الرسالة التاسعة : من أغلق الباب
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
اخوتي في الله
أسأل الله تعالى أن تكونوا على خير حال ، وأن يرزقنا الله وإياكم الصدق والإخلاص في القول والعمل
اللهم بلغنا رمضان ، وارزقنا فيه حسن العمل الصالح الذي يرضيك عنا يا رحمن .
إخوتاه
ما أخبار الهمة ؟؟ وكيف كان الذكر على ألسنتكم ؟؟
اشحن بطاريتك ، لا تفتر، لا تغفل
الطريق ما زال أمامنا طويلا
نريد أن نحسن الاستعداد
وعلى قدر الاستعداد يكون الإمداد من الله سبحانه وتعالى .
ولا زلنا نعمل على تطهير هذه القلوب ، وتليينها ، وإزالة رواسب الذنوب منها .
ولعلي أسمع شكوى بعضكم ، وهمسات قلوبكم ، ولسان الحال يقول :
الباب مغلق يا شيخنا ؟
وأنا اليوم أقول لكم :
ومن أغلق الباب؟؟؟
قال شقيق بن إبراهيم بن الأزديّ، البلخيّ:
أغلق باب التّوفيق عن الخلق من ستّة أشياء:
اشتغالهم بالنّعمة عن شكرها .
(فتذكر نعم كثيرة أنت فيها لم توف لله حق شكرها )
ورغبتهم في العلم وتركهم العمل .
( فتذكر أمور كثيرة تعرفها ولا تعمل بها )
والمسارعة إلى الذّنب وتأخير التّوبة .
فتذكر بطء خطواتك في السير إلى الله
والاغترار بصحبة الصّالحين، وترك الاقتداء بفعالهم .
فلا تغتر
وإدبار الدّنيا عنهم وهم يبتغونها .
تذكر : أنَّ الدنيا تغر وتضر ثم تمر
وإقبال الآخرة عليهم وهم معرضون عنها.
والآخرة خير وأبقى ولا تظلمون فتيلا
قال ابن القيم في الفوائد :
" وأصل ذلك عدم الرّغبة والرّهبة، وأصله ضعف اليقين، وأصله ضعف البصيرة،
وأصله مهانة النّفس ودناءتها واستبدال الّذي هو أدنى بالّذي هو خير.
وإلّا فلو كانت النّفس شريفة كبيرة لم ترض بالدّون.
فأصل الخير كلّه بتوفيق اللّه ومشيئته وشرف النّفس ونبلها وكبرها.
وأصل الشّرّ خسّتها ودناءتها وصغرها "
فتأمل اليوم هذه الآية :
قال تعالى:
" قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها* وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها "
(الشمس/ 9- 10)
أي أفلح من كبّرها وكثّرها ونمّاها بطاعة اللّه، وخاب من صغّرها وحقّرها بمعاصي اللّه.
فالنّفوس الشّريفة لا ترضى من الأشياء إلّا بأعلاها وأفضلها وأحمدها عاقبة
والنّفوس الدّنيئة تحوم حول الدّناءات وتقع عليها كما يقع الذّباب على الأقذار.
فشعارك من اليوم : لن أرضى بالدنية .
فكن على قدر ما اصطفاك الله به ، كن عبد الله حقًا
ارضه وتودد له ، وارفع رأسك ، وتعالى عن المنكرات
لست أنت من يرتضي بالدون ، لست حقيرًا
أنت عند الله كريم فتعزز ، وتنشط
وابدأ من جديد ، فلابد أن تصل
فليس أمامك إلا صراطًا مستقيمًا واحدا .
الواجب العملي :
استمعوا لهذه المحاضرةلرفع معدلات الهمم الإيمانية :

الهمة يا شباب
Download
للتحميل
صحح أمورك لفتح أبواب التوفيق :
- بالإكثار من الحمد، فاللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .
- وبأن تعمل اليوم بشيء هجرته منذ زمان تعرفه ولا تعمل به ، من نافلة أو عمل بر .
- تضرع كثيرا، وسل ربك أن يتوب عليك توبة يرضى بها عنك .
- زر مقبرة ، أو اسمع موعظة ترقق قلبك من مواعظ الدار الآخرة لعل الدنيا تتولى ، ويحل محلها التعلق بالآخرة .
هيا يا شباب .. إلى الجد والعمل
رمضان يستحق المزيد من الجهد ، إلى رمضان نحن عباد للرحمن _______________
الرسالة العاشرة : وقفة حياء
الشيخ هاني حلمي _الحمد لله وكفى ، والصلاة والسلام على عبادهالذين اصطفى ،
لا سيما عبده المصطفى وآله وصحبه ومن اقتفى
أما بعد ..
