منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - حكم لعبة كرة القدم ؟؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 2007-05-16, 00:21   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
علي الجزائري
عضو محترف
 
الصورة الرمزية علي الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز لسنة 2013 وسام التميز 
إحصائية العضو










New1

السلام عليكم إليك هذا البحث لعله يشفي عليلك
و يروي غليلك نسأل الله التوفيق ..
و فهرس البحث كالتالي :

مقدمــــــــــــــة
لمحة عن ماهية كرة القـــــدم وأَنواعها
أَلعاب كرة القــــــــدم المختلفة
لمحة عن تاريخ كرة القــــــدم
مشروعية ممارسة كرة القـــــدم وفوائدها
رســــــالة إِلى المتعصبين والمهووســـين
أَضــــرار كرة القـــــدم
بـذل العوض في مســـابقات كرة القـــدم
الخاتمــــة

و إليكم نصها ... و أعتذر لطولها لكنها نافعة بإذن الله تعالى

كرة القدم بين المصالح و المفاسد



بقلم فضيلة الشيخ
مشهور بن حسن آل سلمان




مقدمة
إن الحمدَ للهِ، نحمدُه، ونستعينُه، ونستغفرُه، ونعوذُ باللهِ من شرورِ أنفسِنا، ومن سيّئاتِ أَعمالِنا،
من يهده اللهُ فهو المهتدي، ومن يضلل فلا هاديَ له.وأَشهدُ أن لا إِله إِلّا الله، وأَشهدُ أنَّ محمداً عبده
ورسولُه، أَمّا بعد:
فإنَّ لعبةَ ( كرة القدم ) تعتبرُ أوسعَ وأَفضلَ رياضةٍ شعبيّةٍ في العالم، وقد بدأَ انتشارُها بعد الحربِ
العالميّة الثانية، ومنذُ ذلك الوقت أَصبحت هذه اللعبةُ ظاهرةً اجتماعيّةً، كما أَصبحَ أَبطالُها
من أ َلمعِ (نجومِ ) !! المجتمع ، وأَكثرِهم شهرةً ودخلاً .
وتحظى لعبةُ (كرة القدم) في جميع البلاد العربيّة عند النَّاس ـ هذه الأَيام ـ بمزيدٍ من العناية
الاهتمام بحيث لا تزاحمها القضايا المصيريّة !!
وأَصبحت هذه اللعبةُ ـ مع ما في الساحةِ العالميّة من أَحداث جسام ـ قصةَ خداعِ الجماهير
خداعًا كاملاً على جميعِ المستويات، فنرى تفاعلَهم مع المبارياتِ على وجهٍ أَشدَّ وأَكثر
من تفاعِلهم مع مصير بعضِ الشعوبِ الإسلاميّةِ في سائرِ القارات، ويزيدُ هذا التفاعلَ
عنايةُ الجرائدِ والمجلّات، وبثُّ المباريات على ( الشاشات )، ونشرُ ما يخصُّ (الأَندية)
و (الأَبطال ) !! من أَخبار وحكايات ! وكانَ ذلك كلُّه سببًا في جذبِ النَّاسِ
إِلى ( الرياضة ) و (الرياضيين).
وساعدَ على ذلك ( فراغُهم ) و (سذاجتُهم ) و (نسيانُهم ) الغايةَ التي خُلقوا من أَجلِها،
والهدفَ الّذي ينبغي أَن يعملوا لتحقيقه.
وليس همّي من هذه الرسالةِ هدمَ ( الرياضة ) ، وذمَّ ( الرياضيين ) ، وإنّما مرادي تنبيهُ
إِخواني المُسلمينَ إِلى الأَضرارِ الّتي اعترت هذه اللعبةَ ، وارتبطت بها على وجهٍ
يكادُ يبين .وأَصبحت هذه اللعبةُ لا تمارس ـ فعليٌّا ـ إِلّا عندَ القليلين، ولكن الكثيرين
يتابعونها على وجهٍ مشين، نفصحُ عنه في رسالتِنا هذه إَن شاءَ اللهُ ربُّ العالمين ،
وصلّى اللهُ وسلّم على نبيّنا محمدٍ وعلى آلِه وصحبِه أَجمعين ، وآخرُ دعوانا
أَنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين.

