منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - مسابقة منتدى الاسرة: المشكلة الأولى تحتاج لحلولكم المبدعة: الاغتراب
عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-08-24, 12:41   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
حياة نور الدين
مشرفة منتدى الطبخ
 
الصورة الرمزية حياة نور الدين
 

 

 
الأوسمة
الوسام الذهبي  لقسم الأسرة و المجتمع 
إحصائية العضو










افتراضي

الاغتراب هنا يعني أن يشعر الإنسان بالغربة في علاقاته بالمؤسسات التي ينتمي إليها، قد يكون ذلك في العائلة، في المؤسسات الدينية، وقد يكون في السياسة، الدولة، الإحساس بالاغتراب عن الدولة وأيضاً مؤسسات العمل التي يعمل فيها الإنسان لزمن طويل، وقد لا يتمكن من تجاوز إحساسه ووعيه بالاغتراب من هذه المؤسسات. الاغتراب هو محاولة لوصف علاقة الفرد أو الجماعة بالمجتمع، بالعائلة، بالدولة، وبالدين وغيره من المؤسسات والعمل.
الاغتراب باختصار بأنه الشعور بالعجز في علاقة الفرد بالمؤسسة التي يعمل ضمنها، أو ينتمي إليها. يعني عندما نقول الاغتراب مع المجتمع يعني أنه لا يستطيع أن يقيم علاقة صحية مع المجتمع. المجتمع قد يكون مستبداً ويفرض معتقداته كما غيره من مؤسسات الدولة. الاغتراب السياسي منتشر بشكل واسع جداً في علاقة المواطن بالدولة، هيغل وماركس شددا على علاقات العجز، يعني الإنسان غير قادر أن يؤثر في النظام العام، فهو مهمّش أو مضطَهد أو لا يجد مجالاً للعمل والتأثير في النظام، وقد يكون ذلك كما قلت بالنسبة إلى العائلة خاصة المرأة، والفتاة. وفي المؤسسات الدينية التي تفرض على الإنسان معتقدات قد لا يستطيع أن يتقبلها، وأقول أيضاً كثيراً ما مررنا جميعاً في تجارب في الانتماء إلى الحزب بأن يكون هذا الإحساس وارداً بالنسبة إلى علاقة العضو بالحزب وبإدارة الحزب ورئاسته يعني أنه يشعر أنه عاجز ولا يستطيع أن يؤثر بذلك.

هناك معنى آخر كيف أن العامل في المجتمع هو عاجز تماماً عن الحصول على حقوقه والتصرف بإنتاجه، يعنى أحياناً الأشياء التي ينتجها الإنسان قد تتحول إلى قوة ضده، يعني أن العامل كلما أنتج استعمل هذا الإنتاج ليس لمصلحته بل لمصلحة الرأسمالي الذي يستفيد منه أكثر من العامل، وكلما ازدادت أهمية إنتاجه استعمل هذا الإنتاج للتقليل من دوره في المجتمع والحفاظ على مخلوقاته مخلوقات الإنسان التي يخلقها من المفترض أنها لا تستمد قوتها من الفرد تصبح قوة ضد الفرد. يمكن أن نفهم الدولة إنسان يفتخر أنه هو صنع الدولة ولكن الدولة تكتسب مع الوقت قوة وجبروتاً تتمكن من استعمالهما ضد المواطن، يفترض أنه هو خلقها وغيرها من المؤسسات. كذلك هناك نظرية أخرى يمكن أن تنطبق الكثير من مضامينها حول الاغتراب، وهي ما نسميه فقدان القيم والمعايير وأهميتها في التحكم بسلوك الإنسان، يعنى أن يصبح هناك نوع من الفوضى القيم غير الفاعلة تتغير، القيم التقليدية تتغير، وعندما لا تنشأ قيم جديدة حديثة مكان هذه القيم يكون هناك نوع من الفراغ وعدم وجود تفاهم أو قيم جديدة تضبط سلوك الإنسان في حياته اليومية. كثيراً ما أعتبر القيم القديمة غير فاعلة تقليدية ولا تحل محلها قيم جديدة تضبط نوع العلاقة القائمة بين المواطن والدولة. طبعاً هذا باختصار شديد معنى الاغتراب.. البعض في العربية يسمونه الاستيلاب ولكن أفضّل شخصياً الاغتراب يعني شعور الإنسان بالغربة في علاقته بالمؤسسة أي لا يشعر أنه ينتمي إليها ولا يستطيع وهو عاجز في علاقته بها فلذلك تفرض عليه هذه العلاقة.

كلما بقي في هذه المؤسسة شعر بعجزه بدل أن يشعر أنه يسهم في تغيير المؤسسة نفسها وفي المشاركة في صنع مستقبل جديد.

الحلول
انتقل الآن إلى أنه عندما يتشكل الوعي ويعي الإنسان اغترابه ماذا يمكنه أن يفعل؟

هناك ثلاثة احتمالات مبدئية... قد ينسحب الإنسان، يهرب من هذا الواقع، إن كنت تنتمي إلى حزب تترك الحزب، إن كنت تعمل في مؤسسة العمل تبحث عن مكان آخر للعمل، إن كنت طالباً في الجامعة والجامعة مستبدة أو غير مفيدة تحاول أن تذهب إلى جامعة أخرى، وعلى صعيد المجتمع نعرف في لبنان الهجرة، المواطن يهاجر إلى مجتمعات أخرى، ويحاول أن يقيم علاقات جديدة لحياته. إذاً الاحتمال الأول هو حالة من الانسحاب من هذا الواقع الذي يسبب اغترابه، والانسحاب قد يسميه البعض الهرب.

الحالة الثانية: قد يتوصل إلى نتيجة، أن يكبت كل تحفظاته على هذا الواقع الذي يعيشه ويقول أنا مضطر أن أتعامل مع هذه الأنظمة ومع هذه المؤسسات مهما كانت النتيجة، وفي هذه الحالة يعني أنه يقرر أن يحضّر للمجتمع وينسجم مع هذا الواقع بقدر الإمكان لأنه أحياناً حتى الهرب أو الانسحاب غير ممكن، فالحل الثاني الذي قد يلجأ إليه المغترب إذاً هو الخضوع نهائياً والتخلي عن قيمه وأهمية حقوقه في المجتمع وأن يكون مؤهلاً لأن يلعب دوراً في تغيير الواقع.

الحالة الثالثة: والتي طبعاً أعتبرها أكثر الحلول صحيةًٍ هي التمرد على المؤسسات، وعلى المجتمع، وعلى الدولة والعمل. التمرد قد يكون فردياً وأحياناً قد لا يؤدي إلى نتائج، وأفضل أنواع العمل لتغيير الواقع هو الانضمام إلى حركة اجتماعية أو سياسية، يعمل الفرد من ضمن هذه الحركة لتغيير هذا الواقع، وكي يصبح الإنسان قادراً أن يقيم علاقات صحية مع المجتمع والدولة.










آخر تعديل حياة نور الدين 2009-08-24 في 12:44.