حينما كان الدمار قد مس كل شيء في مباني القلب ، لحظتها لم يترك لنا التتار الجدد
خيارا سوى الموت او البقاء بلا قلوب ، لقد أحرقوا كل شيء أمامهم ، حتى أجساد أطفالنا
و شيوخنا لم تسلم من مذابحهم .
كانوا كما النار التي تأكل كل هشيم في وجهها ...
و لأنني كنت لحظتها الهشيم و الجسد الذي فقد كل شيء حتى تحديد بوصلته ، لعلي أجد
حيلة لأصل إلى حبيبتي التي تركتها على موعد اللقاء في حديقة القلب
لا شيء هناك سوى الجثث و دمار المباني و الآنين الصاعد مع دخان البارود
كان كل شيء يدفع للرحيل ، للهرب ، للبحث عن قلب للجوء فيه ،حبيبتي كانت في
الضفة المقابلة ، تنسج وحدها الحلم الوردي لحيفا التي تعاني الغياب و الخوف و التوجع
تترقب المنعطفات لعلها تبصر طيفي قادما ، كانت سيارات الاسعاف و صوت صفارات الحرب
لا زالت تملء أجواء القلب زارعة خوفها في كل ركن ...
و لأن حبيبتي كانت لحظة الانفجار الذي مزق المكان و مزقني قد أعلنت رحيلها من حيفا القلب .
حينما أفقت على صوت ملاك الرحمة و هي تضع باقة الحب على قلبي لحظتها أعلنت
لها أنني عائد إلى حيفا القلب ...
لعلي أجد حبيبتي تترقب مجيئي في تلك الحديقة التي صمدت في وجه دمار التتار الجدد
الذين خلفوا الموت واخدوا الحبيبة معهم