و كتب
مشهور بن حسن آل سلمان


لمحة عن ماهية كرة القدم وأنواعها

كرةُ القدمِ هي :لعبةٌ تتمُّ بين فريقين ، يتألفُ كلٌّ منهما من أَحدَ عشرَ لاعبًا ،
يستعملونَ كرةً منفوخةً فوق أرضِ ملعبِ مستطيلة ، في نهايةِ كلِّ طرف
من طرفيها مرمى هدف ، يحاولُ كلُّ فريقٍ إدخالَ الكرةِ فيه عبرَ حارس
للمرمى للحصولِ على نقطةٍ ( هدف ) ، وللتفوقِ على منافسِه في إِجرازِ النقاط .
ويتمُّ تحريكُ الكرةِ بالأَقدامِ، وخلال اللعبِ لا يسمحُ إِلّا لحارسِ المرمى
بإمساكِ الكرة بيديه داخل منطقة الجزاء.
أَمّا اللاعبونَ فلا يسمحُ لهم بذلك، ولا بإمساكِ أَو محاولةِ عرقلةِ أَي لاعبٍ
منافسٍ عن طريقِ جعلِه يتعثر برجليه ، ولكن يمكن لكلِّ لاعبٍ أَن يدفعَ
خصمَه بكتفه ، وباعتراضِ التمريراتِ وبمحاولةِ قذفِ الكرةِ بعيداً عن منافسِه .
أمّا فيما يتعلقُ بخرقِ القوانين الموضوعة للعبة، كإمساكِ الكرةِ باليدِ مثلاً، أَو عند
محاولةِ تعثرِ أَو ركلِ المنافسِ؛ فإنَّ الفريقَ المخالفَ ترسمُ عليه ضربة حرّة أَو ضربة
خلفيّة من كرةٍ تثبت عند نقطِة حدوثِ المخالفةِ.
أَمّا بالنسبِةِ للأَخطاءِ الّتي تتمُّ ضمنَ منطقِة الجزاءِ من قبلِ الفريقِ المدافعِ،
فإَنَّ للفريق الآخرِ أَن يقومَ بضربة حرّة مباشرة نحو الهدف.
وتبدأُ اللعبةُ بقذفِ الكرةِ من منتصفِ الملعبِ، ولا يَقفُ اللعبُ إلاّ عند حيازةِ هدف،
أَو خروج الكرة إِلى ما وراء خطِّ التماسِ أوخطّ المرمى، أَو عندما يوقفُ الحكمُ
المباراةَ لخرقٍ حَدَثَ لإصابةِ لاعبٍ ، أمّا الكرةُ التي تمرُّ فوق خط المرمى ولا تدخل
ضمن المرمى بواسطةِ الفريق المهاجم فتعاد إِلى الملعبِ بضربٍة من قبل حارس المرمى .
أَ ما إِذا خرجت الكرةُ إِلى خارجِ خط المرمى من قبلِ أحدِ أَعضاءِ الفريق المدافعِ من جهةِ
مرماه، فتعادُ إِلى الملعبِ بضربةٍ ركنيّةٍ يجريها الفريقُ الآخر.
توقيتُ المباريات عادة ( 90 ) دقيقة موزَّعة على شوطين بالتساوي،
في حين تتمُّ اللعبةُ في المدارسِ والمعاهدِ بأَقلَّ من هذا الوقت


ألعاب كرة القدم المختلفة

بالإضافةِ إلى لعبةِ كرةِ القدمِ المعروفة،والتي نحن بصددِ بيانِ أَضرارِها،
هناك أَلعابٌ إقليميّه تستعملُ فيها الكرةُ المنفوخةُ،وتحملُ اسمَ ((كرة القدمِ ))،
وتمارسُ في الولاياتِ المتحدة الأَمريكيّة،وكندا ،واستراليا ،وإِيرلندا ،وهي:

1ـ كرة القدم الأَمير كيّة
:
لعبةٌ عنيفةٌ جدًّا ،ظهرت في هافارد سنه 1872،وهي مشتقة من لعبة الركبي
التقليديّة ،وتُسمى (فوتبول )،بينما تسمى كرة القدم المعروفة بـ (سوكر).
يتألفُ الفريقُ من أَحدَ عشرَ لاعباً يضعونَ الخوذَ الواقيةَ على رؤوسِهم
ويرتدون ملابسَ خاصةً.