فأحبتي في الله
أسأل اللهتعالى أن تكونوا على خير حال ، والحمد لله كثير من المبشرات تأتيني عن تفاعل الناسمع المشروع ، وأسأل الله تعالى أن يرزقنا الصدق والإخلاص ، وأعوذ به أن أذكر بهوأنساه .
اليوم نحتاج لوقفةحياء مع الله تعالى
نستحي فيها منه ، نستحي من حيائه سبحانه .
هل تعرفون أن الله يستحي من رد دعائكم؟
قال صلىالله عليه وسلم :
" إنَّ الله حيي كريم ، يستحي إذارفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفرًا خائبتين "
[رواه الإمام أحمد وصححه الألباني ]
نريد أن ندعوربنا اليوم ونحن في منتهى الخجل من تقصيرنا وتفريطنا .
فنريد أن نستغفر من ذنوب، ومن آفات حياء من الله تعالى
قال أبو عقبة الجراح بن عبد الله :
تركت الذنوب حياء اربعين سنة ، ثمَّ أدركني الورع .
نريد أن نرفع إيماننا ونزيد رصيدنا فالحياء شعبة من شعب الإيمان .
نريد أن نتخلق بخلق الإسلام ألا وهو الحياء ، وأعظمه لا شك الحياء من الله
شعارنا : وقفة حياء
واجبنا العملي :
عاهد الله على ترك ذنب من قائمة الذنوب العشرة التيأعددتها
واتركه حياء من وقوفك بين يدي الله ، ليحاسبك عليه
فتخجل وتتحسر ، وتتألم ندما وحياء من فعل هذه الذنوب .
( جدد توبتك من هذا ) وأقسم على نفسك :
والله لأتركن هذا إلى الممات ، ولا ألقى ربي به فيعاتبني ،فأعذب بالعتاب والحساب .
دعاء طويل كثير اليوم ، وليته في ساعاتالإجابة
دعاء بنية الاستحياء من حياء الله تعالى الذي لا يرد سائله، ونحن نعصاه ونخالف أمره .
لا تنس : ( اللهم بلغنا رمضان ) .
لا تفتر عن الدعاء بها
مضى عُشر الطريق :
فراجع ما فاتكمن واجبات ، واستدركه .
الله أعنا على ذكرك وشكرك وحسنعبادتك
__________________
الرسالة الحادية عشرة
بسم الله ، الحمد لله وكفى ، والصلاة والسلامعلى النبي المصطفى وآله وصحبه ومن اقتفى .
أما بعد ...
أخوتي في الله
أولاً :هل وقفتم مع أنفسكم واستحييتم من ربكم ؟ ماذا فعل الحياءفيكم ؟
هل اتخذتم قرار بترك الذنب حياء ؟
كتبتم هذا الذنب وألححتم على أنفسكم أن - والله - سنتركه ؟ لله وحياء منالله .
ثانيًا :هل تحسستم قلوبكم ؟ هل دمعتعيونكم ؟ هل تغير فيكم شيء ولو قليل .
اللهم طهرقلوبنا ، ولا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا .
ثالثًا : اليوم نريد تأهيلا جديدا
بأعظم أسباب الهداية لطريق الله تعالى
الصدق
فالصدق يهدي إلى البر ، والبر يهدي إلى الجنة .
وأنا أسألكم بالله : هل أنتصادق العهد مع الله تعالى ؟
قال تعالى :
" مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْقَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلًا لِيَجْزِيَاللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنافِقِينَ إِنْ شاءَ أَوْيَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كانَ غَفُوراً رَحِيماً "
[ الأحزاب : 23-24 ]
وأسألكم على استحياء : هل نحن أوفياء لله ؟
قال عبد الواحد بن زيد:
الصّدقالوفاء للّه بالعمل .
هل تريدون أن تعرفوا علامة الصدق؟
قال إبراهيم الخوّاص:
الصّادق لا تراه إلّا في فرضيؤدّيه، أو فضل يعمل فيه .
والله نحتاج بعد وقفة الحياء إلى وقفةصدق ، لنؤدي ما علينا تجاه ربنا من الفرض الدائم .
وقال بعضهم:
«من لم يؤدّ الفرض الدّائم لم يقبل منه الفرض المؤقّت. قيل: وما الفرض الدّائم؟ قال: الصدق .
