هدية الألباب في جواهر الآداب
حمدا لمن قد زين الإنسانا بالعلم والأدب حيث كانا
ثم صلاة الله والتسليم لمن هو المهذب الكريم
وآله وصحبه ذوي النهي من بالكمال بلغوا هام السها
وبعد فالتهذيب للأولاد سعادة للشعب والبلاد
والولد المهذب المؤدب هو الذي للخير دوما يكسب
يستوجب الإعزاز و التكريما ويستحق في الوري اتعظيما
والولد الخالي من الآولاد يعد في جماعة الدواب
ولا يزال سيء المعاش يذكر في الناس مع الأوباش
يعيش طول عمره في النكد بين خصام الزوجة والولد
وهذه منظومة سنية حررتها في صورة الهدية
سميتها هدية الألباب في جواهر الآداب ياهذا الوفي
قدمتها حبا لأبناء الوطن تسعد منهم من إلي الخير سكن
لاسيما كل فتي أقام في مدارس العلم لنيل الشرف
فهو الأحق بمراعاة الأدب وكسبه يسموا به أعلي الرتب
فأسأل الله الثواب الحسنا وان يعم النفع منها الوطنا
الواجبات الدينية والكمالات الإنسانية
فأول الكمال للاولاد معرفة المولي العظيم الهادي
وصحة الإيمان والإقرار بكل ما صح عن المختار
ثم أداء واجب العبادة فإنها علامة السعادة
مثل الصلاة فهي ركن الدين فلا يمل عن هديها المبين
كذا بقية العبادات التي أثبتها في الشرع خير مثبت
فكل من حسنت عبادته من دون شك كملت سعادته
وكل من فرط في الإطاعة لربه لاترتج انتفاعه
ثم عليهم ذمة ودينا أن يصبح العرض لهم مصونا
ويهجروا صحبة كل فاسق فإنها من أقبح الطرائق
والعرض للمرء إذا مادنسا فليس من بين الأنام ينتسي
بل دائما إلي بلوغ الشيب يعيبه الناس بذاك العيب
ثم من اللازم للغلمان أن يهجروا صنائع النقصان
كالسرقات وفعال الإثم وكل أمر مورث للوم
والضابط المحرر الصواب أن يتركوا الحال الذي يعاب
وكل مايشينهم في الجهر عليهم هجرانه في السر
وجوب طاعة الوالدين
وواجب إطاعة الأبناء لأمهاتهم وللآباء
في كل أمر جائز مباح ليس به في الدين من جناح
فالوالدان لهم الإحسان علي البنين من زمان كانوا
والله في القرآن اوصي بهما فلهما كن أبدا معظما
واخدمهما خدمة عبد طائع وإن يقولا فاغد غير سامع
حسن النية ولزوم طاعة المعلم
ثم علي قصد نيل الأرب أن يحسن النية قبل الطلب
فإنما الأعمال بالنيات وحسنها الأساس للخيرات
وأعظم الأسباب للفتوح إطاعة المعلم النصوح
في كل أمر جائز مشروع ليس بمحظور ولا ممنوع
واخدمه والزم عنده التواضعا وكن إلي إكرامه مسارعا
ثم تحر دائما مسرته واستر بلطف وكمال زلته
وإن يكن يوما عليك غاضبا فكن إلي نيل رضاه طالبا
واصبر علي تأديبه الشديد فالصبر وصف الولد المحمود
ثم اتخذه ناصحا امينا لاتتخذه مبغضا مهينا
فإنه المحسن ذو الولاء وإن يكن في صورة الأعداء
فرحم الله الذي أبكاني لكن إلي الخيرات قد هداني
وخاب من أضحكني بالباطل وقادني للطرق الرذائل
النشاط والهمة في طلب العلم
ثم علي من يطلب الفضائلا أن يهجروا الفتور والتكاسلا
ويغتدي مجتهدا في درسه في كل يوم زائد عن امسه
ويلزم الصبر علي التحصيل مع سهر في ليله الطويل
يكررالدرس بلا ثواني حتى يصير مثل طبع ثان
واعتن بأن تفهم كل مسالة حفظتها فذاك وصف الكملة
فالحفظ للعلم بدون فهم كالكتب فوق الحمير البهم
العلم الضرورية
واعتن بحسن الخط والإنشاء فذاك زينة لدي الأكفاء
واحرص علي النحو فذاك السلم لكل علم تبتغيه الأمم
واكسب علوم العقل بالتمكين من بعد تصحيح اعتقاد الدين
واجعل علوم الشرع خير المقتني وخذ حماها ملجأ مستامنا
آداب المتعلم ومعاشرة الإخوان
ثم من الأسباب للنجاح هجرك للضحك وللمزاح
لاسيما كل فتي أقام في مدارس العم لنيل الشرف
وخفضك الصوت مع السكون من أدب المدرسة السنون
فرافع الصوت مسيء المدرسة مشارك إبليسه في الوسوسة
وعاشر الإخوان بالمسالمة واللطف والإحسان في المكالمة
وكن لهم اخا شفوقا ناصحا وإن أساؤوا فلتكن مسامحا
واغد لديهم صاحا نجيبا مكرما معلما حبيبا
الأخلاق الفاضلة للإنسان ومساوئها
ولا تكن وحشا مسيئاتكره في السر والجهار