منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - كل ما يتعلق بشهر شعبان تجده هنا إن شاء الله
عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-07-28, 11:45   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
ايفانوف
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية ايفانوف
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

كل ما يتعلق بشهر شعبان تجده هنا إنشاء الله
ثانيا: من البدع التي تقع في شهرشعبان:
أولا- الصلاة الألفية المبتدعة في شعبان:
أول من أحدثها :
أول من أحدث الصلاة الألفية في ليلة النصف من شعبان رجل يعرف بابنأبي الحمراء من أهل نابلس، قدم على بيت المقدس سنة 448هـ وكان حسن التلاوة ، فقامفصلى في المسجد الأقصى ليلة النصف من شعبان فأحرم خلفه رجل ، ثم انضاف إليهما ثالثورابع ، فما ختمها إلا وهم في جماعة كثيرة .
ثم جاء في العامالقابل فصلى معه خلق كثير، وشاعت في المسجد وانتشرت الصلاة في المسجد الأقصى، وبيوتالناس ومنازلهم، ثم استقرت كأنها سنة.
صفتها :
هذه الصلاة المبتدعة تسمى بالألفية لقراءة سورة الإخلاص فيها ألفمرة، لأنها مائة ركعة، يقرأ في كل ركعة سورة الإخلاص عشر مرات .
وقد رويت صفة هذه الصلاة ، والأجر المترتب على أدائها ،من طرق عدة ذكرها ابن الجوزي في الموضوعات ثم قال : ( هذا حديث لا نشك أنه موضوع ،وجمهور رواته في الطرق الثلاثة مجاهيل وفيهم ضعفاء بمرة ، والحديث محال قطعاً ).
حكمها :
اتفق جمهور العلماء على أن الصلاة الألفية ليلة النصف من شعبان بدعة .
فألفية النصف من شعبان لم يسنها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولاأحد من خلفائه ، ولا استحبها أحد من أئمة الدين الأعلام كأبي حنيفة ومالك والشافعيوأحمد والثوري والأوزاعي والليث وغيرهم – رحمة الله عليهم جميعاً
وكذلك فإن الحديث الوارد فيها موضوع باتفاقأهل العلم بالحديث.وأعلم أخي المسلم أن مثل هذه الاحتفالات كالاحتفال بليلة النصفمن شعبان ، وليلة الإسراء والمعراج المزعومة ، وليلة الرغائب، يكون فيها من الأمورالمبتدعة والمحرمة الشيء الكثير ، والتي تختلف باختلاف الأزمنة والأمكنة ، وقد فصلالعلامة ابن الحاج هذه البدع والمحرمات في هذه الاحتفالات فنلخص من كلامه ما يأتي :
1- تكلف النفقات الباهظة ، وهو إسرافيعملونه باسم الدين وهو بريء منه .
2- الحلاوات المحتويةعلى الصور المحرمة شرعاً .
3- زيادة وقودالقناديل وغيرها ، وفي زيادة وقودها إضاعة المال ، لاسيما إذا كان الزيت من الوقففيكون ذلك جرحاً في حق الناظر، لاسيما إذا كان الواقف لا يذكره ، وإن ذكره لم يعتبرشرعاً، وزيادة الوقود مع ما فيه من إضاعة المال كما تقدم سبب لاجتماع من لا خيرفيه، ومن حضر من أرباب المناصب الدينية عالماً بذلك فهو جرحة في حقه إلا أن يتوب ،وأما إن حضر ليغير وهو قادر بشرط فيا حبذا .
4- حضور النساء ومافيه من المفاسد .
5- إتيانهم الجامع واجتماعهم فيه ، وذلك عبادة غيرمشروعة .
6- ما يفرشونه من البسط والسجادات وغيرها .
7- أطباق النحاس فيها الكيزان والأباريق وغيرهما ، كأن بيت اللهتعالى بيتهم ، والجامع إنما جعل للعبادة ، لا للفراش والرقاد والأكل والشرب .
8- ومن هذه البدع والمحرمات السقاؤون ، وفي ذلك من المفاسد جملة منها :البيع والشراء لأنهم يأخذون الدراهم ، وضرب الطاسات بما يشبه صوت النواقيس ، ورفعالصوت في المسجد وتلويثه ، وتخطي رقاب الناس ، وكلها منكرات .
