إذا تمعّنا في معنى كلمة النصرة في بعدها السلوكي أو الثقافي وليس من وجهة نظر مناسباتية أو سيناريوهاتية أدركنا يقينا أن نصرة النبي لا تتحدد بزمان معين ولا بمكان محدد، فنحن لم نُخلق إلا للنصرة وهل النصرة إلا طاعة الله واتباع صراطه؟؟: "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله" ولكن تبيّن في الآونة الأخيرة مذهب آخر للنصرة يكتسي طابعا فلسفيا أراد أصحابه من خلاله لفت اهتمام المسلمين من جوهر النصرة الذي يتمثل في تعمير المساجد وإعمارها وبذل المعروف وإصلاح ذات البين والنخوة وكل أخلاق الإسلام إلى ندوات وحفلات وأثواب وشعارات تتهاطل بسببها من العيون وديان صادقة وأخرى -ولعلها الأكثر- كاذبة ثم يعود أصحاب هذه العيون إلى الملذات والنزاعات والتنافس على أبواب الفساد والفواحش والخطايا.
إن نصرة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم تكمن في إعادة المرأة إلى بيتها وإلى صدّ هذا المدّ العنيف للشباب والنساء بل والشيوخ إلى الملاعب لمشاهدة سفهاء استبدلوا ثورة القلم بثروة القدم وراحوا يستنزفون أموال البلاد وينفقونها في شتى أنواع الخمور والملذات إلا من رحم الله وقليل ما هم. لقد أُفرغت أدمغة المسلمين من كل ما هو مفيد وراحوا يلهثون وراء الكرة والنساء والأموال، ثم يوم الجمعة عباءات بيض وطيب و..و..ويوم النصرة لبيك يارسول الله روحي فداء يارسول الله يسقط اليهود وغيرهم يسقط القطط والبعوض والخنافس والخنازير والعصافير...
ليست هذه نصرة النبي يا إخوتي نصرة النبي: "ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب".