منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - اقلامكم وابدعاتكم توضع هنا
عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-08-03, 13:34   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
نزار علي
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية نزار علي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الحمد لله، ما من خاطرة خطرت لي إلا بإذنه، وما من واردة زارتني سوى بأمره، وما من عبارة صادقتني إلا بعلمه. والصلاة على النبي والسلام عليه وآله، وبعد :


منذ أدرجت أختنا " العمر سراب " موضوع المسابقة في قسم الخواطر وأنا أحاول لملمة أفكاري للمشاركة ، لكن التعابير استعصت علي ، والألفاظ هربت مني . وجاء اليوم - كما في كل مرة- من يعيدها، فاخترته موضوعا لخاطرتي للمشاركة في المسابقة .واخترت عنوانا لها : " عناق القلم و طلاق الألم "




عناق القلم و طلاق الألم



أرفع قلمي كعادتي كل ليلة ...
أسود وجه الورقة بآلامي .. وربما بآثامي.
أحكي لها عن الألم والأمل...
أغازلها بقصص اليوم ، بدروس الأمس وربما تصورات المستقبل
أرفع قلمي كعادتي كل ليلة ...
تتناثر الحروف بين يدي ...
تتشكل الكلمات .. أنتقي منها أو أسحب عشوائيا .
كلماتي تتلاصق ، تشكل جملا أفهمها وتفهمني ...
قد يعجب بها الغير ، وقد ينفر منها ...
لكنها جمل تريحني .
أرفع قلمي كل يوم .. أعانق الورق وأضاجع الكتابة ...
في مقابل هذا أحكي عن الألم و أطلق الكآبة ..
كل ليلة تتجدد كتاباتي ، كما تجددت قبلها ألامي .
ومعهما قصة لا تزال حلقاتها متواصلة .
كل ليلة حين تداهمني ألامي ...
أقوم باقتلاعها من الجذور .. أحرقها ..أصنع من الرماد حبرا ...
وبها أحكي عنها كي أستريح ...
لكن شيئا ما يأبى ذلك ... كيف ؟
كل يوم أنسى جذرا ينمو في الغد ..أو تسقط بذرة تصحو في الغد .
إنها الآلام تأبى مغادرتي وتركي وحيدا .. بعد أن تركني كل شيء .
في الغد كما في اليوم والأمس ...
أجتث ألامي ..أحرقها .. أصنع من رمادها حبرا .
وككل مرة ، أنسى الجذر أو تنفلت مني البذرة ...
وتتكرر القصة .
كل ليلة تقريبا ...أحكي
تصوروا كم ورقة كتبت ... عشرات ، مئات ربما أكثر .
كتاباتي لا تمحى ، فكما أودعت قلبي ألامي ولم أبح بها سوى للورق ،
أودع أوراقي بطن صندوق ، ربما لأبوح بها ذات يوم
كما بحت لها عن ألامي .
وربما موتي هو يميط عنها الثام ،
هذا شيء رائع لأن ذكري سيحيا بعد موتي .
كل ليلة تتحالف الآلام مع القلم والورقة ...
حلفها هذا يكون فيه رحيلها ..
لكنها تعلم أن ابنها سيعيش ...
وسيلد إبنا آخر، مصيرهما واحد
لكن دوما الابن يبقى .
...تصوروا حتى اليوم ساعدني الألم في الكتابة ...
لقد عشش في فمي ... وأصدع رأسي
بعد أن اتخذ أحد الأضراس مأواه .
ولولا هذا الألم لما استطعت إكمال خاطرتي ...
فأكملتها - لا طمعا في الفوز أمام كم المبدعين- ...
لكن كي أنسى ألم ضرسي وحقا لقد نسيته .
وربما أفوز - بلا غرور - ولما لا .





نزار علي : السبت 10 شعبان 1430 ه الموافق لـ:1 أوت 2009 م بقسنطينة