س/ ماهي أقسام الصبر ؟يقسم علماؤنا الصبر اصطلاحاً إلى ثلاثة أقسام ، صبرٌ أو صبرٍ واللغتان صحيحتان:
1- صبرٌ على الطاعة، أو صبرٌ على المأمور.
2- وصبرٌ عن المعصية، أو صبرٌ عن المحظور.
3- وصبرٌ على البلاء، أو صبر على المقدور .
س/ ما المقصود بالصبر على الطاعة، أو الصبر على المأمور ؟الصبر على الطاعة ، أو الصبر على المأمور: أي صبر على ما أمرك الله - عزّ وجلّ - به، وهذا من أرقى وأجل مراتب وأقسام الصبر أن تصبر نفسك على طاعة الله - جلّ جلاله - فالنفس جموح ﴿إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [يوسف:53] فهذه رتبة من أعظم الرتب، ودرجة من أعلى الدرجات .
س/ ما المقصود بالصبر عن المعصية، أو الصبر عن المحظور ؟الصبر عن المحظور، أي عن المعصية: أن تصبر نفسك وأن تبتعد عن معصية الله - تبارك وتعالى - ولا شك أنها درجة أيضاً من أعظم الدرجات، أن تنتهي عما نهاك الله - تبارك وتعالى - عنه وعما نهاك عنه النبي - صلى الله عليه وسلم - وأن تصبر على المعاصي مع كثرة الشهوات، التي تحيط بك من كل ناحية ، فإنها فتن كقطع الليل المظلم ومع ذلك يصبر المؤمن نفسه على الطاعة وعن المعصية ويبتعد عن بيئة المعصية ويلقي بنفسه في بيئة الطاعة، فهذه درجة من أعظم الدرجات، وهذه قربة من أعظم القربات، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم، وصبر على البلاء، أو صبر على المقدور،
1- قال الله - جلّ جلاله - ﴿ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ﴾ [لقمر:49]
2- وقال الله - جلّّ وعلا - ﴿ الم ﴿1﴾ أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ﴿2﴾ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ﴿3﴾﴾[ العنكبوت:1-3].
س/ أيهما أفضل الصبر على الطاعة أم الصبر على المعصية ؟هذه مسألة فيها خلاف بين أهل العلم" لكن الراجح الذي رجحه الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى وغيره من المحققين أن الصبر على الطاعة أفضل من الصبر على المعصية، والله تعالى أعلم.
س/ هل الإيمان مجرد كلمه ؟ليس الإيمان مجرد كلمة ترددها الألسنة فحسب، كلا بل الإيمان 1-قول2- وتصديق 3-وعمل،
1- قال - جلّ جلاله - ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ﴾ [الحج:11]
2- ﴿ أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ ﴾[العنكبوت:2] لا ،
3-﴿ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ﴾[العنكبوت:3] .
س/ كيف الرد علي من يقول هل خلق الله الكون ونفض يديه من الكون ولم يعد الله قادراً على ضبط الكون بميزان الحق والعدل ؟ ألا يرى هذه الدماء التي تسفك، والأشلاء التي تمزق ؟سنن الله الثابتة في الكون، إن لله سنناً ربانية لا تتبدل ولا تتغير ولا تجامل تلك السنن أحداً من الخلق بحال، مهما ادعى لنفسه من مقومات المحاباة ، لقد هُزم المسلمون في أحد ، نعم هُزموا، وقائد الميدان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
وتساءل الصحابة كيف نهزم ؟ وقائد الميدان رسول الله، كيف نهزم وعدونا هم المشركون ؟ فنزل قرآن يربي الصحابة والأمة من بعدهم ﴿ أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ ﴾ سنن الله في الكون التى لا تجامل أحداً من الخلق بحال مهما ادعى لنفسه من مقومات المحاباة ؟ ﴿ إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾[الرعد:11] ، قال تعالى ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ [الأنفال:53] سنن ثابتة لا تتبدل ولا تتغير ، نتعجل النصر مع أننا لم نبذل بعد كل أسباب النصر، كل أسباب التمكين، كل أسباب العز، لا نريد إلى هذه اللحظة أن نتعلم الصبر ، ومن تعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه، سنن ثابتة لا تتبدل ولا تتغير .