قال تعالى: إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوءاً فلا مرد له ومالهم من دونه من وال، وقال تعالى: كدأب آل فرعون والذين من قبلهم كفروا بآيات الله فأخذهم الله بذنوبهم إن الله قوي شديد العقاب (52) ذلك بأن الله لم يك مغيراً نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وأن الله سميع عليم.
…فإذا غير القوم ما بأنفسهم إلى الأحسن فإن الله سيغير واقعهم للأحسن والعكس صحيح، وهذا هو قانون التغيير الأساسي في القرآن الكريم، وفي هذا إثبات واضح بأن التغيير الحقيقي هو الذي يحدث داخل النفوس، وبما أننا نعلم أن الحكومات لا تستطيع تغيير ما بالنفوس، وبما أننا نعلم أن الحكومات لا تستطيع تغيير ما بالنفوس لأن سلطاتها محدودة، وآمالها محدودة، ومعلوماتها محدودة، وقدراتها في الترغيب والترهيب محدودة، وبالتالي فإن تأثيرها سيكون محدوداً في تغير الواقع وبناء على ذلك فقرار الاصلاح في أغلبه هو قرار شعبي، و80% كنسبة افتراضية من أوراق تغيير الواقع إيجابيا أو سلبيا هي بيد الشعوب، فإذا امتلأت النفوس إيمانا وعلماً وأخلاقاً وصدقا انعكس هذا في الواقع
وإذا امتلأت كفراً ومعاصي ونفاقا وجهلا ظهر هذا في الواقع في أقوال وأعمال وهزائم، ولا شك أن للحكومات دورا جزئيا في تغيير الواقع،
فإذا صلحت كان لها تأثير طيب، وإذا فسدت كان لها تأثير سيء، وكذلك للاستعمار والأعداء الداخليين والخارجيين تأثير سيء، ولكن التأثير الأكبر هو للشعوب، وما بنفوسها من خير وشر، فعندما ينتصر عدو خارجي فلا
تظن أن قوته مهما بلغت هي التي حققت لوحدها الانتصار، ولكن انظر أيضا إلى رصيد الأمة من إيمان وإخلاص وعلم وعمل، فستجد أن في نفوسها انحرافات
كثيرة هي التي كانت السبب الرئيس في هزيمة الأمة.فكفوا عن الشكوى وسب الحاكم، ولنحاول أن نصلح المحكوم