الدكتور المحترم عبد الله شريط من مواليد بلدية مسكانة بولاية أم البواقي سنة 1921، التحق في صباه بكتاب القرية لحفظ القرآن، وبدأت تعليمه الابتدائي بمدرسة فرنسية في مسكانة سنة1927، وبعدها انتقل إلى تبسة سنة 1932 وهناك التحق بمدرسة جمعية العلماء المسلمين"تهذيب البنين" وتتلمذ على يد الشيخ العربي التبسي إلى غاية نهاية أربعينيات القرن الماضي أين ذهب بعدها إلى تونس لتحصيل العلم. وقد كان يلقنهم اللغة العربية والنحو والأدب، وتعلم منه أفكاره الساخطة على الشعب الذي فقد الحركة، ولكن بعد الثورة اندفع في خدمتها إلى حد أن الجبهة حذرته من بطش السلطات الفرنسية لو وقع بين أيديها وعُرض عليه أن يتم تهريبه للخارج ولكنه أبى ذلك وقال: "سأبقى هنا بالجزائر لشد أزر محنة الشعب الجزائري حتى ولو قررت فرنسا إعدامي"، وهنا لا بد وأن نشهد للشيخ التبسي صموده وتضحيته التي ربما فاقت حتى بعض قيادات الثورة ممن خرجوا من الجزائر لما أحسوا بالخطر، أما الشيخ الإبراهيمي فإنه آثر الاشتغال بالعلم والتربية بدليل تفرغه لدار الحديث بتلمسان، أما عن الشيخ عبد الحميد بن باديس فيكفي أنه قال لشيوخ الزيتونة "إنكم اهتممتم بالقواعد إلى حد أن أصبحتم كالقواعد" ويقصد النساء، فالوعي السياسي الذي كان يتمتع به لم يكن يجاريه فيه أحد.