منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الاقصى الاسير في المدينة الاسيرة القدس ( יְרוּשָׁלִַם )أور شليم إغو شلاييم
عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-03-25, 19:49   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
جويرية بنت أبي العاص الفاروق
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جويرية بنت أبي العاص الفاروق
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله بلّغ الرسالة وأدى الأمانة وجاهد في الله فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
أما بعد
فيا أيها الناس لقد مضى على احتلال اليهود لشرقي القدس الذي يحتوي على المسجد الأقصى أكثر من عشرين سنة وهم يعيثون به فساداً وبأهله عذاباً وفي سنة ستٍ وتسعين وثلاثمائة وألف أصدرت محمكةٌ يهودية حكماً بجواز تعبد في نفس المسجد الأقصى ومضمون هذا الحكم اليهودي الطاغوتي إظهار شعائر الكفر في مسجدٍ من أعظم المساجد الإسلامية حرماً فإن المسجد الأقصى هو المسجد الذي أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم إليه ليعرج من هناك إلى السماوات العلى إلى الله جل وتقدّس وعلا إنه لثاني مسجدٍ وضع في الأرض لعبادة الله عز وجل وتوحيده
ففي الصحيحين (عن أبي ذرٍ رضي الله قال: قلت يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أول قال : المسجد الحرام قلت ثم أيٌ قال: المسجد الأقصى قلت كم بينهما قال: أربعون سنة)

إن المسجد الأقصى لثالث المساجد المعظمة التي لا تشد الرحال إلا إليها وهي المسجد الحرام بمكة ومسجد النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة والمسجد الأقصى في القدس إنه المسجد الذي يقع في الأرض المقدسة المباركة مقر أبي الأنبياء إبراهيم الخليل ومقر بنيه سوى إسماعيل مقر إسحاق بن إبراهيم ويعقوب بن إسحاق إلى أن خرج بأهله إلى ابنه يوسف في مصر فبقوا هناك حتى صاروا أمةً بجانب الأقباط آل فرعون الذين يسومونهم سوء العذاب يقتّلون أبناءهم ويستحيون نساءهم حتى خرج فيهم موسى صلى الله عليه وسلم وقد ذكر الله نعمته بذلك على بني إسرائيل حيث يقول )وَإِذْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ) (لأعراف:141)
وذكّرهم موسى نعمة الله عليهم بذلك وبغيره إذ جعل فيهم أنبياء وجعلهم ملوكاً وآتاهم ما لم يؤتي أحدا من العالمين في وقتهم وأمرهم بجهاد الجبابرة الذين استولوا على الأرض المقدسة وبشرهم بالنصر حيث قال لهم )يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ)(المائدة
من الآية21)

وإنما كتبها الله لبني إسرائيل لأنهم كانوا في ذلك الوقت أحق الناس بها لأنهم أهل الإيمان والصلاح والشريعة القائمة وأرض الله تعالى لا يرثها من عباد الله إلا من كان قائماً بأمره كما قال الله تعالى )وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ) (الانبياء:105)

)إِنَّ فِي هَذَا لَبَلاغاً لِقَوْمٍ عَابِدِينَ) (الانبياء:106)
ولكن بني إسرائيل لم يستجيبوا لموسى ونكلوا عن الجهاد وقالوا لموسى اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون ولنكولهم عن الجهاد ومخاطبتهم نبيهم بهذا العناد حرم الله عليهم دخول الأرض المقدسة فتاهوا في الأرض ما بين مصر والشام أربعين سنة حتى مات أكثرهم أو كلهم إلا من ولدوا في التيه وذكر المؤرخون أن موسى وهارون عليهما الصلاة والسلام ماتا في خلال هذه المدة وخلفهما يوشوع في من بني إسرائيل من النسل الجديد وفتح الله عليهم الأرض المقدسة حتى آل الأمر إلى داؤود وسليمان عليهما الصلاة والسلام فجدد بناء بيت المقدس وكان يعقوب قد بناه قبل ذلك ولما عتى بنو إسرائيل عن أمر ربهم سلط الله عليهم ملكاً من الفرس يقال به بختنصر فدمر بلادهم وبددهم قتلاً وأسراً وتشريداً وخرب بيت المقدس للمرة الأولى ثم رد الله الكرة لبني إسرائيل وأمدهم بأموالٍ وبنين وجعلهم أكثر نفيراً ولكنهم نسوا ما جرى عليهم وكفروا بالله ورسله كلما جاءهم رسولٌ بما لا تهوى أنفسهم فريقاً كذبوا وفريقاً يقتلون فسلط الله عليهم بعض ملوك الفرس أو الروم مرةً ثانية فاحتلوا بلادهم وأذاقوهم العذاب ثم بقي المسجد الأقصى بأيدي النصارى من الروم من قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم بنحو ثلاثمائة سنة حتى أنقذه الله من أيديهم بالفتح الإسلامي على يد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه في السنة الخامسة عشرة من الهجرة فصار المسجد الأقصى بيد أهله الذين ورثوه بحق وهم المسلمون وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما أستخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونني لا يشركون بي شيئاً ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقونوبقي المسجد الأقصى في أيدي المسلمين


حتى استولى عليه النصارى من الإفرنج أيام الحروب الصليبية التي جرت بين النصارى والمسلمين فاستولى عليه النصارى في الثالث والعشرين من شعبان سنة أربعمائة واثنين وتسعين فدخلوا القدس في نحو مليون مقاتل وقتلوا من المسلمين نحو ستين ألفا واستلوا على ما في المسجد من ذهب وفضة وكان يوماً عصيباً على المسلمين أظهر النصارى شعائرهم على المسجد الأقصى فنصبوا الصليب وضربوا الناقوس وحلت فيه عقيدة التثليث إن الله ثالث ثلاثة وعقيدة الوحدة والحلول إن الله هو المسيح بن مريم وعقيدة الأب المسيح بن الله حلت فيه هذه العقائد النصرانية دمر الله أهلها ولعنهم إلى يوم القيامة وهذه والله من أكبر الفتن وأعظم المحن بقي النصارى محتلين للمسجد الأقصى أكثر من تسعين سنة

