة في الأرجاء
تبرق عيناها فرحا و سرورا
و تدمع مقلتاها سعادة و حبورا
ترقص بخطوات عشوائية
بنغمات تنسجها أغاني الأشجار
فتقدمت غيمة تضمها مهنئة
هذا عرسك فافرحي و ارقصي
و غني مع الأنهار حين تهيج
قد جاءك الربيع بإزهاره، بليله الجميل، و إشراق نهاره
بعطره الآسر و ألوانه
افرحي و ارقصي
حتى الجنون
ضعي تاجك من أزهار الياسمين
و رشي عطرا برائحة الليمون
افرحي و ارقصي لتصيري أما
و مضت الأيام و مضت السنين
حتى إذا تربع في أحشائها ذاك الجنين
و ازدادت حرارة جسمها
فملأت الكون بحرها
و تقاطر الناس لبحرها
فأنجبت طفلا شقيا أسمته الخريف
كان يلعب بالريح ذات اليمين و ذات الشمال و ينثر الأوراق
على الأرض و الجبال
و أمه الطبيعة فرحة به مرتاحة البال