9- اجتماعهم حلقات ، كل حلقة لها كبير، يقتدون به في الذكر والقراءةوليت ذلك لو كان ذكراً أو قراءة، لكنهم يلعبون في دين الله تعالى فالذاكر منهم فيالغالب لا يقول : (لا إله إلا الله ) بل يقول : (لا يلاه يلله ) فيجعلون عوض الهمزةياء وهي ألف قطع جعلوها وصلاً وإذا قالوا سبحان الله ) يمططونها ويرجعونها حتىلا تكاد تفهم ، والقارئ يقرأ القرآن فيزيد فيه ما ليس منه ، وينقص منه ما هو فيه ،بحسب تلك النغمات والترجيعات التي تشبه الغناء والأصوات التي اصطلحوا عليها، على ماقد علم من أحوالهم الذميمة ، وهذا منكر يحف به عدة منكرات .
10- ومن الأمور العظيمة فيها أن القارئ يبتدئ بقراءة القرآن والآخرينشد الشعر ، أو يريد أن ينشده ، فيسكتون القارئ أو يهمون بذلك ، أو يتركون هذا فيشعره وهذا في قراءته ، لأجل تشوف بعضهم لسماع الشعر وتلك النغمات الموضوعة أكثر ،فهذه الأحوال من اللعب في الدين أن لو كانت خارج المسجد منعت ، فكيف بها في المسجد؟ .
11- حضور الوالدان الصغار وما يتبع من لغطهم وتنجيسهم المسجد .
12- خروج النساء في هذه الليلة-ليلة النصف من شعبان- إلى القبور-معأن زيارة النساء للقبور محرمة شرعاً- ومع بعضهن الدف يضربن به ، وبعضهن يغنين بحضرةالرجال ورؤيتهم لهن متجاهرين بذلك، لقلة حيائهن ، وقلة من ينكر عليهن .
13- اختلاط النساء بالرجال عند القبور ، وقد رفع النساء جلبان الحياءوالوقار عنهن ، فهن كاشفات الوجوه والأطراف .
14- أنهم أعظموا تلكالمعاصي بفعلها عند القبور التي هي موضع الخشية والفزع والاعتبار ، والحث على العملالصالح ، لهذا المصرع العظيم المهول أمره ، فردوا ذلك للنقيض ، وجعلوه موضع فرحومعاصي كحال المستهزئين .
15- إهانة الأموات منالمسلمين وأذيتهم بفعل المنكرات بجانب قبورهم .
16- أن بعضهم يقيمونخشبة عند رأس الميتة أو الميت ، ويكسون ذلك العمود من الثياب ما يليق به عندهم .
فإن كان الميت عالماً أو صالحاً صاروا يشكون له ما نزل بهم ويتوسلونبه ، وإن كان من الأهل أو الأقارب صاروا يتحدثون معه ويذكرون له ما حدث لهم بعده ،وإن كان عروساً أو عروسة كسوا كل واحد منهما ما كان يلبسه في حال فرحة ، ويجلسونيتباكون ويبكون ويتأسفون . وكسوتهم لهذه الخشبة تشبه في الظاهر بالنصارى في كسوتهملأصنامهم ، والصور التي يعظمونها في مواسمهم ، ومن تشبه بقوم فهو منهم .
17- أنهم اتصفوا بسبب ما ذكره بصفة النفاق، لأن الفارق صفته قصد المعصية وإظهارها في الصورة أنها طاعة .
18- اللغو في المسجد وكثرة الكلام بالباطل وهو منكر شديد .
19- جعل المسجد كأنه دار شرطة لمجيء الوالي والمقدمين والأعوان ،وفرش البسط ، ونصب الكرسي للوالي ليجلس عليه في مكان معلوم ، وتوقد بين يديهالمشاعل الكثيرة في صحن الجامع ، ويقع منها بعض الرماد ، وربما وقع الضرب بالعصاوالبطح لمن يشتكي في الجامع ، أو تأتيه – الوالي – الخصوم من خارج الجامع وهو فيه ،هذا كله في ليلة النصف من شعبان ، وإذا وقعت هذه الأشياء في الجامع فلابد من رفعالأصوات من الخصوم والجند وغيرهم ، بل اللغط واقع لكثرة الخلق فيه ، فكيف به إذاانضم إلى الشكاوي وأحكام الوالي ؟! .
20- اعتقادهم أن فعلهذه المنكرات والبدع المحرمات إقامة حرمة لتلك الليلة ، ولبيت الله عز وجل ، وأنهمأتوه ليعظموه ، وبعضهم يرى أن ذلك من القرب وهذا أشد . وسبق وذكرت أن هذه البدعوالمنكرات تختلف باختلاف الزمان والمكان ، فالاحتفالات في الوقت الحاضر تكاد لاتخلو من كثير من هذه المنكرات وإن اختلف الشكل والهيئة .
