منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - رسالة الحب الخالد -إلى أميرة-
عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-08-08, 12:50   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
sam2009777
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية sam2009777
 

 

 
الأوسمة
وسام افضل موضوع 
إحصائية العضو










Flower2 الجزء الثاني من الرسالة

أميرة
لم يبق لي من نعيم دنياي بعدك ، إلا الذكريات التي تشدني نحوك و البقايا التي تنتمي إليك.
الناس يفرون من ذكريات مصائبهم و أحزانهم إلى أسباب المرح و النسيان ، أما أنا ، فلا يطيب لي إلا أن أفر من أسباب المرح و النسيان إلى ذكريات مصائبي و أحزاني.
لا يؤنسني إلا الحديث عنك ، و لا يطربني إلا استرجاع أيامي الخوالي معك.
و ماذا يصنع من افتقد أنيس حياته سوى أن يستأنس من بعده بالآثار و يترامى بين الأطلال؟؟
ماذا يفعل من افتقد ريحانة قلبه سوى أن يشم من بعدها عبير التربة التي نبتت فيها ، و يستنشق الهواء الذي كان يطوف من حولها؟؟
و لكني افتقدت من بعدك يا أميرة حتى بقاياك التي رجوت أن أركن إليها و أستأنس بها!..
فساتينك التي تحكي قدك الرائع ، لم أعد أعلم عنها شيئاً ، و لم يعد يعنيني من سبيل للاكتحال بها ، و لا لرئتي الظمآنتين من حيلة لاستنشاق عطرها و الاستغراق في أريجها.
شجرة الرمان التي طالما أظللتنا أغصانها ، في أيامنا الأولى ، و شجرة الياسمين التي طالما شربنا النشوة تحت ظلالها ، و الورود الباسقة الحمراء التي كانت تقرأ تحيات الطبيعة إلينا ، و تترجم عن فرحة الدهر لنا ، لم أعد أعلم ـ واحر قلباه ـ عنها شيئاً.
و باب داركم الذي كان ينفتح أمامي كلما أقبلت زائراً ، عن وجهك المشرق البسام ، لم تبق لي من وقفة عنده اليوم..
و هكذا انقلبت جنتي التي عرفتها بك إلى دار غربة لا تتعرف علي ، و استحالت الدنيا التي عرفتها ينبوع أمل و كنز سعادة ، إلى قفل كبير ، و سجن قاتم ، يصنع المزيد من آلامي ، و يزجني في مزيد من الغربة عن أيامي !..
و عادت دنيا الوفاء مهجورة كعادتها ، إلا من بقايا...و صور...و أطلال..
غير أنني سأتخذ من هذا العالم المهجور مهجعي و قراري ، سأجعل منه ساحة العهد التي لا أفارقها إلى يوم اللقاء . لن أخيس بصداقة من صادقتهم في سبيلك ، أهلاً كانوا أو رحماً أو جيراناً.
سأطوف حول داركم و إن لم أدخل إليها ، و سأستنشق هواءها غادياً و رائحاً ، مشرقاً و مغرباً..
سألتقط الجميل ، لا أذكر غيره ، و سأتوج حب قلبي بنار من الصبر.
إن بكيت ، فسقيا لأطلال تلوح في دنيا الوفاء.
أو تألمت ، فجزعاً من أن ينسى الجميل الباقي بعرض دنيا فانية.
أجل.. لقد نفضت يدي ـ يا حبيبة دنياي و آخرتي ـ من بقاياك . و لكن بقية غالية لا أزال أملكها ، إذ لم يضن علي أهلوك بها..
إنها أغلى ما يذكرني بريحانة روحك ، و يمزجني بدافئ حبك و تحنانك.
إنها رسائلك .. أوراقك..تلك القصاصات ، التي كنت تستودعينها صادق حبك لي ، مناسبات لم تدعي واحد منها تمر حتى تجسدي منها صفحة ناصعة تثبتين عليها بأرق العبارات أرق العواطف الجياشة ، و أعذب كلمات الحب و الهيام.
هذه الأوراق ، هي كنزي الثمين من بعدك ، إنني أحتفظ بها في صندوق صغير مضمخ بالعطر..
إنني أرتل نجواك و أردد كلماتك الباقية لي من بعدك ، في محراب خلواتي ، في دموع قدسية لذيذة ، يكرمني الله بها ، و يرحم بها وجيب قلبي الخفاق.
إنني أقرأ سطورك بعيون مشاعري و إحساسي ، فأبصر فيما بينها روحك الوادعة الرقيقة ، تحنو علي حنو الأم على وحيدها ، و تجذبني عن نار آلامي لتضمني إلى جنة فؤادك الخفاق.

يا حبيبتي الخالدة:
هل كنت ، و أنت تخطين لي بأناملك الرقيقة أروع آيات البيان عن مشاعر قلبك المحب ، تمنحينني زاداً من عصارة حبك الوردي ، أتبلغ به في دروب وحشتي من بعدك؟..
هل همست الأقدار في إحساسك ـ يا مليكة أرهف إحساس رأيت ـ أنك ستضعين لي من حبك أحر نار تكويني من بعدك ، و أنك لن تعيشي لي عمر حبك الطويل ، فأودعت في مهاد هذا الحب ترجمانك الخالد ، و طرزته بكلماتك الحلوة ، و توجته ببيانك الرائع الرقيق؟..
يا له من مهد عذب أليم!...
يا للضلوع المستعرة على جنباته!...
يا لفؤادي الهيمان وسط جنة ناره!...


يتبع.........
.








الصور المرفقة
نوع الملف: jpg نسخ (3) من 5.jpg‏ (11.3 كيلوبايت, المشاهدات 156)

رد مع اقتباس