شعارنا اليوم : " والذي جاءبالصدق "
قال تعالى :
" وَالَّذِي جَاءَبِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ "
[الزمر :33 ]
فلابدَّ أن تأتي الله بالصدق في الأقوال والأعمال ، وتصدق على ذلك بالتواضعوالانكسار .
الواجبالعملي
لابد أن تخرج صدقة يومية
لما فيالصحيحينمن قول النبي صلى الله عليه وسلم :
" ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان
فيقولأحدهما : اللهم أعط منفقا خلفا ، و يقول الآخر : اللهم أعط ممسكا تلفا "
فلابد كل يوم من صدقة ولو بأقل القليل ، ستأتي الآن بصدقةأسبوع كامل، وتقسمها في سبعة أظرف ،
وتكتب عليه اليوم ، وكلما خرجت تأخذالظرف لتنفقه وتتصدق به ، وكرر ذلك كل أسبوع .
من اليوم نبدأ أعمال دورية بمعنى أنها سنثبتها كل يوم
كالاستغفار 100 مرة
لفعله صلى اللهعليه وسلم .
قال صلى الله عليه وسلم :
" إنه ليغان على قلبي ، وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة "
[ رواه مسلم ]
والصلاة على النبي صلى الله عليهوسلمكثيرا
وقوللا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير . (100 مرة ) .
هيا يا رفاق الدرب
إلى رمضان بقلوبنقية ، وأنفس مطمئنة
إن شاء الله سيكون أحلى رمضان في حياتنا .
الرسالة الثانية عشر :تمارين السباق !!
الحمد لله وكفى ، والصلاة والسلام علىالنبي المصطفى وآله وصحبه ومن اقتفى .
أما بعد ..
أحبتيفي الله
كيف رأيتم قلوبكم ؟ هل تستشعرون الصدق ؟
هل برهنتمعلى إيمانكم بتفعيل قرار الصدقة اليومية
دعونا نسارع في الخيرات وأن نكونلها من السابقين .
قال الله تعالى:
" إِنَّالَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِرَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ وَالَّذِينَيُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَأولئك يُسَارِعُونَ في الْخَيْرَاتِ وهُمْ لَهَا سَابِقُونَ "
[ المؤمنون (61:57) ]
إنها تمارينالسباق ، فتأهبوا بالتحلي بتلك الصفات :
الإشفاق خشية لله تعالى :
فهل نحننخاف ؟ وهل نتوب من قلة خشيتنا لربنا ؟
أرجو أن تستمعوا لهذهالمحاضرة :

إنى أخاف
Download
للتحميل
الإيمان بآيات الله
فهل نصدق أنَّه " اقتربت الساعة "
وهل نوقن بأنه " أتى أمر الله فلا تستعجلوه "
وهل نتذكر :" فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ "
التوحيد :
فهل طهرنا قلوبنا من التعلق بسواه ، ومن عبودية الدنيا ، ومن الخوف من غيره سبحانه .
الوجل :
فعن الحسن البصريّ- رحمه اللّه- قال :
" وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ
[المؤمنون : 60]
قال:
« كانوا يعملون ما عملوا من أنواع البرّ وهم مشفقون أن لا ينجيهم ذلك من عذاب اللّه»)
[ الزهد، للإمام وكيع بن الجراح (1/ 390) ]
الواجب العملي :
وقفة تفكر في المصير
أريد اليوم أن تغلق عليك بابك
وأغلق الأنوار
واستشعر ظلمة القبر
ووحشته ، ووحدته
وليِّن قلبك بهذا لعله يرق .
الاستماع إلى موعظة من مواعظ الدار الآخرة .
التواصي بكثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم حتى لا نخطئ طريق الجنة .
قال صلى الله عليه وسلم :
" من ذكرت عنده فخطئ الصلاة علي خطئ طريق الجنة "
[ رواه الطبراني وصححه الألباني ]
تعالوا اليوم نتنافس في ذلك ، فمن سينال قصب السبق ، ويروض نفسه في تمارين السباق بكثرة الصلاة على النبي المختار
فوالله إني أفتقدك حبيبي يا رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأقر وأعترف بتقصيري تجاهك ، وأخاف ان أسود وجهك يوم القيامة
ولك العتبى بتفريطي في سنتك ، وقلة صلاتي عليك ، ولكني من ذلك اليوم أتوب
وأسأل الله تعالى أن ألقاك على الحوض ، وأن لا أُحرم منك يومها .
إخوتاه ..
هلموا إلى ربكم لننعم بالنظر إلى وجهه الكريم يوم القيامة
تأهل بمزيد من القرب فقد أقترب رمضان فهل من مُشمر ؟
__________________