من منا لا يعرف ...
كلنا جميعنا نعرف ...
من خلال ملابسنا و ملابسهم ... نعرف ...
و من خلال مأكلنا و مشربنا و مسكننا و مأكلهم و مشربهم و فيلاتهم نعرف ...
من خلال خشونة جلد أطفالنا و كأنهم يعملون في مناجم الفحم و نعومة جلد أطفالهم كأنهم أطفال من الجنة ... نعرف ...
من خلال مصايفنا البسيطة و مصايفهم ... نحن نعرف ...
من ذا الذي يقول أننا لسنا أصحاب وعي سياسي ...
بلى نحن واعون جدا ..
كيف لا و نحن نسمع صرير أسنانهم و أنيابهم و هي تمشي مع أجسادنا تمضغنا ...
كيف لا نعرف أنهم خير منا و أننا أسوأ منهم ..
و نعرف أن المستقبل كله لهم و لأولادهم و أن مصيرنا صفوف الجيش أو الشرطة أو الأعمال الشاقة في العمارات الشاهقة حيث الغبار و الشمس و البرد و الإشفاق من السقوط الحر ...
نحن نعرف .. نعرف كل هذا ..
و نعرف عندما نسمعهم و نراهم في الحملات الانتخابية نعرف أنهم يضحكون علينا ...
و نعرف أنهم يأكلون ما لدينا ..
و لكن ما لا نعرفه ...
هو أننا ...
أموات نمشي على أرجل ...
ــــــــــــــ
سامحوني إخوتي لأنني تألمت بصوت مرتفع لأنني أسمع أمعاء جيراني تئن من الجوع و أنا أتألم و لا أستطيع أن أفعل شيئا .. و هم أيضا يعرفون ..

هل هناك من أحد يظن أن هذا الرجل النائم هو المتحدث و أن الطفل هو فلذة كبدي ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أنا لست خيرا منه على أية حال و أسأل الله تعالى أن يطعم كل جائع و يعزه و يحرره . آمين .