21- ويضاف إلى هذه البدع أيضا :الدعاء المعروف الذي يطلب فيه من اللهتعالى أن يمحو من أم الكتاب شقاوة من كتبه شقياً ...... الخ . ونصه ما يلي : اللهميا ذا المن ولا يمن عليه ، يا ذا الجلال والإكرام ، يا ذا الطول والإنعام ، لا إلهإلا أنت ، ظهر اللاجئين ، وجار المستجيرين ، وأمان الخائفين ، اللهم أن كنت كتبتنيعندك في أم الكتاب شقياً أو محروماً ، أو مطروداً أو مقتراً عليَّ في الرزق ، فامحاللهم بفضلك شقاوتي وحرماني ، وطردي وإقتار رزقي ، وأثبتني عندك في أم الكتابسعيداً مرزوقاً موفقاً للخيرات ، فإنك قلت وقولك الحق في كتابك المنزل ، على لساننبيك المرسل : {يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّالْكِتَابِ }. إلهي بالتجلي الأعظم في ليلة النصف من شهر شعبان المكرم ، التي يفرق فيها كل أمرحكيم ويبرم أسألك أن تكشف عنا البلاء ما نعلم وما لا نعلم ، وما أنت به أعلم إنكأنت الأعز الأكرم ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وسلم )).
وهذا الدعاء ليس له أصل صحيح في السنة، كما هو الحال في صلاة النصفمن شعبان ، فلم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه ، ولا عنالسلف-رضوان الله عليهم أجمعين- أنهم اجتمعوا في المساجد من أجل هذا
الدعاء في تلك الليلة ، ولا تصح نسبة هذا الدعاء إلى بعضالصحابة.
وربما شرطوا لقبول هذا الدعاء قراءة سورة(يس)،وصلاةركعتين قبله،يفعلون القراءة والصلاة والدعاء ثلاث مرات ، يصلون المرة الأولى بنيةطول العمر ، والثانية بنية دفع البلايا ، والثالثة بنية الاستغناء عن الناس ،واعتقدوا أن هذا العمل من الشعائر الدينية، ومن مزايا ليلة النصف من شعبان وما تختصبه، حتى اهتموا به أكثر من اهتمامهم بالواجبات والسنن فتراهم يسارعون إلى المساجدقبيل الغروب من هذه الليلة، وفيهم تاركوا الصلاة ، معتقدين أنه يجبر كل تقصير سابقعليه، وأنه يطيل العمر ويتشاءمون من فوته .
فالاجتماع لقراءة هذاالدعاء بالطريقة المتبعة والمعروف عندهم ، وجعل ذلك شعيره من شعائر الدين ، منالبدع التي تحدث في ليلة النصف من شعبان .
صحيح أن الدعاءوالتضرع إلى الله تعالى مطلوب في كل وقت ومكان ، لكن لا على هذا الوجه المخترع ،فلا يتقرب إلى الله بالبدع ، وإنما يتقرب إليه تعالى بما شرع .[ من كتاب: البدعالحولية / تأليف: عبد الله بن عبد العزيزالتويجري].

وقال العلامة ابن عثيمين رحمه الله في شأن هذهالصلاة:
((فأما الحديثالمرفوع في هذه الصلاة الألفية فكذب موضوع باتفاق أهل العلم بالحديث ))[ مجموعفتاوى ورسائل ابن عثيمين رحمه الله].

ثانيا: صلاةالتسابيح:
صلاة التسابيح مشروعة في كل وقت من أيام السنة، وأماتخصيصها في شعبان أو في ليلة النصف من شعبان فبدعة ما أنزل الله بها منسلطان.
وصلاة التسابيح اختلف العلماء في حكمها، فمنهم من يراهاغير مشروعة لعدم ثبوت الأحاديث فيها، ومن يراها مشروعة لثبوت الأحاديث الواردةفيها.
والذي أميل اليه ما ذهب اليه محدث العصر العلامة محمدناصر الدين الألباني رحمه الله ، وكذلك ما ذهب اليه الشيخمحمد بن عمر بن سالم بازمولمن مشروعية صلاةالتسابيح.
وصلاة التسابيح هي التي جاءت من حديث ابن عباس رضي اللهعنه.
