[الصديق عثمان]

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
مرحبا بك أختنا شيراز بعد طول الغياب وقد اشتقنا اليك كثيرا .... نسال الله ان يكون وراء الغياب خير
لو استطعت فهم الموضوع فإني اقسم نظرة الناس الى قسمين وهما الجهلة والمثقفون ، أما الجهلة فقد كانوا قبل الاسلام وكانوا ينظرون الى المرأة بأنها مصدر العار لذلك كانوا يقومون بوأدها ، والسبب في ذلك أنهم كانوا رغم جهلهم فيهم صفات الخوف من الفضيحة ، وكذلك افتقاد المجتمعات القديمة الى قوانين الانسان التي تعطي المرأة حقوقها فجاء الاسلام ليخرج الناس من الظلمات الى النور ويقر بأن المرأة نصف المجتمع وهي التي تصنع النصف الآخر فعظم دورها وكبر شأنها وقيمتها ، وبالموزاة مع قوانين الاسلام ظهرت القوانين الوضعية التي حاولت اخراج المرأة من الظغوطات التي تمليها العادات وقوانين الدين على حد زعمهم فوقعت المرأة بين قانون الدين وقوانين الانسان ، لكن قوانين الانسان كانت في ظاهرها الرحمة وفي جوهرها دعوة المرأة الى الفساد والخروج عن حدودها المرسومة فكانت في كثير من الأحيان سبب المشاكل الأخلاقية في المجتمعات ، لكن نظرة الناس للمرأة لم تقابل بالنكران ولو حتى من جهلة هذا العصر ولو أن الجزء الأكبر من النساء عدن الى الجاهلية الأولى فإن الناس لم تعد الى الجاهلية في نكرانهم للفضيحة والخوف من العار لأن الهم الأكبر اليوم هو المادة والناس تتباهى بما تكسب ولا مكان للشرف والعرض فتجد الرجل يفضل ابنته التي تأتيه بالمال على ابنه الذي لاوظيفة له وخاصة مع القوانين الحالية التي تعطي امتيازات للمرأة في ميدان العمل ... وبين هذا وذاك تبقى مقولة هند بنت عتبة : أوتزني الحرة يا رسول الله ، دلالة على أن المرأة ذات المعدن النقي لا تنجر وراء الفساد بل هي منطلق الاصلاح .