السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
و بعد
إن قلب ابن آدم مضغة تتحرّك و محركات جميع القلوب ثلاث افعال هي: الحب و الخوف و الرّجاء....و بما أنّ الموضوع عن الحبّ
و بما انّ صديقك قد أحب التي كان معها و حبه نما حتى صار عشقا و تتيما و العشق هو الحب المقرون بشهوة و التتيم هو الحب الملازم للقلب لذا كان لزاما على قلب صديقك أن (( يتعلّق)) بتلك البنت فيسعد لسعادتها و يفرح لفرحها و تتغير احواله بحسب نيل شهوته منها و المراد بالشهوة هنا كل ما يشتهيه منها إما من جسدها او كلامها أو أفعالها أو غير ذلك و لا تحصر الشهوة في شهوة الفرج.
و تعلّق الآدمي بالآدمي مرض من أمراض القلوب لأن القلب يجب أن يتعلٌّ بالله و بطاعته و كلما زاد حب العبد لربه و تعلقه به كلما ضعف تعلقه بالمخلوق و بقي يسبح في معنى الحب العام
فنصيحة لهذا الرجل ان يقوى في قلبه حبه لله و يدرس التوحيد و العقيدة و يصلح قلبه لأنه و ان كان كما قلت مصليا إلا أنه لم يكن له من تلك العبادات غلا الأفعال الظاهرة و اما باطنه أي قلبه فلم يهتم بإصلاحه القدر اللازم
نعم قد نصحه البعض بالزواج و لكن زواج مريض القلب مرض شهوة قد يهلكه اكثر مما يصلحه لذا فنصيحتي له ان يجلع قلبه معلقا بالله و يحب من يريد الزواج بها
و اما ان يحبها و يعلق قلبه بها و يضعف في قلبه حبه لله و تعلقه به فهذا مضر مهلك
و انصحه بقراءة فصولا من كتابي ابن القيم الداء و الدواء و اغاثة اللهفان ففيهما كلاما نفيسا تشد لمثله الرحال و ابن القيم الطبيب الماهر البارع في الكشف عن امراض القلوب و منها العشق و التييم و كيفة علاج ما طغى من تلك الأمراض
اصلح الله احوالنا جميعا