وهذا تفصيل لبعض ما جاء في شأنها:
عن ابن عباس؛ أن رسولالله صلى الله عليه وسلم قال للعباس بن عبد المطلب: (( يا عباس! يا عماه! ألا أعطيك؟ ألاأمنحك؟ ألا أحبوك؟ ألا أفعل بك؟عشر خصال ، إذا أنت فعلت ذلك ؛غفر الله لك ذنبك ؛ أوله وآخره ،قديمه وحديثه ، خطأه وعمده ، صغيره وكبيره سره وعلانيته ؛عشر خصال : أن تصلي أربعركعات؛تقرأ في كلركعة فاتحة الكتاب وسورة. فإذا فرغت من القراءة في أول ركعة و أنت قائم ؛ قلت : سبحان الله ،والحمد لله ، و لا إله إلا الله ، و الله أكبر ؛ خمس عشرةمرة.
ثم تركع،فتقولها وأنت راكع عشراً. ثم ترفع رأسك من الركوع ، فتقولهاعشراً. ثم تهوي ساجداً، فتقولها وأنت ساجد عشراً.
ثم ترفع رأسك من السجود ، فتقولهاعشراً . ثم تسجد ،فتقولها عشراً . ثم ترفع رأسك ، فتقولها عشراً.
فذلك خمس وسبعون في كل ركعة ، تفعل ذلك في أربعركعات،إذا استطعت أنتصليها كل يوم مرة ؛ فافعل ، فإن لم تفعل ؛ ففي كل جمعة مرة ، فإن لم تفعل ؛ ففي كلشهر مرة ، فإن لم تفعل ؛ ففي كل سنة مرة ، فإن لم تفعل ففي عمركمرة )).[ صحيح ،المشكاة ( 1328 ) ، التعليق الرغيب ( 1 / 237 - 238 ) ، التعليق على صحيح ابن خزيمة ( 1216 ) ، صحيح أبي داود ( 1173 )].


فوائد تتعلق بحديث صلاةالتسبيح:
الأولى: الخطاب في هذا الحديث موجه للعباس،وحكمه عام لكل المسلمين؛ إذ الأصل في خطاب الرسول صلى الله عليه وسلم العموم لاالخصوص.
الثانية : قوله في الحديث ( غفر الله لك ذنبك ؛ أوله وآخره ، قديمه وحديثه ،خطأه وعمده ، صغيره وكبيره ، سره وعلانيته ؛ عشر خصال )).
إن قيل : قوله : " خطأه وعمده " ، والخطألا إثم فيه؛ قال تعالى :{ ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا} ؛ فكيف يجعل من جملةالذنب ؟
والجواب: إن الخطأ فيه نقص وقصور، و إن لميكن فيه إثم؛ فهذه الصلاة لها هذا الأثر المذكور.
الثالثة : قال في "التنقيحلما جاء في صلاة التسبيح" : "واعلم رحمك الله أن مثل هذه الأحاديث التي تحث علىأعمال متضمنة لغفران الذنوب ينبغي للعبد أن لا يتكل عليها فيطلق لنفسه العنان فيمقارفة الذنوب والآثام ، ويظن هذا المسكين أنه قد عمل عملاً ضمن به غفران ذنوبهكلها ، وهذه غاية الحمق والجهل ، فما يدريك - أيها المخدوع! - أن الله قد تقبل عملكهذا ، وبالتالي غفر ذنوبك ، والله عز وجل يقول : {إنما يتقبل الله من المتقين} [المائدة : 27] ؟!
فتنبه لهذا واحذر ، واعلم أن مداخل الشيطانعلى الإنسان كثيرة ؛ فإياك إياك أن يدخل عليك من هذا الباب !!
وقد وصف الله عباده المؤمنين بأنهم يعملونالصالحات ، ويجتهدون في الطاعات ، ومع ذلك ؛ فقلوبهم وجلة خائفة أن ترد عليهمأعمالهم ، وتضرب في وجوههم ، قال تعالى : {والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهمإلى ربهم راجعون. أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون} [المؤمنون: 60-61].
وهذا الذي حكيناه في تفسير هذه الآية ماعليه جمهور المفسرين
وذكر القرطبي في "الجامع" (12/132) عنالحسن ؛ أنه قال :" لقد أدركنا أقواماً كانوا من حسناتهم أن ترد عليهم أشفق منكمعلى سيئاتكم أن تعذبوا عليها". اهـ.
واعلم أن الذنوبالمتعلقة بحقوق الآدميين لا يشملها الحديث ، بل يجب إرجاع الحقوق إلى أهلها،والتوبة النصوح من ذلك " . اهـ.

