منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - مشروع رمضان بين يديك
عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-07-31, 19:47   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
ايفانوف
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية ايفانوف
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


الرسالة السادسة عشر : حــــبنا يـــــــا رب


بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .

أحبتي في الله ..

أسأل الله تعالى أن يرزقنا وإياكم الثبات في الأمر ، والعزيمة على الرشد ، وأسأله موجبات رحمته ، وعزائم مغفرته ، وأسأله شكر نعمته ، وحسن عبادته ، وأسأله قلبًا سليما ، ولسانا صادقا ، وأسأله لذة النظر إلى وجهه الكريم .

اللهم ارزقنا حبك وحب من يحبك ، وعملاً صالحًا يبلغنا حبك .

نريده أسبوعًا في ( حب الله تعالى ) ، نريد أن يكون الباعث لنا على العمل أننا بحقٍ نحبه ، وحبه يغنينا عن التعلق بسواه سبحانه .



فيا أيها المحبون لله ... هلموا إلى ربكم ، اخطوا معنا خطوات القرب ، وباعثها الود .

يا من تتنزل دموعكم شوقًا إلى الله ، هذا أوان التدليل على صدق المحبة بخير العمل .

يا من تشتاقون لنظرة واحدة لوجه ربكم الكريم ، هذا وقت البرهان ، فأين الدليل على هذا الشوق ؟؟؟

قال علي بن سهل بن الأزهر : " الغافلون يعيشون في حلم الله ، والذاكرون يعيشون في رحمة الله ، والعارفون يعيشون في لطف الله ، والصادقون يعيشون في قرب الله ، والمحبون يعيشون في الأنس بالله و بالشوق إليه " . [ شعب الإيمان ]




شعارنا اليوم : حتى أحبه .

أي سنصنع كل ما يمكننا صنيعه ، وليس لنا أمل سوى أن تغرس محبته في قلوبنا، وهو يحب قبل أن نحب ، قال تعالى : " فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه "

فهو البادئ بالمحبة ، فلو أحببناه سيكون هو في البداية الذي أحبَّ ، فيا رب حبنا يا رب .

آه والله نحتاج كثيرا هذا الدعاء ، ( يا رب حبنا يا رب ) .



وواجبنا العملي :

(1) دلل على صدق محبتك لله بعمل يحبه الله تعالى فاعمله اليوم له .

مثلاً :

- كثرة النوافل . " وما زال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبَّه " [ رواه البخاري ]

- الذكر الأفضل :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من قال حين يصبح وحين يمسي سبحان الله وبحمده مائة مرة ، لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به إلا أحد قال مثل ما قال ، أو زاد عليه " [رواه مسلم ]

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من قال دبر صلاة الغداة لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت بيده الخير وهو على كل شيء قدير مائة مرة قبل أن يثني رجليه كان يومئذ من أفضل أهل الأرض عملا إلا من قال مثل ما قال أو زاد على ما قال " [ رواه الطبراني في الأوسط بإسناد جيد وحسنه الألباني في صحيح الترغيب (476) ]


- العمل الأفضل :

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال : " ما عمل شيء أفضل من الصلاة ، وإصلاح ذات البين وخلق جائز بين المسلمين " [ رواه الأصبهاني وحسنه الألباني (2816) في صحيح الترغيب ]


اختر عملا يحبه الله واجتهد فيه ( حتى يحبني ) ف ( أحبه ) دائما اجعلها تتردد في وجدانك اليوم هذه العبارة

(2) استمع لهذه المحاضرة :

https://www.manhag.net/droos/details.php?file=63 حتى تكون حبيب الرحمن .

والله الموفق أن يرزقنا حبه ، ولا تنسوا أن تدعو لي يا أخوتي : أن يجعلني الله وإياكم سببا لتحبيبه إلى قلوب عباده .

وجزاكم الله عني خيرا
الرسالة السابعة عشر : نظارة الحب



بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم .

أما بعد ... أحبتي في الله ..

كيف حال حبكم لله تعالى ؟ أحببتموه أكثر ، تقربتم له بما يحب ، لعله يرضى ، حبه يملأ عليكم حياتكم ، حبه بدأ يزداد في قلوبكم .

والله الذي لا إله غيره ، نحتاج إلى جرعات حب لله تعالى نتداوى بها ، نحتاج إلى بلسم المحبة لتطهر قلوبنا من آثار الذنوب والمعاصي ، وتزكو أنفسنا من آفاتها ، وإذا وقع الحب في القلب ، فك أسير الشهوات من أغلاله ، وعوفي مدمن المعاصي من غفلاته .

نريد اليوم أن نلبس نظارة الحب ، وننظر إلى الأمور بشكل مختلف ، هذا سيعمق الحب في قلوبنا ، لأن القلوب كثيرًا ما تبتعد من سوء ظنها بربها أو عدم فهمها عنه .


