منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الأصول الثلاثة ** سؤال وجواب **
عرض مشاركة واحدة
قديم 2007-11-29, 16:54   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
أبو عبد البر
عضو مجتهـد
 
الأوسمة
الفائز 
إحصائية العضو










افتراضي

س/ ما هو فضل ومكانة الصبر ؟1-الصبر جواد لا يكبو، وجند لا يهزم، وحصن لا يهدم ، وقد شرف الله أهل الصبر وأكرمهم فجعلهم في معيته ويا لها من كرامة، وأكرمه فجعله في معيته ويا لها من كرامة فقال - جلّ وعلا - ﴿ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة:153] .2-
2 بل لقد ذكر الله - جلّ جلاله - في قرآنه أن الله - سبحانه وتعالى - يحب الصابرين، ﴿ وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ ﴾[آل عمران: 146] فإن كنت أيها الصابر في معية الله فممن تخاف؟! وإن كان الله يحبك فعلى أي شيء تحزن .
3- وقال الله - سبحانه وتعالى - وقد جمع للصابرين هذه البشريات التي لم يجمعها لغيرهم قال - جلّ جلاله - ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ﴾ [البقرة: 155، 156] انظر إلى فضل الله عليهم ﴿ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾ [البقرة:157] ، فجمع الله للصابرين من البشريات ما لم يجمعه أبداًُ لغيرهم ﴿ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾ .
4- بل بين الله كرامة الصابرين حين تدخل الملائكة عليهم الجنة لتبشرهم ولتحييهم هذه التحية الكريمة فقال - سبحانه وتعالى - ﴿ وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ ﴿23﴾ سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ﴾ [الرعد:23-24].5- ثم أجمل الله - جلّ جلاله - فضل الصابرين فقال - سبحانه وتعالى - ﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾[الزمر: 10] ، أي لا يعلم أجر الصابرين إلا الله ﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ والحديث عن آيات الصبر في القرآن حديث طويل جميل بطول الصبر وجماله وجلاله .
6- وبالجملة قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى لقد ذكر الله الصبر في القرآن في تسعين موضعاً وهذا إن دل فإنما يدل على شرف الصبر ومكانة الصبر بل لا تنال الإمامة في الدين إلا بالصبر واليقين.
7- قال ابن القيم: إذا تزوج الصبر باليقين حصل بينهما ولادة الإمامة في الدين، قال - جلّ جلاله - ﴿ وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا﴾ [السجدة:24] ، فلا تنال الإمامة في الدين إلا بالصبر واليقين، وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا متى قال - جلّ جلاله - ﴿ لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ ﴾ .س/ ما أقسام المعية ؟ وما المراد بالمعية في قوله تعالي: ﴿ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ ؟
المعية نوعان:1- معية عامة،2- ومعية خاصة .
والمراد بالمعية في الآية " المعية الخاصة ﴿ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ و هي معية النصر والمدد، والتأييد، والفضل .
س/ عرف الصبر لغة ؟الصبر لغة: هو الحبس والمنع ، فهو: حبس النفس عن الجزع ، وحبس اللسان عن التشكي وحبس الجوارح عن المعاصي ،
فالصبر منهج الصبر دين ليس مجرد كلمة يرددها مبتلى، بعد أن يقول ما يسخط ربه - تبارك وتعالى - وبعد أن يفعل ما نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن فعله ثم بعد ذلك يقول أنا صابر، كلا ، إنما الصبر عند الصدمة الأولى .
س/ ماأنواع الشكوى ؟الشكوى نوعان:1- شكوى محمودة ،2- وشكوى مذمومة ، شكوى إلى الله ، وشكوى من الله .
أما الشكوى إلى الله"فهي من كمال وتمام العبودية، فلقد ذكر الله - تبارك وتعالى - نبياً كريماً من أنبيائه ألا وهو يعقوب على نبينا وعليه الصلاة والسلام، الذي قال الله عنه ﴿ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ﴾ [يوسف: 18] والصبر الجميل هو الصبر الذي يستعلي صاحبه عن الألم وعن الشكوى، هو الصبر الذي يبتغي به صاحبه وجه الله - تبارك وتعالى - فهو لا يصبر من أجل أن يقول الناس صبر، ولا خوفاً من أن يقول الناس جذع، لا، بل هو يستعلي على آلامه وأحزانه ابتغاء وجه الله - تبارك وتعالى .
س/ هل الشكوى إلى الله تنافي الصبر ؟ مع توضيح ذلك بالأمثلة ؟الشكوى إلى الله لا تنافي الصبر وهذا هو الصبر الجميل، فيعقوب على نبينا وعليه أفضل الصلاة والسلام يقول: ﴿ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ ﴾[يوسف: 18] ، وذلك حينما جاء أولاده وأخبروه بهذا الخبر المفزع الآليم، ﴿ قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ ﴾ [يوسف:17] الآيات، فقال قولته الجميلة ﴿ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ ﴾ ومع ذلك فقد اشتكى إلى الله، قال ﴿ قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ ﴾ [يوسف:86] فهي من تمام وكمال عبوديتك بين يديه - جلّ جلاله - .
ـ وكذلك أيوب على نبينا وعليه الصلاة والسلام الذي أثنى عليه ربنا - تبارك وتعالى - بصفة الصبر فقال - جلّ جلاله - ﴿ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ ﴾ ومع ذلك فقد شكي أيوب حاله إلى الله - جلّ جلاله - شكي حاله إلى الله - تبارك وتعالى - بكلمة رقراقة جميلة ﴿ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ ﴾[الأنبياء:83] مسني لم يقل أهلكني مع أنه فقد ماله وفقد أولاده وفقد صحته وعافيته، وابتلي بمرض أقعده في الأرض أو في الفراش، وصبر مدة طويلة، ولما أراد أن يشكو حاله إلى الله عبر بهذه الكلمة الرقيقة الجميلة ﴿ مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ﴾ ، إذاً الشكوى إلى الله لا تنافي الصبر بل هي من كمال العبودية لله - جلّ جلاله.
ـ أما الشكوى من الله" فهي التي تنافي الصبر، أن تشكو الخالق إلى المخلوق، وأن تشكو الرازق إلى المرزوق، وأن تشكو الرحمن الرحيم، إلى من لا يرحم، فالله - جلّ جلاله - ليس أحد أرحم بعباده منه، ليس أحد أرحم بخلقه منه، أولم يقل نبينا - صلى الله عليه وسلم - ( لله أرحم بعباده من رحمة الأم بولدها ) .