الرابعة : لم يرد ما يقبل في تعيين ما يقرأ بهفي الركعات ، ولا في تعيين وقتها.
الخامسة : الظاهر أن هذه الأذكار التي تقالعشراً عشراً إنما تقال بعد الذكر المعين في كل محل ؛ ففي الركوع بعد أذكار الركوعيقولها عشراً ، وبعد قول سمع الله لمن حمده ربنا لك الحمد والرفع من الركوع يقولهاعشراً … وهكذا في كل محل .
السادسة: إذا سها في الصلاة ، ثم سجد سجدتيالسهو ؛ فإنه لا يسبح فيها عشراً كسائر سجدات الصلاة .
أخرج الترمذي (2/350) عن عبد العزيز بن أبي رزمة ، قال : قلت لعبد الله بن المبارك : إن سها فيها ؛ يسبح في سجدتي السهو عشراً عشراً ؟ قال : " لا ؛ إنما هي ثلاثة مئة تسبيحة" . اهـ].[ بغية المتطوع في صلاة التطوع - محمد بن عمر بن سالم بازمول].
وقال الشيخ مشهور حسنآل سلمان حفظه الله:
السؤال:
ما حكم صلاة التسابيح؟
الجواب:
كان الإمام أحمد رحمه اللهتعالى، يرى ضعف حديث صلاة التسابيح،وصلاة التسابيح أربع ركعات فيالقيام بعد الفاتحة وسورة يقال سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبرخمسة عشر مرة، وتقال في الركوع بعد أذكار الركوع تقال هذه التسبيحات عشر مرات، وعندالقيام من الركوع بعد التسميع والتحميد، تقال عشراً، وبعد أذكار السجود تقال عشراً،وبين السجدتين تقال عشراً، وبعد القيام من السجدة الثانية وقبل النهوض تقال عشراً،وفي هذه أصل لجلسة الاستراحة.
وصلاة التسابيح اشتهر عن الإمام أحمدأنه كان يضعفها، وذكر ابن قدامة في "المغني" عن الإمام أحمد أنه قال عنهابدعة، وذلكلأنها ما ثبتت عنده من صحيح فعله صلى الله عليه وسلم،وذكرالحافظ ابنحجر في كتابه "الأجوبة على مشكاة المصابيح" أنها صحت عند أحمد بأخرة،وأن أحمد تراجع عن تضعيفها، واشتهر القول عنه بالبدعية، وبقي ما هو مدون في كتبالحنابلة هو الشائع إلى هذه العصور.
وقد صحح صلاةالتسابيحالإمام مسلم بن الحجاج، وصححها جمع، وألف في تصحيحها ابن ناصر الدينكتابه "الترجيح في صلاة التسابيح" فجمع جميع طرق صلاة التسابيح، وكان شيخنا إمامهذا العصر في الحديث الشيخ الألباني رحمه الله، كان يحسن صلاةالتسابيح.
ومن الخطأ فعل صلاة التسابيح في جماعة ومن الخطأ توقيتصلاة التسابيح كل عام في ليلة السابع والعشرين من رمضان، فلا يجوز لنا أن نقيدشيئاً أطلقه الشرع، فلا نفعل شيئاًعند أنفسنا، ولم يصل النبي صلى الله عليه وسلم،صلاة التسابيح في جماعة فصلاة التسابيح تؤدى فرادى في أي وقت شئت أن تؤديها فأدها،والله أعلم..[ موقع المنهاج ].
ثالثا: الاحتفال بليلة الإسراءوالمعراج:
وهذه بدعة مخالفة لهدي النبي صلى الله عليهوسلم.
يقول العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمهالله:
فلا ريب أن الإسراء والمعراج من آيات الله العظيمة الدالة على صدقرسوله محمد صلى الله عليه وسلم , وعلى عظم منزلته عند الله عز وجل, كما أنها منالدلائل على قدرة الله الباهرة, وعلى علوه سبحانه وتعالى على جميع خلقه, قال اللهسبحانه وتعالى: { سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِلَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِيبَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُالْبَصِيرُ }[ الاسراء:1].
وتواتر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه عرج به إلىالسماوات, وفتحت له أبوابها حتى جاوز السماء السابعة, فكلمه ربه سبحانه بما أراد, وفرض عليه الصلوات الخمس , وكان الله سبحانه فرضها أولا خمسين صلاة, فلم يزل نبينامحمد صلى الله عليه وسلم يراجعه ويسأله التخفيف, حتى جعلها خمسا, فهي خمس في الفرض, وخمسون في الأجر ؛ لأن الحسنة بعشر أمثالها, فلله الحمد والشكر على جميعنعمه.
