لذا حينما جاء خباب بن الأرت رضي الله عنه إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم يشكو ظلم قريش للمستضعفين من المسلمين , قال له في إيمان الواثق
بربه الذي ذاق حلاوة الإيمان به والثقة بما عنده من عزة ونصر :
" قَدْ كَانَ مَنْ قَبْلَكُمْ يُؤْخَذُ الرَّجُلُ ، فَيُحْفَرُ لَهُ فِي الأَرْضِ ، فَيُجْعَلُ فِيهَا ، فَيُجَاءُ بِالْمِنْشَارِ ، فَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ ، فَيُجْعَلُ نِصْفَيْنِ ، وَيُمَشَّطُ بِأَمْشَاطِ الْحَدِيدِ ، مَا دُونَ لَحْمِهِ وَعَظْمِهِ ، فَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ ، وَاللهِ ، لَيَتِمَّنَّ هَذَا الأَمْرُ ، حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ ، لاَ يَخَافُ إِلاَّ اللهَ ، وَالذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ ، وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ.
أخرجه \"أحمد\" 5/109(21371) و\"البُخَارِي\" 4/244(3612) .
لذا فقد وجدنا بلال بن رباح رضي الله عنه يطبق حلاوة الإيمان تطبيقاً عملياً
حينما كان يعذ ب من قبل قريش بعد إعلان كلمة التوحيد وكان يعذ ب في
رمضاء مكة حيث إنه سئل كيف صبرت يا بلال؟
قال: مزجت حلاوة الإيمان بمرارة العذاب فطغت حلاوة الإيمان على
مرارة العذاب فصبرت .
قال الشاعر :
ضع في يدي ّ القيد ألهب أضلعي * * * بالسوط ضع عنقي على السكّين
لن تستطيع حصار فكري ساعةً * * * أو نزع إيماني ونور يقيني
فالنور في قلبي وقلبي في يديْ * * * ربّي .. وربّي ناصري ومعيني
سأعيش معتصماً بحبل عقيدتي * * * وأموت مبتسماً ليحيا ديني
.../...