جري القلب نحو حتفه
هي فقط كانت تسير نحوي بسرعة..
لا.. ربّما ليس الأمر كذلك..
هي في الحقيقة كانت تسير على مهلها
كمن يحسب لخطواته قبل أن يصنعها في واقعه..
لذلك خيّل لي أنّها هي الّتي كانت تركض..
لأنّنا كنا نسير في خطّ واحد باتجاهين مختلفين..
ومعلوم أن الجسمين السّائرين نحو بعضهما
يخيّل لأحدهما أن الآخر قادم إليه بسرعة..
لأنّ سرعة التّلاقي هي مجموع السّرعتين..
ولكوني كنت أركض في حالة هستيريّة
فإنّي لم أتبيّن من يركض نحو الآخر حقيقة..
عندما أشرفت على الوصول إليها بخطوتين
وضعت نقطة فاصلة وربما نقطة توقف فجائية
مع علامتي تعجب واستفهام..
كل ذلك لأنظر خلفي وأسأل نفسي
لماذا كنت أركض بهذه السّرعة..؟!
قال نيوتن أن الأشياء تنجذب بطبعها إلى مركز الجاذبية..
في محيط العدم الذي كنت فارا منه وفيه
وجدتها نقطة الجذب الوحيدة..
لذلك كنت أتقدم نحوها بقوة..
لكن لماذا نقطة الجذب هذه متحركة..؟!
طبعا لأن كلّ شيء في هذا الكون في حركة
بعد نقطة التّوقف الاضطراري
الّتي أبعدتني الكلمات عنها للحظات..
إنّها الخيانة الّتي كانت كسهم ناري يطاردني للفتك بي..
لم أحسب لذلك سرعة اللّقاء..
لأنّها للمحبّ فوق سرعة الصّوت والضّوء والموت..
عندما يمنح قلبه بكل ما فيه لأناس
الخيانة الّتي استجمعت حقدها لتطاردني
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