2013-03-25, 12:27
|
رقم المشاركة : 6
|
معلومات
العضو |
|
إحصائية
العضو |
|
|
الحديث الرابع
الحديث الرابع
...........................................
عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعـود رضي الله عنه، قال:
حدثنا رسول الله وهو الصادق المصدوق:
{ إن أحـدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً نطفه، ثم يكون علقةً مثل ذلك، ثم يكون مـضغـةً مثل ذلك، ثم يرسل
إليه الملك، فينفخ فيه الروح، ويـؤمر بأربع كلمات: بكتب
رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أم سعيد؛ فوالله الـذي لا إله
غـيره إن أحــدكم ليعـمل بعمل أهل الجنه حتى ما يكون
بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعـمل بعـمل
أهل النار فـيدخـلها. وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار
حتي ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فــيسـبـق عليه
الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها }
[رواه البخاري:3208، ومسلم:2643].
........................................
شــرح الحــديث
( حدثنا رسول الله وهو الصادق المصدوق ) الصادق
في قوله المصدوق فيما أوحي إليه وإنما قال عبدالله بن
مسعود هذه المقدمة، لأن هذا من أمور الغيب التي لا
تعلم إلا بوحي فقال:
{ إن أحدكم يجمع خلقه في بطن
أمه أربعين يوماً ... الخ }
ففي هذا الحديث من الفوائد..
1- بيان تطور خلقة الإنسان في بطن أمه، وأنه
أربعة أطوار.
الأول: طور النطفة أربعون يوماً ...
والثاني: طور العلقة أربعون يوماً ...
والثالث: طور المضغة أربعون يوماً ...
والرابع: الطور الأخير بعد نفخ الروح فيه..
فالجنين يتطور في بطن أمه إلى هذه الأطوار.
.....................
2- أن الجنين قبل أربعة أشهر لا يحكم بأنه إنسان
حي، وبناء على ذلك لو سقط قبل تمام أربعة أشهر
فإنه لا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه،
لأنه لم يكن إنساناً بعد.
..........................
3- أنه بعد أربعة أشهر تنفخ فيه الروح ويثبت له حكم
الإنسان الحي، فلو سقط بعد ذلك فإنه يغسل ويكفن
ويصلى عليه كما لو كان ذلك بعد تمام تسعة أشهر.
4- أن للأرحام ملكاً موكلاً بها لقوله: { فيبعث إليه الملك }
أي الملك الموكل بالأرحام.
5- أن أحوال الإنسان تكتب عليه وهو في بطن أمه ..
رزقه .. عمله .. أجله .. شقي أم سعيد،
ومنها بيان حكمة الله عزوجل وأن كل شيء عنده بأجل
مقدر وبكتاب لا يتقدم ولا يتأخر.
6- أن الإنسان يجب أن يكون على خوف ورهبة، لأن
رسول الله أخبر
{ إن الرجل يعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه
وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب
فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها }.
وعلى أن الشخص لا يتكل على عمله ولا يعجب به لأنه
لا يدري ما الخاتمة .
وينبغي لكل أحد أن يسأل الله سبحانه وتعالى حسن الخاتمةويسعيذ بالله تعالى
من سوء الخاتمة وشر العاقبة.
7- أنه لا ينبغي لإنسان أن يقطع الرجاء فإن الإنسان
قد يعمل بالمعاصي دهراً طويلاً
ثم يمن الله عليه بالهداية فيهتدي في آخر عمره.
ســؤال مهـم
فإن قال قائل:
ما الحكمة في أن الله يخذل هذا العمل بعمل أهل الجنة
حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب
فيعمل بعمل أهل النار؟
فالجواب: إن الحكمة في ذلك هو أن هذا الذي يعمل
بعمل أهل الجنةإنما يعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو
للناس وإلا فهو في الحقيقة ذو طوية خبيثة ونية
فاسدة، فتغلب هذه النية الفاسدة حتى يختم له بسوء
الخاتمة نعوذ بالله من ذلك.
وعلى هذا فيكون المراد بقوله:
{ حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع }
قرب أجله لا قربه من الجنة بعمله.
|
|
|