وهذه الليلة التي حصل فيها الإسراء والمعراج , لم يأت فيالأحاديث الصحيحة تعيينها لا في رجب ولا غيره ,وكل ما ورد في تعيينها فهو غيرثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم عند أهل العلم بالحديث, ولله الحكمة البالغة فيإنساء الناس لها, ولو ثبت تعيينها لم يجز للمسلمين أن يخصوها بشيء من العبادات, ولميجز لهم أن يحتفلوا بها ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم لميحتفلوا بها, ولم يخصوها بشيء ، ولو كان الاحتفال بها أمرا مشروعا لبينه الرسول صلىالله عليه وسلم للأمة, إما بالقول وإما بالفعل, ولو وقع شيء من ذلك لعرف واشتهر, ولنقله الصحابة رضي الله عنهم إلينا, فقد نقلوا عن نبيهم صلى الله عليه وسلم كل شيءتحتاجه الأمة, ولم يفرطوا في شيء من الدين, بل هم السابقون إلى كل خير, فلو كانالاحتفال بهذه الليلة مشروعا لكانوا أسبق الناس إليه, والنبي صلى الله عليه وسلم هوأنصح الناس للناس, وقد بلغ الرسل غاية البلاغ, وأدى الأمانة ، فلو كان تعظيم هذهالليلة والاحتفال بها من دين الله لم يغفله النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكتمه, فلما لم يقع شيء من ذلك, علم أن الاحتفال بها, وتعظيمها ليسا من الإسلام في شيء وقدأكمل الله لهذه الأمة دينها, وأتم عليها النعمة, وأنكر على من شرع في الدين ما لميأذن به الله ، قال سبحانه وتعالى في كتابه المبين من سورة المائدة : { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْنِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا }[ المائدة:3]. وقال عز وجل في سورة الشورى : { أَمْ لَهُمْشُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَاكَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌأَلِيمٌ }[ الشورى:21].
وثبت عن رسول الله صلىالله عليه وسلم في الأحاديث الصحيحة: التحذير من البدع, والتصريح بأنها ضلالة, تنبيها للأمة على عظم خطرها, وتنفيرا لهم من اقترافها, ومن ذلك ما ثبت في الصحيحينعن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد » وفي رواية لمسلم : « من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهورد » وفي صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في خطبته يومالجمعة: « أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليهوسلم وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة »زاد النسائيبسند جيد : « وكل ضلالة في النار » وفي السنن عن العرباض بن سارية رضي الله عنه أنهقال: « وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغةوجلت منها القلوب ، وذرفت منها العيون فقلنا : يا رسول الله كأنها موعظة مودعفأوصنا فقال أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد فإنه من يعش منكمفسيرى اختلافا كثيرا ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوابها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة »والأحاديث في هذا المعنى كثيرة, وقد ثبت عن أصحابرسول الله صلى الله عليه وسلم , وعن السلف الصالح بعدهم, التحذير من البدع والترهيبمنها , وما ذاك إلا لأنها زيادة في الدين, وشرع لم يأذن به الله, وتشبه بأعداء اللهمن اليهود والنصارى في زيادتهم في دينهم, وابتداعهم فيه ما لم يأذن به الله, ولأنلازمها التنقص للدين الإسلامي, واتهامه بعدم الكمال, ومعلوم ما في هذا من الفسادالعظيم, والمنكر الشنيع, والمصادمة لقول الله عز وجل: { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ }والمخالفةالصريحة لأحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام المحذرة من البدع والمنفرةمنها.
وأرجو أن يكون فيما ذكرناه من الأدلة كفاية ومقنع لطالبالحق في إنكار هذه البدعة: أعني بدعة الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج, والتحذيرمنها, وأنها ليست من دين الإسلام في شيء.
ولما أوجب الله منالنصح للمسلمين, وبيان ما شرع الله لهم من الدين, وتحريم كتمان العلم, رأيت تنبيهإخواني المسلمين على هذه البدعة , التي قد فشت في كثير من الأمصار, حتى ظنها بعضالناس من الدين, والله المسؤل أن يصلح أحوال المسلمين جميعا, ويمنحهم الفقه فيالدين, ويوفقنا وإياهم للتمسك بالحق والثبات عليه, وترك ما خالفه, إنه ولي ذلكوالقادر عليه, وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه