منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - إلى الأمّهات الغاليات: حكايات معبّرة لأطفالك
عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-03-23, 08:52   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
غربة أهل السنّة
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية غربة أهل السنّة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

( 2 )

.. العِـوَضُ مِن الله ..
-----

كان ياما كان ... كان هناك صَيَّادٌ اسمُه بِلال ، يعيشُ مع زوجته وأولاده في بيتٍ صغير بالقُرب من نهر النيل ... وكان هـذا الصَّيَّادُ فقيرًا ، فكان يذهبُ كُلَّ يومٍ إلى النهر ليصطاد السَّمك ، ثم يبيعُه في السوق ويشتري بثمنه طعامًا لزوجته وأولاده .
وفي يومٍ من الأيام استيقظَ بِلال ، فوجدَ أولادَه يبكون بُكاءًا شديدًا .

فسأل زوجتَه : لماذا يبكون ؟
قالت الزوجةُ : إنَّهم يبكون من شِدَّةِ الجُوع ، فإنَّهم لم يأكلوا لُقمةً واحدةً من أمس .
فقال بِلال : سأقومُ الآن وأتوكَّلُ على الله ، وأذهبُ لأصطادَ السَّمكَ ثم أبيعَه وأشتري لكم طعامًا .

أحضر بِلال شبكةَ الصَّيد ، وذهبَ إلى النهر ، وقال : بسم الله ، ثم رَمَى الشبكةَ في الماء ... وبعـد فترةٍ قصيرةٍ أخرجَ الشبكةَ فوجدَ بها سمكةً كبيرة . فـرح بِلال بهـذه السمكة الكبيرة ، وذهبَ إلى السوق وباعها في أسرع وقتٍ واشترى طعامًا جميلاً ، وذهبَ إلى بيته مُسرعًا ، ليُطعِمَ زوجتَه وأولادَه .. وبينما هو يسيرُ في الطريق إذْ وجد امرأةً كبيرةً تبكي بُكاءً شديدًا ، فسألها بِلال : لماذا تبكين أيَّتُها ألأُمُّ الفاضلة ؟
قالت : أبكي من شِدَّةِ الجُوع ، فأنا منذ يومين ما أكلتُ لُقمةً واحدةً أنا وأولادي ، ولا أمتلكُ مالاً لأشتريَ به طعامًا لأولادي ... فتأثَّرَ بِلال وقال في نفسه : زوجتي وأولادي يبكون من شِدَّةِ الجُوع ، وهـذه المرأةُ وأولادُها يبكون أيضًا من شِدَّةِ الجُوع ، فماذا أصنع ؟
وقرَّرَ بِلال أنْ يُعطِيَ الطعامَ كُلَّه لهذه المرأةِ وأولادِها ليأكلوا ، وكان عنده يقينٌ مِن أنَّ اللهَ _ عز وجل _ سيُعوِّضُه خيرًا من ذلك .

أخـذت المرأةُ الطعامَ وهى في قِمَّةِ الفرح والسعادة ، وأخذت تدعوا له ، وانطلق بِلال وهو يُفكِّرُ : ماذا سأقولُ لزوجتي وأولادي ؟!!

وفجأةً سمع بِلال صوتًا يُنادي عليه : يا بِلال ! يا بِلال !
نظر بِلال خلفه ، فوجد رجلاً يُنادي عليه ، فقال للرجل : ماذا تُريد ؟
قال له الرجل : يا بِلال ، إنِّي اقترضتُ من والدك خمسة آلاف دِرهم منذ عشر سنواتٍ ، ثم سافرتُ وتاجرتُ بهـذا المال ، وربحتُ كثيرًا ، ولَمَّا عُدتُ مِن سفري بعـد هـذه السنوات بحثتُ عن والدك ، فعلمتُ أنَّه قـد مات ... فهـذا هو المالُ كُلُّه بين يديك ، وأرجو أن تُسامحني على تأخُّري في سدادي هـذا الدَّيْن .

أخـذ بِلال هـذه الثروةَ وهو لا يُصدِّقُ نفسَه .
فذهب واشترى طعامًا شهيًا لأولاده ، وعاد إليهم ليُطعِمَهم ، ثم تاجَرَ بهـذا المال وأصبحَ غنيًا ، وبنَى بيتًا جميلاً ، وكان بعـد ذلك لا ينسى الفقراء والمساكين واليتامَى أبـدًا .




** الدروسُ المُستفادَة :

-----

1- أنَّ الرجلَ مسؤولٌ أمام الله عن إطعام زوجتِه وأولاده ... فقد رأينا كيف أنَّ بِلالاً كان يذهبُ ليصطادَ ، ثم يبيع السمك ، ويشتري بثمنه طعامًا لزوجته وأولاده ... وقـد قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم : (( كفى بالمرءِ إثمًا أنْ يُضَيِّعَ مَن يقوت )) .

2- أنَّ المُسلمَ إذا أنفق نفقةً فلا بُدَّ أن يكونَ على يقينٍ مِن أنَّ اللهَ سيُعوِّضه خيرًا منها ، وأنَّ هـذه النفقة لا تُنقِصُ المال ، قال تعالى : ﴿ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ، وقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم : (( ثلاثٌ أُقسِم عليهِنّ : ما نقص مالٌ من صدقة )) ... وقـد رأبنا كيف أنَّ بِلالاً لَمَّا أَعطَى الطعامَ للمرأةِ وأولادِها عَوَّضَهُ اللهُ خيرًا مِن ذلك أضعافًا كثيرة .

3- أنَّ الرجلَ كُلَّما وَسَّعَ اللهُ عليه مِن المال وسائر النّعم ، فلا بُدَّ أنْ يُوسِّعَ على زوجتِه وأولادِه ... فها هو بلال بعـد أنْ وَسَّعَ اللهُ عليه بنَى بيتًا جديدًا لزوجتِه وأولاده .

4- أنَّ المسلمَ إذا وَسَّعَ اللهُ عليه فلا بُدَّ أنْ يُعطيَ زكاةَ المال للفقراء واليتامَى والمساكين ولا ينساهم أبدًا حتى يُبارك اللهُ له في ماله وأهلِه وأولاده .









رد مع اقتباس