توضيح بسيط ::
أي إنسان يستطيع الإنتقام ممن ظلمه بثلاث حالات:
1 ـ دعاء الله عليه فالدنيا ليهلكه أولينتقم له منه
2 ـ أو أنتقم لنفسه بيده فالدنيا إن كان قادرا عل ذلك
3 ـ أوفالآخره أخذ حقه منه بالكامل ولن ينقص منه شيئا
يعني كل إنسان سيأخذ حقه عاجلا كان أم اجلآ
والإنسان حينما يظفر بعدوه أو من ظلمه ثم يعفو ويتجاوز عنه ويصفي قلبه بأن لا يحمل عليه شيئا في قلبه لا كره ولا حسد ولا بغضاء ولاغير ذلك هذا إذا وفقه الله لذلك بسبب ظلمه له بقول أو فعل سواء كان ظاهرا أم باطنا . علم به كأن آذاه بشي أو أخطأ بحقه أو ظلمه ، أو لم يعلم به كأن تكلم عليه بالغيب فعفى عنه وحتى ولو لم يعلم به أنه تكلم عليه أو ماذا تكلم عليه
يعني عفو عام وتصفيه شاملة عن كل مطالباته لأخوانه المسلمين من حقوق عليهم وذلك لإبتغاء ما عندالله من الجزاء والثواب .. فإن هذا يعتبر أفضل طريق إلى الله عز وجل والدار الآخرة ..
ومن أمثله العفو عن الظالمين : لسيدنا يوسف عليه السلام
فبالرغم مما فعله به إخوته من إلقائه في البئر، والمخاطرة بحياته وتهجيره بعيدا عن أهله وموطنه مع ذلك كله عفا عنهم ولم يكرهم ولم يحقد عليهم ولم يدعو عليهم رغم قدرته على إنزال أشد العقوبات قساوة بهم، وقابل إساءتهم بالإحسان
( قَالَ لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ )[يوسف:92]
ومثال آخر على أشرف خلق الله الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم : لما ظفر بأهل مكة يوم الفتح:
كان يستطيع أن يقطع رءوس القوم الذين آذوه لمدة ثلاث عشرة سنة إضافة إلى ثماني سنوات وهو مطارد في المدينة، ثم لما دخل مكة فاتحاً قال عليه الصلاة والسلام في خطبته:
(أيهاالناس! ما تظنون أني فاعل بكم؟ فقالوا: أخ كريم وابن أخ كريم. قال: اذهبوا فأنتم الطلقاء)
ولذلك دخل الناس في دين الله أفواجاً بسبب العفو عند المقدرة،
أمثلة من القرآن الكريم على كظم الغيظ والعفو عن الناس :
يقول الله تعالى: وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِوَ الْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ و العافين عن الناس
[آل عمران:133-134]
قال تعالى: وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ [آل عمران:134]،
والعفو صفة من صفات المؤمنين لاسيما في ساعة القدرة،وضعف المعفو عنه، فإن العفو أمر مطلوب؛
ومن هنا تعالج مشاكل الناس بعضهم مع بعض، فالعفو عند المقدرة، والتجاوز والصفح عن الإساءة أكبر سبب وأكبر وسيلة يستطيع من خلالها المسلم أن يملك قلوب الناس، ولذلك حث الله تعالى على العفووالإحسان فقال: وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّحَمِيمٌ [فصلت:34].
ولكن العفو عند المقدرة لا يستطيعه إلا الصابرون،ولذلك قال الله تعالى: وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَايُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ [فصلت:35].
اللهم اجعلنا جميعا من الصابرين و الكاظمين الغيظ و العافين عن الناس