من وصية أوس بن حارثة لإبنه مالك , وقد حضرته الوفاة
"يا مالك: المنية و الدنية , و العتاب قبل العقاب
و التجلد و لا التبلد , و أعلم أن القبر خير من الفقر
وذهاب البصر خير من كثير من النظر .
ومن كرم الكريم الدفاع عن الحريم
ومن قل ذل ومن أمر فل. و خير الرضى القناعة
و شر الفقر الضراعة ,و الدهر يومان فيوم لك ويوم عليك
فإذا كان لك فلا تبطر و إن كان عليك فإصبر فكلاهما سيحسر
و لو كان الموت يشترى لسلم منه أهل الدنيا
و لكن الناس فيه مستوون , وكيف بالسلامة لمن ليس له إقامة
وشر المصيبة سوء الخلف , وكل مجموع إلى تلف "
ومن وصايا الحرث بن كعب لأبناءه :
"يا بني احفضو وصيتي و إلهكم فاتقوا يكفكم ما أهملكم
ويصلح لكم حالكم وإياكم ومعصيته فيحل بكم الدمار
ويوحش منكم الديار كونو جميعا و لا تفرقوا ...
لاراحة لقاطع القرابة , و إذا إختلف القوم أمكنو عدوهم
و التفضل بالحسنة يقي السيئة , و المكافأة بالسيئة
دخول فيها , وعمل السوء يزيل النعماء
وقطيعة الرحم تورث الهم , وعقوق الوالدين يعقب النكد
ويخرب البلد و يمحق العدد و الإصراف في النصيحة هو الفضيحة
والحقد يمنع الرفد و الضغائن تدعو إلى التباين
ثم قال
أكلـــت شبابـــــــي فأفنيته*****وأبــــــــليت بعد دهور دهورا
ثلاثة أهلين صاحبتـــــــهم*****فبادوا و أصبحت شيخا كبيرا
قـــليل الطعام عسير القيام*****قد ترك الدهر خطوى قصيرا
أبيت أراعي نجوم السماء*****أقلــب أمري بطونا ظـــهورا