2ـكرةُ القدم الأُستراليّة
:
اعتبرت هذه اللعبةُ قانونيه سنه1868م، الملعبُ بيضويّ الشكل ،الكرةُ شبيهة
بكرةِ الركبي،يتألفُ الفريقُ من 18 لاعباً واحتياطيين ، يحتلُّ 15 لاعباً
في الملعبِ أَماكنَ محددة ؛ كلُّ واحدٍ قبالةَ خصمٍ له، أمّا الثلاثةُ الآخرونَ
فيمثلون العناصرَ المتحركة،وعندما تدخلُ الكرةُ مركزَ الهدفِ ،تسجلُ نقطة ،
وإذا تمكنَ الفريقُ المهاجمُ من إدخالِ الكرةِ بين العارضتين العموديتين بدون
عارضةٍ مستقيمةٍ يسجلُ هدف (6 نقاط ).

3ـ كرة القدم الكندية
:
تشبهُ بشكلٍ عام كرة القدم الأميركية، ولها الاصطلاحاتُ نفسها ،
مع وجود اختلاف بسيط في بعض قواعدها ، ويلعبُ في كلِّ
فريقٍ 12 لاعباً عوضاً عن 11 لاعباً (1) .



لمحة عن تاريخ كرة القدم


يقالُ إنَّ منشأَ هذه اللعبِةِ هو بلادُ الصين ، إِذ أنَّ ثمة رياضةً
تشبهُ كرةَ القدمِ تحملُ اسمَ : ( تسو ـ تشو ) في القرنين الرا بعِ
والثالثِ قبل الميلاد ، وفي إِيطاليا كانوا يلعبونَ كرةَ القدمِ
تحت اسمِ ( كالسيو ) سنة 1410م ، وكانت أُولى الإشارات
الواضحة لممارسةِ هذه اللعبةِ في إِنكلترا على إِثرِ موتِ حارسِ
مرمًى مفاجئ بتاريخ 23 شباط 1585م .

وفي عام 1863م تأسست في بريطانيا (( جمعيّة كرة القدم
البريطا نيّة )) وقد طوّرَ الإنكليزُ هذه اللعبةَ ، وانتقلت خلالَ قرنٍ
من قارةٍ إلى قارّة أَُخرى ، ومع ذلك فقد ظلَّ الإنكليزُ زهاءَ 70 عامًا
حتّى سنة 1930م سادةَ هذه اللعبةِ ، يتغلبونَ على الفرقِ الأَقلّ خبرةً
منهم ، وبعد ذلك بدأت فرقُ أَميركا اللاتينيّة تظهرُ تفوقَها على الفرق
البريطا نيّة وغيرها .

واليوم هناكَ أكثرُ من 130 دولة أَعضاء في الاتحادِ العالمي لفرق
كرةِ القدم ، وتجري في معظمِ المدنِ الأُوروبيّة مراهناتٌ أُسبوعيّة
لنتائجِ مبارياتِ فرقِ كرةِ القدمِ باسم (تو تو ) ، تذهبُ إِيراداتها
الضخمةُ لصالحِ المتراهنين الفائزين والمؤسساتِ الرياضيّة ( 2) .

وتأسسَ الاتحادُ العالمي لكرةِ القدمِ في باريس 21 أَيَّار 1904م ،
وبرعايته وإِشرافِه أُنشئت في 13تمّوز 1930م مبارياتُ كأسِ
العالمِ لكرةِ القدمِ ، وذلك في ( مونتفيديو ) بالأورغواي ، وهنالك
بطولاتٌ أُخرى تقامُ مثل بطولةِ ( الكأس الأوروبيّة ) الّتي تضاهي
بطولةَ (كأس العالمِ ) ، وأُنشئت هذه البطولةُ سنة 1958م ،
وتجري هاتان البطولتان كل أَربعِ سنواتٍ مرّةً .



