وهذا خالد بن الوليد فارس الإسلام وليث المَشَاهد -رضي الله عنه- يقول
-حين ذاق طعم الإيمان وخالط بشاشة قلبه-:
والله ما ليلة تهدى إليَّ فيها عروس، أنا لها محب، أبشَّر فيها بغلام، بأحب
من ليلة شديدة البرد كثيرة الجليد، في سرية في المهاجرين أنتظر فيها
الصبح لأغير على أعداء الله .
كأنما الموت في أفواههم عسل *** من ريق نحل الشفا حدث ولا حرجًا
حتى إذا ما حلَّت به السكرات،
قال: لقد طلبت القتل مظانه، فلم يقدر لي أن أموت إلا على فراشي، ولا
والله -الذي لا إله إلا هو- ما عملوا شيئًا أرجى عندي بعد التوحيد في
ليلة بتُّها وأنا متترس، والسماء تهلني ننتظر الصبح حتى نغير على أعداء
الله . لقد شهدت كذا وكذا مشهدًا وما في جسدي شبر إلا وفيه ضربة سيف
أو طعنة رمح، أو رمية سهم، وها أنا ذا أموت على فراشي كما يموت
العير، لا نامت أعين الجبناء، عدتي وعتادي في سبيل الله، ثم لقي الله
رضي الله عنه وأرضاه .
الدم الذاكي جرى في عرقهم *** فاض مسكًا وتندى عنبرًا
فاسألوا عن كل نصرٍ خالدًا *** واسألوا عن كل عدلٍ عمرَ