منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - ألف حكاية وحكاية مع فارس الجزائري
عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-07-24, 02:23   رقم المشاركة : 162
معلومات العضو
فارس الجزائري
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية فارس الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المركز الثالث في مسابقة التميز في رمضان وسام مسابقة منتدى الأسرة و المجتمع وسام القلم المميّز 
إحصائية العضو










Hourse

القصة رقم 82

ابن حمدون النديم ووزير المعتضد

قال عبد الله بن حمدون:
قلتُ للخليفة المعتضد: إلامَ اُضْحِكُكَ ولا تضحكُني؟
قال: خُذ! وأعطاني ديناراً.
قلت: خليفة يُجيز نديمَه بدينار واحد؟!
قال: لا أجد لك في بيت المال حقاً أكثر من هذا. ولكني أحتال لك بحيلة تأخذ فيها خمسة آلاف دينار.
فقبَّلتُ يده. فقال:
إذا كان غداً وجاء القاسم بن عبد الله، أسارّك حين تقع عيني عليه سراراً طويلاً وألتفتُ إليه كالمُغضَب، وانظُرْ أنت إليه في خلال ذلك نظر المشفق. فإذا انقطع السرار فاخرجْ ولا تبرح الدهليز حتى يخرج. فإذا خرج خاطبك بجميل وسألك عن حالك، فاشك الفقر والحاجة وثقل ظهرك بالدَّين والعيال، وخذ ما يعطيك. فإذا أخذتَها فسيسألك عما جرى.
فحدّثه بالحديث كله وإيّاك أن تكذبه. وليكن إخبارك إيّاه بذلك بعد امتناع شديد، وبعد أن تأخذ كل ما يعطيك إيّاه.
فلما كان من غد حضر القاسم. فحين رآه المعتضد بداً يسارني، وجرت القصة على ما وصفني. فخرجت، فإذا القاسم في الدهليز ينتظرني. فقال لي:
يا أبا محمد، ما هذا الجفاء؟ ما تجيئني ولا تزورني ولا تسألني حاجة؟
فاعتذرتُ إليه باتصال الخدمة عليّ. فقال:
ما تقنعني إلا أن تزورني اليوم.
فقلت: أما خادم الوزير.
ومضيت معه وجعل يسألني عن حالي وأخباري وأشكو إليه الدَّين والبنات، فيتوجَّع ويقول: مالي لك، ولو عرَّفتني لعاونتك على إزالة هذا كله عنك.
وبلغنا داره فصعدنا، وخلا بي دار الخلوة، وجعل يحادثني ويبسطني. وقُدّمت الفاكهة فجعل يلقمني بيده. ثم وقّع لي بثلاثة آلاف دينار فأخذتها، وأحضرني ثياباً وطيباً، وكانت بين يديّ صينية فضّة وقدح بلور فأمر بحملها إلى داري وقال: هذا للبنات.
فلما انفرط المجلس قال:
يا أبا محمد. أنت عالم بحقوق أبي عليك، ومودتي لك.
فقلت: أنا خادم الوزير.
فقال: أريد أن أسألك عن شيء وتحلف أنك تصدقني عنه.
فقلت: السمع والطاعة.
قال: بأي شيء سارك اليوم في أمري؟
فأخبرته بكل ما جرى، وشكرتُه وانصرفت!












رد مع اقتباس