منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - إلى الأمّهات الغاليات: حكايات معبّرة لأطفالك
عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-03-24, 08:41   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
غربة أهل السنّة
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية غربة أهل السنّة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

( 3 )

.. فُـستـانُ العِـيـد ..

-----


كان ياما كان ... في إحـدى المُدُن الجميلة كانت الطِّفلة ياسمين تعيشُ مع والديها حياةً سعيدة ، وكانت محبوبةً من الجميع .

وكان والِدُها يشتري لها كُلَّ الملابِس والُّلعَب الجميلة .

وفي يـومٍ من الأيام قالت ياسمين لأبيها : يا أبي أريدُ أنْ تشتريَ لي فُستانًا جديدًا للعيد .

فقال والد ياسمين : ولكنْ يا حبيبتي أنتِ عندكِ ملابس كثيرة ، وكلُّها جديدة .

ياسمين : ولكنْ يا أبي أُريدُ فُستانًا ألبسُه لأول مرةٍ في العيد .

فوافق والِدُها ، وقال لها : غـدًا نذهبُ سويًا ، لنشتريَ لكِ فُستانًا جديدًا .

ياسمين : جزاكَ اللهُ خيرًا يا أحلَى أَب في الدُّنيا .

وفي الصباح خرجت ياسمين مع أبيها ، ليشتريَ لها فُستانًا جديدًا .

وأمام أحـد محلات بيع الملابس ، وقفت ياسمين تنظرُ إلى الفساتين الجميلة ، لتختارَ أجملَ فُستان ... وبالفِعل اختارت ياسمين فُستانًا جميلاً ، ودخلت المَحل لتسألَ عن سِعـره ، فقال لها البائع : إنَّه بمائةٍ وخمسين جُنيهًا .

فقام والِدُها بدفـع ثمن الفُستان ، وأعطاه لياسمين التي كادت أنْ تطيرَ من الفَـرح ، لحصولها على هـذا الفُستان الجميل .


ولَمَّا خرجت ياسمين من المحل مع أبيها وهيَ تحمِلُ الفُستانَ الجديد ، وإذا بها ترى فتاةً صغيرةً فقيرةً في نفْس سِنِّها تجلِسُ أمام هـذا المَحل تبكي ... فسألَتها ياسمين عن سبب بُكائِها .

فقالت البِنتُ الفقيرة : أنا يتيمةُ الأبِ والأُمِّ ، وأعيشُ مع خالتي لأخدِمها ، وليس عندي فُستانٌ جديدٌ ألبسُه في العيد ، ولا أملِكُ إلَّا عِشرينَ جُنيهًا ، فلَمَّا جِئتُ لأشتريَ فُستانًا جديدًا ، وجدتُ أَرْخَصَ فُستانٍ بمائةِ جُنيه ، فبكيتُ لأنِّي منذُ سنتين لم ألبَس فُستانًا جديدًا .

فدمعَت عينُ ياسمين ، وأعطتها فُستانَها الجديد ، وقالت لها : خُـذي هـذا الفُستان هدِيَّةً من أُختِكِ ياسمين ، وأنا عندي فساتين كثيرة ، سألبَسُ واحـدًا منها في العيد .


فرِحت الفتاةُ اليتيمةُ فـرحًا شديدًا ، وقامت مِن على الأرضِ تُريدُ أنْ تُقبِّلَ يدَ ياسمين ، فسحبت ياسمينُ يدَها قبل أنْ تُقبِّلَها ، وسلَّمت عليها ، وقالت لها : ألف مبروك عليكِ الفُستان الجديـد .


فَـرِح والِدُ ياسمين بابنته فـرحةً لا تكادُ تُوصَف ، وقال لها : جزاكِ اللهُ خيرًا يا ياسمين ؛ لأنَّكِ أدخلتِ الفرحةَ على قلبِ هـذه البنت اليتيمة .


وعادت ياسمين مع والِدِها وهيَ في غاية السعادة ، وهيَ تقول : الحمدُ للهِ أَنِّي أدخلتُ السعادةَ على هـذه البنتِ اليتيمة ... وإنْ شاءَ اللهُ سأَدَّخِـرُ من مصروفي ومن ملابسي ، لأتَصدَّق كُلَّ شهرٍ على بنتٍ يتيمة ، لأكونَ مع النبيِّ _ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم _ في الجنة .


** الدروسُ المُستفادَة :

--------


1- إدخالُ السعادةِ على الأبناء ... فقـد رأينا كيف أنَّ والد ياسمين ذهبَ معها ، ليشتريَ لها فُستانًا جديدًا على الرغم من أنَّ دُولابَها ملئٌ بالملابس الجميلة .


2- لا ينبغي على البنتِ أنْ تُكلِّفَ والِدَها فوقَ طاقتِه ، فلو أنَّه لا يمتلِكُ مالاً ليشتريَ لها ملابسَ جديدة ، فعليها أنْ تعـذُرَه ، حتى يُوسِّعَ اللهُ عليه فيشتريَ لها ما تُريد .


3- ينبغي على الأبناءِ أنْ يكتفوا بما يكفيهم ، ولا يطلبون المزيـد .


4- الحِرصُ على إدخال السعادةِ على الآخَـرين ... فقـد رأينا كيف أنَّ ياسمين أعطت فُستانَها الجديد لطِفلةٍ يتيمةٍ ، لتُدخِلَ على قلبِها السعادةَ والسرور ... وقـد قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( أَحَبُّ الأعمال إلى الله سُرورٌ تُدخلُه على مسلم )) ، وقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( أنا وكافِـلُ اليتيم في الجنَّةِ هكـذا )) .


5- ينبغي على الآباءِ أنْ يُشجِّعوا الأبناءَ على فِعل الخيـر ... فقـد رأينا كيف أنَّ والدَ ياسمين فَـرِحَ بها عندما تصدَّقَت بفُستانِها على تلك الفتاةِ اليتيمة ... وكان من المُمكِن أنْ يمنَعَها من ذلك ، وأنْ يغضَبَ عليها .









رد مع اقتباس