حتى أستنقذه الله تعالى من أيديهم على يد الملك صلاح الدين الأيوبي يوسف بن أيوب في سبعٍ وعشرين رجب سنة خمسمائة وثلاثة وثمانين فكان فتحاً مبيناً ويوماً عظيماً مشهوداً أعاد الله فيه للمسجد الأقصى كرامته وكسرت فيه الصلبان ونودي فيه بعد النواقيس بالآذان وأعلنت فيه عبادة الواحد الديان ثم إن النصارى لعنهم الله ودمرهم أعادوا الكرة على المسلمين وضيقوا على الملك ابن أخي صلاح الدين فصالحهم على أن يعيد إليهم بيت المقدس ويخلوا بينه وبين البلاد الأخرى وذلك في ربيع الآخر سنة ستمائة وستة وعشرين فعادت دولة الصليب

إلى المسجد الأقصى مرةً أخرى وكان أمر الله قدراً مقدوراً وحتماً مفعولاً واستمرت أيدي النصارى عليه حتى أستنقذه منهم الملك الصالح أيوب سنة ستمائة واثنتين وأربعين وبقي في أيدي المسلمين
وفي ربيع الأول من عام ألف وثلاثمائة وسبعةٍ وثمانين أحتله اليهود أعداء الله ورسله بمعونة أوليائهم من النصارى اللهم ألعن الجميع ودمرهم تدميراً يا رب العالمين أحتله اليهود أعداء الله ورسله بمعونة أوليائهم من النصارى وفي عام ألف وثلاثمائة وستة وتسعين أصدروا حكماً كما أسلفنا بجواز تعبد اليهود في المسجد الأقصى وفي عام ألف وأربعمائة وستة
دخله أي دخل المسجد الأقصى جماعةٌ من هيئةٍ حكومة اليهود البرلمان الذي يسمونه الكنيسة وطافوا به لكننا نعلم أنهم مصرون على احتلالهم للمسجد الأقصى ولقد قالت رئيسة وزرائهم حين احتلالهم له في ما بلغنا قالت إن كان من الجائز أن تتنازل إسرائيل عن تل أبيب فليس من الجائز أن تتنازل عن أورشليم القدس أقول نعم لن يتنازل اليهود عن القدس إلا بالقوة ولا قوة إلا بنصرٍ من الله عز وجل ولا نصر من عند الله إلا بنصر دينه هكذا يقول الله تعالى
)يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) (محمد:7)

إن نصر الله عز وجل لا يكون إلا بعبادته والتمسك بشريعته ظاهراً وباطناً والاستعانة به وإعداد ما أمر به من القوة المادية والمعنوية بكل ما نستطيع ثم القتال من أجل أن تكون كلمة الله هي العليا أيها المسلمون أما أن نحاول طرد أعداء الله من بلادنا ثم نسكنهم قلوبنا بالميل إلى منحرف أفكارهم والتلطخ بسافل أخلاقهم
أما أن نحاول طردهم من بلادنا ثم يلاحقهم رجال مستقبل أمتنا يتجرعون أو يستمرئون صديد أفكارهم ثم يرجعوا يتقيئونه بيننا أما أن نحاول طردهم من بلادنا ثم نستقبل ما يلد منهم من أفلامٍ فاتنة وصحفٍ مضلة أما أن نحاول طردهم من بلادنا ونحن نمارس هذه الأمور فإن ذلك من محاولة الجمع بين النقيضين
وكل من حاول ذلك فقد سلك مسلكاً غير سليم أيها المسلمون إن الفجوة بيننا وبين النصر واسعة إن سلكنا هذا المسلك لأن النصر شروطاً لن يتحقق بدونها أسمعوها من قول من بيده ملكوت السماوات والأرض وبأمره النصر والخذلان يقول الله تعالى
) وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ)(الحج: من الآية40) أيها المسلمون من الذي ينصر الله؟ استمع إلى الجواب من كلام الله )الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ) (الحج:41)
نعم المستحقون للنصر هم الذين إن مكنهم الله في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر لا يحملهم التمكين في الأرض على الأشر والبطر وإنما يحملهم على الصلاح والإصلاح فاتقوا الله أيها المسلمون وأنيبوا إلى ربكم وأقيموا شريعته وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين اللهم إنا نسألك في مقامنا هذا أن تنصر المسلمين المجاهدين في سبيلك في كل مكان وأن تطهر المسجد الأقصى من اليهود والنصارى والمنافقين وأن تجعلنا من أوليائك المتقين وحزبك المفلحين الغالبين

يا رب العالمين اللهم أصلح لنا ولاة الأمور ويسر كل عسير وأغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين إنك أنت الغفور الرحيم..

الحمد لله حمداً كثيراً كما أمر وأشكره وقد تأذن بالزيادة لمن شكر وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له ولو كره ذلك من أشرك به وكفر وأشهد أن محمداً عبده ورسوله سيد البشر الشافع المشفع في المحشر صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه خير صحب ومعشر وعلى التابعين لهم بإحسان ما بدأ الفجر وأنور وسلم تسليماً كثيرا ..


العلامة الفقيه الشيخ محمد صالح العثيمين رحمه الله










رد مع اقتباس