مشروعيّة ممارسة ( كرة القدم ) وفوائدها

ممارسةٌ ( كرةِ القدم ) من الأُمورِ المشروعةِ ، إِذ لا نعرفُ دليلاً
يحرِّمها، والأَصلُ في الأشياء الإباحة ُ، بل لا يبعدُ أن تكونَ من المستحبّاتِ ،
إذا مارسها المسلمُ ليتقوَّى بدنُه ، ويتخذَها وسيلةً لتكسبَه قوةً ونشاطًا وحيويةً ،

وقد رغّبَ الشرعُ في تعاطيِ الأَسباب المقوّيِة للبدنِ ، لأَجلِ الجهادِ ،
وقد ثبتَ عن رسولِ  قولُه :(( المؤمنُ القويُّ خيرٌ وأَحبُّ إِلى اللهِ
من المؤمنِ الضعيفِ ، وفي كلِّ خيرٌ )) ( 3 ) .
قال شيخُ الإِسلام ابن تيميّة رحمه الله تعالى : (( ... ولعبُ الكرةِ إِذا كانَ
قصدُ صاحبِة المنفعةَ للخيلِ والرجالِ ؛ بحيثُ يستعانُ بها على الكرِّ والفرِّ ،
والدخولِ والخروجِ ونحوهِ في الجهادِ ، وغرضُه الاستعانةُ على الجهادِ الّذي
أَمر الله به ورسولُه  ـ فهو حسن ، وإنْْْْْْْْ كانَ في ذلك مضرةٌ بالخيلِ و الرّجالِ ،
فإنّه ينهى عنه )) ( 4 ) .

قلت : ولم تحصر الوسائلُ في الشّرع الّتي تعينُ على تقويِة البدنِ ، لكن هذا الحل
مشروطٌ بعدمِ التّعدي على الأَحكامِ الشرعيّة ، وكذا بعدمِ الوقوعِ في المضارِّ الّتي
سيأتي ذكرُها ، فإن اقترنت معها المحذوراتُ والمفاسدُ والأَضرارُ فيكونُ حكمُها
حكمَ هذه القرائنِ ، فقد يصلُ حكمُها إِلى درجةِ التحريمِ في حقِّ بعضِ ( المهووسين )
و ( المتعصبين ) .

ونوجّهُ إِلى هؤلاءِ ( المتعصبين ) و ( المهووسين ) الرِّسالة التالية :
كرةُ القدمِ عند بعضِ الناسِ، وما أَدراك ما كرةُ القدم ؟ إِنّها الهوسُ
المتسلّطُ على عقولِ الأَجيالِ في العصرِ الحديثِ.

من أَجلها تقامُ المعاركُ، وتنشبُ الحروبُ، وتموتُ الضحايا،
ولجلالِها تُطَلَّقُ الزوجاتُ، وتُقَطَّعُ أَواصرُ القُرباتِ، ويطعنُ الأَخُ
بالسكينِ أَخاه .. ولا حولَ ولا قوّةَ إِلاّ باللهِ.. !!
ويومَ أَنْ تقامَ مباراةٌ بين فريقين لامعين، فكأنَّ الحربَ الضروسَ
قد أُعلنت، ورفعت لها الراياتُ، وانبرت لها الإذاعاتُ، وهُيّئت
لها الشاشاتُ،وأَعدَّ المشجعونَ لها الأحجارَ، والسكاكين،
والطبولَ، والمزاميرَ، والأَناشيدَ الجماعيّةَّ،والهتافاتِ القويّة !

وما أَن تنجليَ المعركةُ الحاميةُ عن هزيمةِ أَحدِ الفريقين،
حتّى ينتقلَ ميدانُ المعركةِ من ساحةِ الملعبِ، ليكونَ ميدانُها
في البيوتِ، والمدارسِ، والدواوين، ومكاتبِ الموظفين، والمقاهي،
وفي المجتمعِ الصغير، والمجتمعِ الكبير، وتسفرُ المعركةُ أخيرًا عن سقوطِ
ضحايا من الجانبين.وما أَن تهدأَ حدتُها، وتنجلي غمرتها، حتّى تبدأ
َمعركةٌ أُخرى بمباراةٍ ثانية..وهلمّ جرّا.

وإِذا رفعت صوت المنطق لتناقشَ أَحدَ هؤلاءِ المصابين بالهوسِ
الكروي، قال لك بملءِ شدقيه: (( إِنّني رياضي )) !!
هذه قصتُنا مع كرةِ القدمِ ــ اللعبة المفترى عليها ــ وهذا وجهُ اللعبةِ
المزيفُ كما يراهُ شبابُنا. وأَمّا الوجهُ الحقيقي لهذه اللعبةِ، فإِنّنا ـ
ـ إذا فهمنا مقاصدَ الإِسلامِ ومنهجَه في بناءِ المجتمعاتِ ــ
نجدُ كرةَ القدمِ من الأَلعابِ الّتي يزكيها الإِسلامُ وتزكيها تعاليمُه؛
فهي مدرسة تعلّمُ دروسًا في التجميعِ لا في التشتيتِ، وفي الوحدةِ
لا في التفرّقِ، وفي الودِّ لا في التباغضِ والعداوةِ.

