قد كانت الصبابة في قلبي لبعضهم ثم منهم من نمت تلك الصبابة فكانت العلاقة ثم منهم من نمت و ربت و زكت العلاقة فكانت المحبة ثم منهم من زاد نماؤها و لو اجتمعنا لكانت الخلّة و هم قلة على قلّة حروف الخلّة و سمو معناها.
و أمّا عموم الحب فهو ثابت لكل من أظهر الدين و الدفاع عنه و حب رسول الله و حب صحابة رسول الله و الذب عن سنة رسول الله و قد جمع كل هذا و أبلغ من أوتي جوامع الكلم و خواتمه فقد قال: ((أوثق عرى الإيمان الحب في الله))
و الحب و البغض و الكره من أعمال القلوب و هي من الصفات الانفعالية و تلك الصفات لفظها أدل على معناها من غيرها و لا يمكن أن تحد بحد جامع مانع مطرد منعكس. فيتعذّر بل يستحيل أن يحدّ الحب أو يعرّف بتعريف أبلغ من لفظة ((الحب)) بل كل تعريف فهو شرح بالأثر أو اللازم أو ما وجد في القلب من معنى و أضف إلى ذلك أن تلك الحدود لا تطرد و لا تنعكس لأنّ كل من عرفها فإنه يستند إلى ما وجده في قلبه فهي صفات قلبية محضة و القلوب تختلف و عن كانت تشترك في المعنى العام لهذا فالحب هو الحب و لفظة الحب أبلغ في الدلالة من غيرها و قس على هذا جميع الصفات التي يسمونها الصفات الانفعالية و منها الصفات الفعلية للقلوب.
و ما عن أسماء من أحب فهم يعرفون أنفسهم و قد صرت لهم بذلك في غير موطن بل منهم من وضعت المواضيع من أجلهم و من السنة أن تقول لمن تحبّه في الله أنك تحبه كما في الحديث الصحيح
ثم منهم من أحبه من جهة و أبغضه من جهة و هذا صل اصيل عندنا ((أن الرجل يجتمع فيه حب و بغض فيحب بقدر ما يوجب حبه و يبغض على قدر ما يوجب بغضه))
قد ذكرت ما ذكرت و تعمدت السير على الطريق السيار السريع دون المرور على المنعطفات ...................