تعالوا نتأمل هذه الكلمات الذهبيات لابن القيم :

يقول : " وكلُ ما منه إلى عبده المؤمن يدعوه إلى محبته ، مما يحب العبد ويكره ، فعطاؤه ومنعه ، ومعافاته وابتلاؤه ، وقبضه وبسطه ، وعدله وفضله ، وأماتته وإحياؤه ، ولطفه وبره ، ورحمته وإحسانه ، وستره وعفوه ، وحلمه وصبره على عبده ، وإجابته لدعائه وكشف كربه ، وإغاثة لهفته ، وتفريج كربته من غير حاجة منه إليه ، بل مع غناه التام عنه من جميع الوجوه ، كلُّ ذلك داعٍ للقلوب إلى تألهه ومحبته "

هل ما زلت لا تعرفه ؟ هل لا زلت لا تحسن الظن به ؟

يقول ابن القيم : " بل تمكينه عبده من معصيته ، وإعانته عليها ، وستره حتى يقضي وطره منها ، وكلاءته وحراسته له ، ويقضي وطره من معصيته ، وهو يعينه !! ويستعين عليها بنعمه : من أقوى الدواعي إلى محبته ، فلو أنَّ مخلوقا فعل بمخلوق أدنى شيء من ذلك ، لم يملك قلبه عن محبته ، فكيف لا يحب العبد بكل قلبه وجوارحه من يحسنُ إليه على الدوام بعدد الأنفاس مع إساءته ، فخيره إليه نازل ، وشره إليه صاعد ، يتحبب إليه بنعمه وهو غني عنه ، والعبد يتبغض إليه بالمعاصي وهو فقير إليه ، فلا إحسانه وبره وإنعامه عليه يصده عن معصيته ، ولا معصية العبد ولؤمه يقطع إحسان ربه عنه ، فألأم اللؤم تخلف القلوب عن محبة من هذا شأنه ، وتعلقها بمحبة سواه "

هل تتخيل ؟!! تعصيه فلم يحل بينك وبين ما تشتهي ، تخالف أمره فلم يعاجلك بعقوبة ولم يهلكك ، ولم يفضحك ، بل تركك تقضى غايتك من هذه المعاصي وفيها سخطه ، ولو شاء لجعلك هباءً منثورًا ، لكن أمهلك وتحبب إليك . يا لكرم الله !!

ثمَّ يضيف ابن القيم من هذه المعاني الغالية عن جوده وكرمه سبحانه المستوجب لمحبته فيقول : " وأيضا فكل من تحبه من الخلق أو يحبك إنما يريدك لنفسه وغرضه منك ، والرب سبحانه وتعالى يريدك لك ، كما في الأثر الإلهي : " عبدي كل يريدك لنفسه وأنا أريدك لك " فكيف لا يستحيي العبد أن يكون ربه له بهذه المنزلة ، وهو معرض عنه مشغول بحب غيره ، وقد استغرق قلبه محبة ما سواه "

ويأبى الله إلا أن يفهمنا هذا الدرس ولكن لجهلنا لا نفهم ، فمن منَّا لم يعرف هذه الحقيقة المرة ، أنَّ كل النَّاس بلا استثناء ، ولو كانا أبويك أو زوجتك أو عيالك أو إخوانك أو أصدقائك من منهم لم تعرف أنَّه لا يعاملك إلا لمصلحته ومنفعته ؟! إن كنت لا تدري فتلك مصيبة ، وإن كنت تدري ثمَّ لا تؤثر ربك فالمصيبة أعظم !!

ألم تفهم ؟ كلهم لن ينفعوك ، كلهم يريدك له ليس إلا ، أمَّا هو سبحانه فيريدك لك ، يريد مصلحتك ومنفعتك .

أليس في القلوب حياة ؟ والله كلمات تتفطر لها القلوب القاسية ، فما بال قلوبنا لا تتحرك .

واجبنا العملي :

(1) افهم عن الله من الآن ، واقرأ كل شيء من خلف نظارة الحب ، تتغير حياتك .

(2) استمعوا لهذه المحاضرة لترسيخ هذه المعاني :



من أجمل ما سمعت



فما ظنكم برب العالمين

Downloadللتحميل


(3) عش في رياض اسمه " الستير " واسمه " الحليم " واستدعي حمرة الخجل والحياء منه سبحانه .

(4) الهج بهذا الثناء لترقيق قلبك ، وتحبب إلى ربك .

كان يحيى بن معاذ يقول في مناجاته : إلهي ما أكرمك !! إن كانت الطاعات فأنت اليوم تبذلها ، و غدا تقبلها ، وإن كانت الذنوب فأنت اليوم تسترها ، و غدا تغفرها ، فنحن من الطاعات بين عطيتك و قبولك ، و من الذنوب بين سترك و مغفرتك . [ شعب الإيمان ]

اللهم عصينا فسترتنا ، وخالفنا أمرك فأمهلتنا ، ونحن أهل العصيان وأنت أهل التقوى وأهل المغفرة ، فارحم ذلنا الآن بين يديك ، واغفر لنا ما كان منَّا ، ولا تحرمنا ما عندك بسوء ما عندنا .
__________________