اللعبةُ الّتي تؤكدُ أَنَّ الأَهدافَ لايمكنُ أَن تحققَ إِلاّ بالروحِ الجماعيّةِ،
وأنَّ الفردَ بنفسِه كثيرٌ بإِخوانِه.
وإِنّي أَسألُ هذا الذي يرفعُ رايةَ التعصبِ الأَعمى، ولا يفهمُ من الرياضةِ
إِلاّ اسمها، أّسألُه هذا السؤالَ: هل يستطيعُ اللاعبُ الأَنانيّ أَن يحققَ هدفاً
وحده مهما كانت كفاءته ؟ كلاّ؛ لأَنَّ الكرةَ ستتعثرُ على قدمِه، وسيستولي
عليها الفريقُ الآخرُ. والفريقُ الّذي يحققُ الأَهدافَ النظيفةَ هو الفريقُ
الّذي يلتزمُ بروحِ الجماعة. هل وعينا الدرسَ من مدرسةِ الكرةِ الّتي
نتعصبُ لها ؟ هل يعلمُ الحكّامُ والمشجِّعون المسلمونُ أنَّ روحَ التفرقةِ،
والأَثَرةِ، والاستبدادِ بالرأي، تقودُ في النهايةِ إِلى الهزيمةِ المنكرةِ
على مسرحِ البطولةِ في كلِّ الميادين ؟

للأَسفِ، نحنُ لم نعِ الدرسَ، قلبنا الغايةَ إِلى وسيلةٍ، والوسيلةَ إِلى غايةٍ،
وآمنّا بالشكلِ وكفرنا بالمضمونِ، واعتنينا بالمظهرِ وأَلقينا الجوهرَ
وراءَ ظهورِنا.

ما معنى أَن أَعبدَ نادياً وأَتعصبَ له ؟

معنى ذلك أنّني ضحلُ التفكير، ضيقُ الأُفقِ، أَنانيّ الطبعِ،
مستبدٌّ برأيي، لا أَفهمُ شيئاً عن الروحِ الرياضيّةِ، ولا أَجدُ
من أَنواعِ الرياضةِ إِلاّ التصفيقَ الأَرعنَ، والهتافَ المحمومَ.

إِنّنا لا نحجرُ عليكَ في أن تنتميَ إِلى نادٍ وتشجعه.
نحن معك ولكن هنالك فرقٌ كبيرٌ بين التشجيعِ والتعصبِ،
ولغةِ الحجارةِ والطوبِ، ولغة الروحِ الرياضيّة الّتي تعلمُنا
أنَّ نبتسمَ عند الهزيمة ونتواضعَ عند النصر ،
وتعلمُنا أنَّ الأَيامَ دولٌ .
فيومٌ علينا ويومٌ لنا ..... ويومٌ نساءُ ويومٌ نسرُّ
إنَّ رسولِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِ َِِِِ الله  يضعُ لنا المثلَ الأََعلى في الروحِ
الرياضية، فليتنا نعي الدروسَ والعبر !!
عن أَنسِ بن مالكِ ـ  ـ قالَ: كانت العَضباءُ ( ناقةُ النبيّ  )
لا تُسْبَقُ، فجاء أَعرابيٌّ على قَعودِ لَهُ فَسَابَقَها فَسَبَقها،
وكأنَّ ذلكَ شقَّ على أَصحابِ النبيّ.

ولكنَّ المربّي العظيم رسول الله  ينتهزُ الفرصةَ،
ليعلمَهم الروحَ الرياضيةَ، ويعطيَهم درسًا في أنَّ الجلوسَ
على القمةِ في الدنيا لا يدومُ لأَحدِ، فقالَ عليه الصلاةُ
والسلامُ:((إِنَّ حقَّا على اللهِ ـ عزَّ وجلَّ ـ أَلاّ يرفعَ شيئاً من الدُنْيا
إلاّ وَضَعَهُ)).

هل عقلتم يا رياضيون ؟

أَسألُ الله لي وللمتعصبين العفوَ والعافيةَ، والشفاءَ من كلِّ داء ( 6 ) .


..
..
..










آخر تعديل أختكم 2007-05-16 في 10:32.